وأفادت وكالة مهر للأنباء، أن ذلك جاء خلال الكلمة التي القاها الأمين العام لحركة النجباء في الذكرى الرابعة لاستشهاد قادة محور المقاومة الفريق سليماني والحاج أبو مهدي المهندس، والتي أقيمت في طهران بحضور كبار المسؤولين والقادة العسكريين وشخصيات ثقافية واجتماعية من الطراز الأول وحشد كبير من شرائح الشعب.
فيما يلي نص كلمة الشيخ أكرم الكعبي:
بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي.
صدق الله العلي العظيم
في الذكرى السنوية الرابعة للعملية الامريكية الغادرة باستهداف قادة النصر، ضيف العراق وسر اقتدار المحور وعزته الشهيد القائد الحاج قاسم سليماني، ورفيق دربه مهندس الإنتصارات الشهيد القائد أبي مهدي المهندس الذين وهبهما الله ما تمنياه فقتلا على يد شرار خلقه وتقطعت أجسادهما الطاهرة إربا أسوة بسيدهما الحسين عليه السلام.
ونحن اليوم اذ نحيي ذكرى استشهادهما نعاهدهما أن أقل الوفاء لدمائهما الزاكية أن تبقى الدولة التي اغتالتهما امريكا عدوة بوجداننا وعقيدتنا ويبقى نهجهما شعارا لنا وثأرهما طريقا لن نحيد عنه، وليس بيننا وبين القاتل الغادر المحتل المتعجرف الا منطق السلاح والانتقام، وسنبقى بطريق الثأر لدماء الشهيدين حتى يكتب الله لنا النصر أو اللحاق بهم ضمن الشهداء السعداء بلطفه تعالى علينا.
فيا ابا مهدي المهندس ان تكرارك لقسمك بقولك "والله لن نبقيهم، والله لن نبقيهم" لن يذهب سدى، فإن أبناءك ومحبيك أخذوا عهدا على أنفسهم أن يبروا بقسمك، فقسما بدمك الطاهر وأشلائك المقطعة لن نبقيهم.
وفي ذكرى الشهيدين العظيمين سليماني والمهندس نستذكر باجلال واكبار شهداء القدس من المقاومة الإسلامية في فلسطين ولبنان واليمن والعراق والجمهورية الإسلامية واخص بالذكر الصديق العزيز الشهيد القائد السيد رضي الموسوي والصديق العزيز الشهيد القائد صالح العاروري. فسلام عليهم وهم بإذن الله أحياء يرزقون عند من لا يفنى ملكه ولا تنفد خزائنه، وقد فازوا بمجدهم وتكالب علينا الجهال والاعداء بفقدهم.
ورغم مرور أربع سنوات من الجريمة الامريكية الدنيئة باستهداف قادة النصر وما أعقبها من قرار مجلس النواب والذي نص على خروج القوات الاجنبية بشكل كامل من العراق إلا أن أمريكا الشر جاثمة الى اليوم على صدر العراق بقواعدها العسكرية في بغداد والانبار واربيل وغيرها، تعيث تخريبا وفسادا وتنتهك السيادة كل يوم برا وجوا وتقوم بقصف المؤسسات الأمنية والمدنية العراقية، وتستهدف طائراتها المجاهدين ويستولي نظامهم الغاصب على أموال العراق ونفطه ومقدراته ويتدخل بشأنه الداخلي وفوق كل ذلك تسعى سفيرته لتصدير نفسها كوصية على العراق.
ولكن ليعلم العدو الامريكي أن المقاومة الاسلامية في العراق تسير وفق استراتيجية وتكتيكات مدروسة بخطوات محسوبة ولدينا بفضل الله وعونه المزيد والمزيد وسيتحدث الميدان عن بطولات المجاهدين الذين نذروا انفسهم للجهاد فإن لم يخرج الاحتلال الامريكي من العراق بارادته سيخرج رغما عنه جثثا متعفنة.
ثم أننا راجعنا ما تسمى بالاتفاقية الاستراتيجية سيئة الصيت بين العراق وامريكا مرارا وتكرار فوجدنا فيها فقرة تثبت ان الحكومة في حال ارادت انهاء المهزلة الامريكية وعدوانها على بلدنا فلا يكلفها ذلك سوى ارسال بلاغ للجانب الآخر بانتهاء العمل فيها كما ورد في الفقرة الثالثة من نص هذه الاتفاقية المشؤومة، وعليه فاننا نطالب الحكومة العراقية باتخاذ موقف جريء وواضح وصريح امام الشعب والتأريخ وارسال هذا البلاغ الذي سيعيد السيادة للعراق ويحفظ امنه وشعبه ومقدراته، فإن قامت بذلك ولم يرحل الاحتلال فان المقاومة ستأخذ على عاتقها تصعيدا غير مسبوق للعمليات وستخرجهم رغما عنهم.
ونحن إذ نحيي ذكرى شهادة قائد قوات القدس الشهيد سليماني والذي كان بصره يرنو للمسجد الاقصى المبارك لا يسعنا إلا أن نذكر شعبنا الفسلطيني وهو يواجه في هذه الايام أبشع المجازر الوحشية من مجرمين وقطاع طرق ولصوص جمعهم الغرب الغاصب من كل بلدان العالم ومنحهم ما لا يملكون ليغتصبوا ارض فلسطين ويهجروا اهلها. فليعلم العالم اننا لن نتخلى عن القدس ولن نتخلى عن فلسطين وشعب فلسطين، واننا جزء من المعركة وسنستمر في استهداف المستوطنات الصهيونية والقواعد الامريكية نصرة لغزة وفلسطين.
وإنني أعلن بصوت واضح أن ضربات المقاومة الإسلامية العراقية هذه الأيام ضد مصالح الولايات المتحدة والكيان الصهيوني في عموم منطقة غرب آسيا، جاءت لدعم الشعب الفلسطيني الأبي وفصائل مقاومته. فمنذ بداية طوفان الأقصى وحتى اليوم، نفذنا أكثر من 100 عملية ناجحة في العراق وسوريا وحتى أعماق الأراضي الفلسطينية المحتلة. وسنستمر بذلك وسنطلق النار على مستوطنات الصهاينة في كل فلسطين، ويد المقاومة العراقية جاهزة تماما لاستخدام أحدث الأسلحة والصواريخ والطائرات المسيرة.
نحن نتابع عن كثب التطورات الميدانية في فلسطين، وعلى تواصل وحوار دائم مع الإخوة المجاهدين في محور المقاومة، وأبشركم بأن محور المقاومة العالمي لم يكن في أي وقت مضى موحداً ومتماسكاً وقوياً ومنسقاً ومبدعاً كما هو اليوم.
أما الموقف المتخاذل والمتفرج من بعض الشعوب الاسلامية والعربية فإن ألمه أشد وقعا في قلوب اهالي غزة من القصف الهمجي للاحتلال الصهيوني. فنخاطب الأنظمة التي تتفرج على اطفال غزة وهم يقتلون ويقطعون بالآلاف يوميا ونقول لهم افتحوا اعينكم جيداً لتروا الإجرام الأمريكي الصهيوني وقتل الأطفال والمدنيين ومحاصرتهم وتجويعهم والانتهاك الصارخ للإنسانية، ودققوا بكل ذلك ثم قفوا أمام أنفسكم واحتقروها أشد احتقار على موقفكم المتخاذل، واعلموا انكم ستقفون عاجلا أم آجلا أمام منتقم جبار سيحاسبكم على تخاذلكم.
ثم اين العالم الذي يدعي التحضر من ذلك، واين ما تسمى بالامم المتحدة التي تنظر بعين واحدة، وهي عين العالم المجرم المتكبر، فإن ما يحصل في غزة اليوم من انتهاكات فضحهم واثبت للعالم أن ما يسمى بالامم المتحدة ما هي إلا أداة من ادوات الاستكبار لتشرعن جرائمهم دوليا فلا يعلو صوتهم إلا على المستضعفين والمظلومين.
على شعوب العالم أن تعلم أن الحل لإنهاء مذبحة أهالي غزة المظلومين والابرياء هو صيغة ذات متغيرين في الوقت نفسه: الاول "تكثيف هجمات محور المقاومة على الكيان الصهيوني اللئيم" والثاني"الضغط الشعبي والخروج بتظاهرات على الحكام الرجعيين والمطبعين والمستكبرين من قبل الشعوب الحرة".
وعلى الدول المطبعة في المنطقة أن تعلم أنها عار على العالم العربي وعار على الإسلام وعلى القرآن الكريم. وإن التطبيع لا يقتصر على إقامة علاقات مع إسرائيل فحسب، بل إن الصمت ازاء هذه الجرائم والتصريحات الخجولة والمواقف الدرامية هي كذلك توضع في خانة التطبيع والتخاذل.
وخلافا لكل المواقف المتخاذلة لغالبية انظمة الدول العربية يسطع علينا اليمن العزيز بموقف بطولي مشرف حيث أصبحت المقاومة اليمنية اليد الساندة في هذه الأيام العاصفة.
إننا نداوي جراح قلوبنا من المواقف الجبانة لبعض حكام العرب وحكام الغرب بالمواقف الصلبة والمخلصة التي يضطلع بها السيد عبد الملك الحوثي.
إن الوقوف مع فلسطين واجب اخلاقي وانساني وشرعي واننا في المقاومة الإسلامية في العراق جزء لا يتجزأ من محور الحق المنصور باذن الله، وسنشارك بكل قدراتنا بالمنازلة الكبرى، وسنبقى واقفين ومرابطين الى جانب المقاومة الإسلامية في فلسطين ولبنان واليمن من غير حدود ولا قيود حتى النصر المؤزر بإذن الله.
ثم لا يسعنا في هذه المناسبة إلا ان نتقدم بالشكر والامتنان الكبير للجمهورية الاسلامية حكومة وشعبا وعلى رأسها سماحة القائد السيد علي الخامنئي دام ظله على موقفهم المشرّف في دعم العراق بحربه ضد الارهاب صنيعة امريكا في الوقت الذي انقسم فيه العالم الى فريقين ما بين متفرج وآخر داعم للارهاب، ومن ثم موقفهم المتميز والواضح والأصيل تجاه القضية الفلسطينية قضيتنا الكبرى وهمنا الاول.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
المصدر: موقع النجباء
تعليقك