٢١‏/١٢‏/٢٠٢٢، ١٠:٠٣ ص

باحث في الشأن الايراني لـ"مهر":

ايران تُدرك حاجة الغرب وامريكا لتفعيل الاتفاق النووي باعتبارها مِدماك اساسي لاستقرار امن المنطقة

ايران تُدرك حاجة الغرب وامريكا لتفعيل الاتفاق النووي باعتبارها مِدماك اساسي لاستقرار امن المنطقة

قال الاعلامي والمحلل السياسي، مجتبى علي حيدري، ان إيران تدرك حاجة الغرب والولايات المتحدة لتفعيل خطة العمل المشتركة الشاملة باعتبارها مدماك أساسي لنظام الأمن والاستقرار في المنطقة، ومن جهة أخرى فان التجربة المخيبة والمريرة لإيران مع الغرب وامريكا جعل إيران تفقد الثقة بجميع الاطراف وتشكك في نواياهم.

وكالة مهر للأنباء - القسم الدولي: اشارت طهران في الاجتماع الدوري لمجلس الأمن بشأن تنفيذ القرار 2231 والاتفاق النووي الى انه مثلما كان متوقعا فقد أعرب أعضاء المجلس مرة أخرى عن دعمهم لإحياء الاتفاق النووي وطالبوا بتنفيذه بالكامل كإجراء عملي وحيد... الا انه من الواضح لدى الجميع ان استرجاع الاتفاق النووي وإحيائه لا يمكن إلا من خلال معالجة الجذور الرئيسية لوضعه الحالي، أي انسحاب امریكا منه في 8 مايو 2018.

ومنذ الانسحاب، أعادت امریكا فرض جميع العقوبات اللاإنسانية والظالمة ضد إيران في انتهاك واضح لالتزاماتها القانونية الصريحة بموجب القرار 2231 (2015). اضف إلى ذلك ان الغرب وامريكا واصلوا ببمارستهم المعروفة لدى الجميع ما يسمى بسياسة "الضغط الأقصى" ضد الشعب الإيراني.

وكما أعلن وزير خارجية امریكا السابق صراحة وبلا خجل، بأن الهدف من هذه السياسة هو تجويع الشعب الإيراني. في الواقع استخدمت أمريكا العقوبات الاقتصادية كسلاح في سياستها العدائية طويلة الأمد ضد الشعب الإيراني. بل وقامت امريكا بصفتها عضوا دائما في مجلس الأمن بإجبار جميع الدول الأعضاء في الأمم المتحدة بوقاحة إما على انتهاك القرار 2231 أو تلقي العقوبة... وهذا السلوك غير مسبوق في تاريخ الأمم المتحدة.

وعلى الرغم من تغيير الحكومة الاميركية في عام 2021 ظلت سياسة الضغط الأقصى دون تغيير، ورغم أن الحكومة الحالية تعترف باستمرار بفشل هذه السياسة إلا أنها تواصل تنفيذها على نطاق أوسع وأكثر قذارة من ذي قبل... والى جانب ذلك فان الترويكة الاوروبية في خطة العمل المشتركة الشاملة "الاتفاق النووي" تواصل دعم وتنفيذ العقوبات والسياسات الأمريكية ضد إيران بشكل كامل... لقد رفضوا، مثل امریكا، تنفيذ التزاماتهم بموجب الاتفاق.

وفي هذا الصدد أجرت وكالة مهر للأنباء، حواراً صحفياً مع الاعلامي والمحلل السياسي "مجتبى علي حيدري"، وأتى نص الحوار على الشكل التالي:

** كيف ترى جدية الجمهورية الاسلامية بالسعي لإنشاء قنوات حوار مع جميع دول المنطقة لتعزيز التعاون الاقليمي واستقرار الامن والسلام في المنطقة؟

الثورة الإسلامية الايرانية منذ انطلاقتها عام ١٩٧٩ حملت لواء الحوار والتعاون مع دول المنطقة، ودعمت تطلعات شعوبها للتحرر من هيمنة القوى الدولية الاستكبارية وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية، ودعت إلى منطقة عارية من أسلحة الدمار الشامل، وبادر سماحة الإمام الخامنئي إلى إصدار فتوى تحريم إنتاج واستخدام الأسلحة النووية وأسلحة الدمار الشامل..

وسارعت ايران في تلبية دعوات دول المنطقة لمحاربة الإرهاب والجماعات التكفيرية، وقدمت شهداء كبار في الدفاع عن أمن واستقرار المنطقة، وعلى رأسهم القائد الشهيد الحاج قاسم سليماني الذي نحيي هذه الأيام الذكرى السنوية الثالثة لاستشهاده على يد الولايات المتحدة الأمريكية.

الحكومة الايرانية جعلت موضوع تعزيز العلاقات، ورفع مستوى التعاون مع دول الجوار في مقدمة أولويات وأهداف سياستها الخارجية

وكانت إيران سباقة على الدوام لمد يد التعاون وتقديم مبادرات عملية لتعزيز التعاون الإقليمي واستقرار الأمن والسلام بعيدا عن هيمنة وتدخل القوى الاستكبارية. وقد جعلت حكومة الرئيس الايراني السيد ابراهيم رئيسي موضوع تعزيز العلاقات، ورفع مستوى التعاون مع دول الجوار في مقدمة أولويات وأهداف سياستها الخارجية.

اضف الى ذلك ان الحكومة الايرانية شاركت بفاعلية في جلسات الحوار مع المملكة العربية السعودية، وأعلنت قبل يومين على لسان وزير خارجيتها الدكتور امير عبد اللهيان في منتدى حوار طهران، استعدادها لعقد اجتماع مع وزراء خارجية ووزراء دفاع دول مجلس التعاون الخليجي وبعض دول المنطقة. وقد جددت إيران دعواتها للحوار والتعاون مع دول المنطقة ومؤخرا في مؤتمر "بغداد2" في الاردن.

** ما هو ردّكم على مزاعم البدعة القانونية والاجراء السياسي الجائر المتمثل في الغاء عضوية الجمهورية الاسلامية الايرانية في لجنة المرأة التابعة لمنظمة الأمم المتحدة للتستر على السياسات والإجراءات المناهضة للمرأة والأخلاق في الدول الغربية وذلك بدعم من أكثر الدول تجاهلاً لحقوق المرأة؟

الخطوة الفاضحة للدول الغربية في استبعاد إيران من لجنة المرأة يكشف بوضوح زيف الادعاءات الغربية والمعايير المزدوجة التي تحكم عمل المنظمات الدولية، والتعتيم الإعلامي المغرض على دور المرأة الريادي ومكانتها الرفيعة وكرامتها السامية التي حظيت بها في ظل الثورة الإسلامية المباركة، مقابل تستر فاضح على الإجراءات الغربية وانتهاكاتها الصارخة لحقوق المرأة والإمعان في استخدامها كأداة لإشباع غرائز وجشع شركاتها المادية ونواياها الشريرة.

** الترويكة الاوروبية تواصل دعم وتنفيذ العقوبات والسياسات الأمريكية ضد إيران بشكل كامل فيما يخص خطة العمل المشتركة الشاملة "الاتفاق النووي"، اضف الى ذلك انهم رفضوا تنفيذ التزاماتهم بموجب الاتفاق، وذلك بفضل تضليل وخداع امريكا للمجتمع الدولي... يرى البعض ان استرجاع الاتفاق النووي وإحيائه لا يمكن إلا من خلال معالجة الجذور الرئيسية لوضعه الحالي... كيف تقيم الوضع الراهن؟

على الرغم من التزام الترويكة الأوروبية برفع العقوبات الاقتصادية الظالمة ضد الشعب الإيراني، الا انها رضخت لتحذيرات الولايات المتحدة من التعاون التجاري مع ايران، لدرجة رفض تزويد إيران بلقاحات كورونا، وساهمت بشكل مباشر في قتل الآلاف من أبناء الشعب الايراني

معظم الدول الأوروبية ولاسيما الترويكة الأوروبية المنخرطة مع إيران في الاتفاق النووي أثبتت في أكثر من مرة تبعيتها للسياسات الأميركية الجائرة وضعفها أمام إرادة البيت الأبيض... فرغم التزام الترويكا الأوروبية برفع العقوبات الاقتصادية الظالمة ضد الشعب الإيراني، عملا بموجبات الاتفاق النووي لعام ٢٠١٥، لكنها رضخت لتحذيرات الولايات المتحدة من التعاون التجاري مع ايران، لدرجة رفض تزويد إيران بلقاحات كورونا، وساهمت بشكل مباشر في قتل الآلاف من أبناء الشعب الايراني.

ومازالت الى يومنا هذا تمتنع الدول الاوروبية عن تزويد إيران بالأدوية اللازمة والحياتية للمصابين بمرض الفراشة الجلدي، وكانت ومازالت طرفا تنفيذيا أساسيا في سياسة العقوبات القصوى التي تفرضها الحكومة الأميركية ضد إيران.

بالطبع إيران تدرك حاجة الغرب والولايات المتحدة لتفعيل خطة العمل المشتركة الشاملة باعتبارها مدماك أساسي لنظام الأمن والاستقرار في المنطقة. ومن جهة أخرى فان التجربة المخيبة والمريرة لإيران مع الولايات المتحدة والدول الغربية بعد الإتفاق النووي لعام 2015 وتنصلهم عن الالتزام بمسؤولياتهم بموجب الإتفاق، وخروج أميركا غير المبرر من الاتفاق، رغم وجود قرار واضح عن مجلس الأمن الدولي... كل ذلك جعل إيران تفقد الثقة بالاطراف الغربية وتشكك في نواياهم، ويحتم منطقيا على إيران التعامل بحذر شديد مع تلك الأطراف الناكثة للعهود، والعمل على سد كل الثغرات القانونية خلال المفاوضات النووية في فيينا... وبذات المنطق تتعامل طهران مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية بعد أن اتضح لجميع الأطراف إنحراف الوكالة عن دورها الفني والتقني وتحولها إلى أداة ضغط سياسية بيد الولايات المتحدة الأمريكية والدول الغربية.

/انتهى/

رمز الخبر 1929045

سمات

تعليقك

You are replying to: .
  • captcha