٠٣‏/٠١‏/٢٠٢٣، ٤:٠١ م

كاتب وإعلامي عراقي لـ"مهر":

مشهد احياء ذكرى قادة النصر في العراق يرتدي لباس الحزن والغصة/ المقاومة ثابتة لن تتزعزع

مشهد احياء ذكرى قادة النصر في العراق يرتدي لباس الحزن والغصة/ المقاومة ثابتة لن تتزعزع

قال الكاتب والاعلامي، علي فاهم، ان المقاومة ثابتة وتتقدم ولم تتزعزع ولم تصاب بانتكاسة بل بالعكس تماماً كان الاغتيال حافزاً وباعثاً لروح الانتقام والغضب وتأجج روح جديدة كانت حافزاً كبيراً لدى المقاومين.

وكالة مهر للأنباء - القسم الدولي: انه تخفق القلوب حزناً بالتزامن مع الذكرى السنوية الثالثة لفاجعة العصر الاليمة، وتضطرب العقول ذهولاً، وتجري المدامع سيولاً، إنها ذكرى الارتقاء الى السماء لسيد شهداء محور المقاومة الشهيد الحاج قاسم سليماني ورفيق دربه وحبيب عمره مهندس الانتصارت الشهيد الحاج ابو مهدي المهندس رضوان الله تعالى عليهما.

حاولت أمريكا اغتيال الحاج قاسم سليماني عدة مرات على أيدي عملائها وعندما فشلت قررت أن تعتمد على نفسها باغتياله بأمر من الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته ترامب في 3 يناير 2020م بغارة جوية غادرة نفذتها طائرة أمريكية بدون طيار في العراق، وبعد اغتياله ظنت أمريكا أنها قد قتلت روح المقاومة لتدفع بعملائها في المنطقة لإعلان التطبيع الكامل مع الكيان الصهيوني في خيانة صريحة للقضية الفلسطينية وقضايا الأمة المصيرية، لتنقسم المنطقة بعد استشهاد الحاج قاسم سليماني إلى دول خائنة وعميلة وصهيونية بامتياز، لكن ما لم تكن تعلمه أمريكا هو أن كل أحرار محور المقاومة يحملون روحية الشهيد سليماني وكل الشهداء، وأن دمائهم الطاهرة تحيي أمة، ومن تضحياتهم نزداد قوة وإصرار على النصر إيماناً وثقة بوعود الله عز وجل.

وفي هذا الشأن اجرت وکالة مهر حواراً صحفياً مع الكاتب والصحفي والاعلامي العراقي "علي فاهم"، واتى نص الحوار على الشكل التالي:

** بعد مرور ما يقارب ثلاث سنوات على استشهاد قادة النصر... كيف ترى مشهد احياء ذكرى قادة النصر في العراق؟

تمر علينا هذه الايام الذكرى السنوية الثالثة لاستشهاد "قادة النصر" الجنرال "قاسم سليماني" والقائد "ابو مهدي المهندس" نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي (رحمهما الله)، وبمرور هذه الذكرى تتجدد الالام، والاحزان تعتمر قلوب المحبين والعشاق لهذين الجبلين من التضحية والاباء والشجاعة والشرف والبذل في سبيل قضايا الامة ونصرة المظلومين في كل مكان وبسالة منقطعة النظير في مواجهة الطغاة...

مشهد احياء هذه الذكرى في العراق يرتدي لباس الحزن والغصة وتموج في قلوب المحبين أمواج من الغضب

إن مشهد احياء هذه الذكرى في العراق يرتدي لباس الحزن والغصة وتموج في قلوب المحبين أمواج من الغضب ضد الدولة المجرمة المارقة التي سفكت هذه الدماء الطاهرة بغير حق، لهذا بالإضافة الى مظاهر الاحتفال بهذه الذكرى في كل مدن العراق في الوسط والجنوب وفي مكان الحادثة الاليمة قرب مطار بغداد الدولي، فهناك تظاهرة كبيرة ووقفة استنكار ستكون أمام سفارة الشر في بغداد ورغم ألغاء المسيرة المليونية التي كان من المزعم خروجها في وسط بغداد من جميع المحافظات من قبل الجهة المنسقة لأسباب مجهولة الا أن الحضور الجماهيري الكبير والعارم الذي حضر ليلة الشهادة في مكان الحادث رغم عدم نشر الدعوات بشكل رسمي أو مكثف ورغم شدة البرد في بغداد إلا أن حجم الحضور الشبابي والتفاعل والهتافات المنددة بالجريمة النكراء والموجهة نحو أمريكا وأذنابها في العراق وفي المنطقة إنما هو نار تحت الرماد ومرجل يفور غضباً ولن يهدأ حتى يأخذ بثأر الشهداء، وطاقة كامنة ستولد بحراً من الارادة للمقاومة والسير على نفس منهج الشهداء وخطواتهم.

اعتقدوا أنهم بقتلهم سليماني والمهندس سيقتلون المقاومة وما علموا أنهم يزرعون بذوراً للجهاد ستنبت سنابلاً من أبطال وبساتين من مقاومة

فكما كانت شهادة الامام الحسين (عليه السلام) نبراساً للاحرار في كل بقاع الارض، ها هو دم الشهيد "قاسم سليماني" والشهيد "ابومهدي المهندس" يشرق رجالاً في العراق وفلسطين ولبنان وسوريا واليمن وفي كل أرض تقاوم الطغاة وسيخلدهما التاريخ كما خلد إمامهما الحسين من قبل، فهؤلاء اعتقدوا أنهم بقتلهم سليماني والمهندس سيقتلون المقاومة وما علموا أنهم يزرعون بذوراً للجهاد ستنبت سنابلاً من أبطال وبساتين من مقاومة؛ فهم على الارض أسود وتحت الارض بذور وفي العقول فكر وفلسفة وفي القلوب ودٌ ومحبة.

ها هي المحافظات العراقية تعلنها عطلة رسمية وها هي المؤسسات الثقافية تتزاحم في إقامة مشاهد الاستذكار والتأسي، فنحن لا ننسى شهدائنا ولا نغفل عن ذكراهم فكيف اذا كانوا قادة وأي قادة لنصر مبين على أعتى هجمة شهدها التاريخ الحديث ولهذا كان الاغتيال عقوبة لهم لأنهم أفشلوا مخطط الاستكبار العالمي والاقليمي من دولٍ ذَنبية لهم فلم يجدوا بداً من الغدر بعد فشل المواجهة فكان هكذا هو الاستذكار استنكار.

** باغتيالها لقادة النصر هل نجحت امريكا بإيجاد التغييرات الجيوسياسية في المنطقة؟

أرادت أمريكا باغتيال قادة النصر احداث فجوة تنظيمية وتقطيع أوصال قيادة المقاومة لأن مركزيتها وهذا كان واقعاً في رأس القائد الجنرال قاسم سليماني فهو العقل المدبر لأغلب صفحات وأبواب محور المقاومة في جميع الدول.

وكان حضوره هو الاهم في ترتيب الاوراق ووضع الخطط والحلول الناجعة فكان في فكره لكل معضلة حل حركة من العدو خطة بديلة، فاعتقد العدو أنه بإزالة الجنرال يقضى على المقاومة وتتبعثر الجهود وتتشتت القوى وتذوب... ولكن المشاهد يرى وبعد ثلاث سنوات من حادثة الاغتيال أن المقاومة ثابتة وتتقدم ولم تتزعزع ولم تصاب بانتكاسة بل بالعكس تماماً كان الاغتيال حافزاً وباعثاً لروح الانتقام والغضب وتأجج روح جديدة كانت حافزاً كبيراً لدى المقاومين.

المقاومة ثابتة وتتقدم ولم تتزعزع ولم تصاب بانتكاسة بل بالعكس تماماً كان الاغتيال حافزاً وباعثاً لروح الانتقام والغضب وتأجج روح جديدة كانت حافزاً كبيراً لدى المقاومين

فرأينا تلك الانتصارات الكبيرة في فلسطين المحتلة وفي اليمن وفي العراق وسوريا سواءً على المستوى العسكري أو على المستوى السياسي، وبقراءة موضوعية للأحداث في المنطقة لا نجد أي تغيرات جيوسياسية لصالح أمريكا أو أذنابها من دول محور التطبيع والتصهين، فاذا كان هناك تغيير فرضته التحولات العالمية جراء الحرب الروسية الاوكرانية والتكتلات الناتجة عن تمحور الدول باتجاه بروز قوى جديدة تسلب سلطة القطبية الواحدة باتجاه تعدد المحاور، وهو على حساب الهيمنة الامريكية وانسلاخ العديد من الدول من تحت البساط الامريكي لكون الاخيرة تعيش أضعف حالاتها جراء انكماشها لمواجهة التهديد الصيني الاقتصادي الذي يقرض الارض منتحت أقدامها من جهة، وخروج الدب الروسي من كهفه واستعراضه للعضلات التسليحية الكامنة، مما أدى الى هذا الانسلاخ والجرأة على الانسحاب من أوامر امريكا في تغير واضح لكثير من المواقف كما يحدث في موقف تركيا من الحرب في سوريا، وتوجه دول الخليج الفارسي الى الصين كشريك اقتصادي مهم، واستعادة اليمن للكثير من قواها في مواجهة الاعتداء على اراضيها، كل هذا يجعل من المحور الامريكي أضعف مما كان عليه قبل الاغتيال.

** ما هي الثقافة التي زرعها قادة النصر فينا وما هو ارثهم لنا؟

إن مسيرة "قادة النصر" استحضرت تلك الروح الثائرة الى القرن الحادي والعشرين كواقع نتلمسهُ بأبصارنا، وحقيقة كنا نسمعها من أبائنا وأجدادنا وجداتنا عن أبطال نقشت صورهم في عمق الذاكرة

لم ينطلق قادة النصر في حركتهم المقاوماتية من فراغ، بل كانوا يقفون على أرض صلبة مدججة بارث عقائدي يتصل بنهضة حسينية عمرها الف واربعمائة عام تختزن آلاف الثورات والنهضات والحركات المقاومة للطغيان عبر أجيال متعاقبة تتناقل فيما بينها هذه الروح الثائرة جيل الى جيل، لتفرز البطل والشجاع عن المتخاذل والخانع، فتخلد من يسير على هذا النهج الحسيني في ذاكرة مغلفة بسمات ثابتة هي البطولة والاباء والشهادة.

إن مسيرة "قادة النصر" استحضرت تلك الروح الى القرن الحادي والعشرين كواقع نلمسهُ بأبصارنا، وحقيقة كنا نسمعها من أبائنا وأجدادنا وجداتنا عن أبطال نقشت صورهم في عمق الذاكرة، باتوا اشخاصاً نراهم أمامنا ونعيش معهم تلك البطولات، رجال تركوا الدنيا خلف ظهورهم وعشقوا الله حتى أحرقوا الخطوات للوصول اليه فسددهم ربهم ونصرهم نصراً عزيزاً مقتدراً فلما أعطاهم ما يرغبون في الدنيا فاستحقوا الجائزة الكبرى لينالوا الحسنين النصر والشهادة.

** ما هي آخر تطورات ملف ملاحقة المتورطين والمتواطئين في الجريمة البشعة؟

الاجراءات القانونية والخطوات التنظيمية في اعداد لائحة بالمشاركين بالجريمة تعدت الـ60 مجرماً تسير ضمن السياقات المتبعة في مثل هذه القضايا من قبل المؤسسات الحقوقية والقانونية في الجمهورية الايرانية، وتسير وفق ما مخطط لها يواكبها تحرك سياسي كشفت عنه وزارة الخارجية الايرانية مؤخراً في بيان لها لتكشف عن عراقيل تضعها امريكا أمام هذه الاجراءات القانونية فقد أوضحت الخارجية أنه "قامت لجنة المتابعة القانونية والدولية الخاصة بقضية اغتيال واستشهاد الفريق سليماني ورفاقه من قبل وزارة الخارجية بالتعاون مع المؤسسات الأخرى ذات الصلة بالتحقيق والمتابعة في الجوانب القانونية لهذه القضية... واتخذت عدة إجراءات لمتابعة الموضوع على كافة الأصعدة المحلية والثنائية والإقليمية والدولية لضمان المسؤولية الدولية للحكومة الأمريكية وسوف نمضي بكل جدية حتى النتيجة النهائية".

وضع العراقيل أمام الاجراءات القانونية التي تدين الامريكان بهذه الجريمة بأساليب ملتوية وغير قانونية يكشف زيف الادعاءات والشعارات التي ترفعها امريكا

فوضع هذه العراقيل أمام الاجراءات القانونية التي تدين الامريكان بهذه الجريمة بأساليب ملتوية وغير قانونية يكشف زيف الادعاءات والشعارات التي ترفعها امريكا من جانب، وتفضح ضعف أمريكا وأدانتها بالجريمة وعدم مقدرتها الدفاع عن موقفها المدان من جانب أخر، فالمبررات والاكاذيب التي تسوقها أمريكا للدفاع عن جريمتها كمكافحة الارهاب وغيرها من التبريرات غير الواقعية تعبر عن هشاشة في الموقف وضعف الحجة.

فالجميع يعلم الدور الهام الذي مارسه الشهيدان في تحقيق النصر ودحر الارهاب من قبل داعش وهذا ما لا ينكره أي مراقب لما حدث من معارك في العراق وسوريا ضد الارهاب المنظم والمدرب والمسلح للجماعات الارهابية، فكانت خطوات الشهيدين القائدين تسير في سبيل ارساء الاستقرار والسلام والامن في المنطقة فأي مبرر غير منطقي وعقلائي وكاذب تدعيه أمريكا؟.

وستكون دماء الشهيدين منارةً للاحرار ليأخذوا بثأرهم ممن سفك دمهم ولن تنسى تلك الاسماء لأنها قيم ومباديء باتت رواسيَّ شامخات لن تزيحها رياح صفراء عاتية.

/انتهى/

رمز الخبر 1929428

سمات

تعليقك

You are replying to: .
  • captcha