وكالة مهر للأنباء_ وردة سعد: عدوان جديد صهيو_ اميركي على الجمهورية الاسلامية الايرانية لكنه يوضع تحت عنوان "رد التفاهة" كما وصفه الاعلام العبري، ما كان العدو ليقوم بهذا الاعتداء لولا الدعم الاميركي على كل الجهات وكافة الصعد سيما في ظل رفض اغلب الدول العربية من استخدام اجواءها لضرب ايران، وهذا أول هجوم عسكري "إسرائيلي" معلن على إيران في تاريخ الكيان المؤقت.
قال مسؤولون أمريكيون "وإسرائيليون" لصحيفة وول ستريت جورنال إن أنظمة الدفاع الجوي التي تم شراؤها من روسيا كانت عاجزة عن حماية إيران من أي ضربة "إسرائيلية"، بغض النظر عن دقيقة المعلومة، ولكن ما نعرفه ان الدفاعات الجوية الإيرانية هي الأقوى في غرب أسيا والدليل على ذلك انه بعهد ترامب أسقطت ايران طائرة مسيّرة من طراز "Global Hawk" هذه الطائرة التي يزيد ثمنها عن 110 مليون دولار انتهكت حينها المجال الجوي الإيراني. والسؤال الذي يطرح الان ماذا حقق العدو من هذا العدوان واي رسائل استطاعت الجمهورية الإسلامية الإيرانية ارسالها عبر قوة الردع التي واجهت فيها هذا الاعتداء.
حول هذا الموضوع، أجرت مراسلتنا، الأستاذة وردة سعد، حواراً صحفياً مع، الباحثة بعلم الاجتماع السياسي، الدكتورة هدى رزق، وجاء نص الحوار على النحو التالي:
العدوان الاسرائيلي الاخير على الجمهورية الإسلامية الإيرانية خيب آمال المراهنين عليه، واحبط الجمهور الصهيوني الى ابعد الحدود، واعتبره المراقبون شكليا واستعراضيا لحفظ ماء الوجه، ولكن لماذا جاء بهذه الصورة الباهتة والفاشلة، بعد اسابيع من التهديدات والاستعدادات والسقوف العالية ؟
لا شك ان الضربة الإيرانية لإسرائيل في الأول من شهر اوكتوبر ردا على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس والأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله ومسوؤل الملف اللبناني في الحرس الثوري طالت العصب العسكري والأمني لإسرائيل واسقطت مقولة الردع. بعد هذه الضربة رات الأوساط الإسرائيلية انها فرصتها التاريخية لضرب ايران وتحدثت بشأن بنك الأهداف في إيران التي سيتم ضربها، وروج مسؤولون إسرائيليون ان الرد سيكون كبيرا. تواصلت وقامت بمشاروات مع الولايات المتحدة الأميركية لتحديد طبيعة الرد والسيناريوهات لمهاجمة أهداف إستراتيجية في إيران، مثل منشآت النفط أو الغاز والمشروع النووي. وكان ثمة توافقا إسرائيليا على ضرورة فرض "ثمن باهظ" على إيران. وقررت واشنطن نشر نظام الدفاع الصاروخي تاد في إسرائيل مع طاقم من المشغلين العسكريين الاميريكيين وأعلنت القيادة المركزية الأميركية ان طائرات اف 16 تابعة للقوات الجوية الأميركية جاهزة. كان المراقبون يرون أن إسرائيل لن تكتفي بضربة عسكرية عابرة، فستلجأ في الغالب لاستهداف منشآت اقتصادية، غير أن استهداف المنشآت النفطية قد يكون له عواقب ليست فقط على إيران وإسرائيل فحسب، وإنما قد تشمل العالم وتصب في مصلحة أعداء واشنطن . فجر السبت اغارت إسرائيل على وسائل انتاج صواريخ بالستية وضربت ردارات ومنظومات الدفاع الجوي ووصف البيت الأبيض الضربات بأنها "تمرين للدفاع عن النفس"، اثار تواضع الضربة الداخل الإسرائيلي الذي راى انها غير كافية وهزيلة.
لا شك بأن الصراع المكشوف بين كيان الاحتلال والجمهورية الإسلامية الإيرانية قد بلغ حدا من التصعيد الذي يهدد بحرب اقليمية واسعة، ولكن الرد "الاسرائيلي" اثبت بأن هذا الكيان ليس بهذا المستوى بل هو كيان منتفخ بالدعم الاميركي، فهل ترون ان كيان الاحتلال خسر معركة استعادة الردع، والظهور بمظهر القوة الإقليمية الموازية لإيران؟
كان تطورا مهما اذ مثل اول ضربة معلنة رسميا على العمق الإيراني. لم تشمل الهجمات البنية التحتية النفطية الإيرانية أو المنشآت النووية، بل استهدفت المنظومات التي تحمي الأجواء الإيرانية، وقد اعتبر الرد رمزي بالنسبة الى التهديدات التي كانت تلوح بها إسرائيل. لكن الرسالة التي كان يود ايصالها صاحب القرار في اميركا واضحة وهي انه لا يريد الدخول مباشرة بحرب استنزاف وانه أراد رفع معنويات مستوطني الكيان، لقد بدا واضحا ان الكيان غير قادر على مهاجمة ايران دون مشاركة ومساندة الأميركي، اذ قامت الطائرات الإسرائيلية بإطلاق الصواريخ الموجهة من الأجواء العراقية، على بعد حوالي 100 كيلومتر من الحدود الإيرانية. "المجال الجوي العراقي تحت احتلال وقيادة وسيطرة الجيش الأمريكي".
بعض المراقبين استوقفهم رد الفعل الاميركي المباشر، حيث حاولت واشنطن النأي بنفسها عن دعم العدوان الاسرائيلي او المشاركة فيه، فكيف تقيمون الموقف الاميركي في هذا الشأن؟ وهل فعلا عملت الادارة الاميركية لاقناع تل ابيب بهذا الرد الذي لا يستفز إيران ولا يمس مصالحها بشكل فعلي ؟
الولايات المتحدة تواطأت مع إسرائيل الهجوم تم بالتعاون مع الولايات المتحدة. تمت العملية عبر ممر ضيق فوق العراق وسوريا بطريقة تمكنها من الوصول إلى أهدافها و.بشكل لا يعرض الحلفاء الإقليميين لواشنطن للخطر. وبطبيعة الحال، فإن حزمة الضمانات التي تتكون من إمدادات الوقود، والتنسيق، والاستخبارات من الميدان، ومنع الهجمات المضادة على الممر والدعم الدفاعي بنظام ثاد في البر الرئيسي الإسرائيلي، جميعها من الاميركيين نقلت إدارة بايدن رسالة إلى طهران "امتنعوا عن الرد، وسنعمل على إنهاء دائرة العداء هذه".
إنهم يتحدثون عن وقف إطلاق النار في غزة ولبنان. إذا تم التوصل إلى وقف لإطلاق النار، فإن الصراع الإيراني الإسرائيلي سينتهي. ومع ذلك، ترى إيران أيضاً أن الحل يكمن في وقف إطلاق النار في غزة ولبنان. وليس عبثاً أن تؤكد هيئة الأركان العامة في بيانها على ضرورة وقف إطلاق النار الدائم في غزة ولبنان، رغم أن إيران تحتفظ بحق الرد.
وكان أول رد فعل للمرشد السيد علي الخامنئي انه "لا ينبغي المبالغة في الهجوم الإسرائيلي أو التقليل من أهميته. وسيحدد المسؤولون الإيرانيون كيفية نقل إرادة الشعب الإيراني إلى إسرائيل. يجب اتخاذ الإجراءات اللازمة لحماية مصالح الأمة".
حتى لو افترضنا ان واشنطن لم تكن ترغب بتفجير حرب واسعة في المنطقة لاسبابها الخاصة، وانها حاولت الضغط على رئيس وزراء الكيان للتراجع عن الضربة او جعلها بهذا الشكل الكاريكاتوري.. ولكن يبقى السؤال لماذا اذعن نتنياهو للرغبة الاميركية هذه المرة، وهو لطالما عاندها ورفض طلباتها طيلة العام الماضي؟
نفى رئيس الوزراء "الإسرائيلي" بنيامين نتنياهو أن تكون إسرائيل تجنبت ضرب منشآت الغاز والنفط الإيرانية بسبب الضغوط الأميركية. وقال إن "إسرائيل اختارت مسبقا أهداف الهجوم وفقا لمصالحها الوطنية وليس وفقا للإملاءات الأميركية" لكنه يعلم تماما انه لولا مساعدة اميركا لا يستطيع ضرب ايران او الاقتراب منها لولا المساعدة التي قدمت للطائرات لم يكن بإمكانها الاستمرار بالتحليق لأربع ساعات او تحقيق العدوان لان الطيران بحاجة الى التزود بالوقود نظر لبعد المسافة وفي ظل رفض الدول الإقليمية مرور الطائرات الإسرائيلية في اجواءها او التزود بالنفط فلا فرصة لإسرائيل الا عبر الولايات المتحدة التي امدتها لوجستيا بعناصر الضربة.
/انتهى/
تعليقك