١٥‏/٠٢‏/٢٠٢٥، ٨:٤٦ م

إطلاق الطائرات المُسيّرة الإيرانية من تحت الماء: سلاح هجين للأهداف الاستراتيجية

إطلاق الطائرات المُسيّرة الإيرانية من تحت الماء: سلاح هجين للأهداف الاستراتيجية

يُظهر الكشف عن أول طائرة مسيّرة تُطلق من غواصة من صناعة القطاع الدفاعي الإيراني إمكانية استخدام أسلحة هجينة ذات تأثير استراتيجي في ساحة المعركة.

وأفادت وكالة مهر للأنباء، نقلا عن "تسنيم" انه خلال جولة القائد العام للقوات المسلحة في معرض إنجازات الصناعات الدفاعية، تم الكشف - ولأول مرة - عن غواصة مسيّرة غير مأهولة قادرة على إطلاق طائرة انتحارية مسيّرة بمدى يصل إلى 100 كيلومتر.

تتميز الغواصات بقدرة استراتيجية تجعلها سلاحًا حاسمًا في الحروب البحرية، حيث تمنح الدول المالكة لها ميزة ردع في زمن السلم وتفوقًا قتاليًا في زمن الحرب، حتى وإن كان عددها محدودًا.

تُعد خاصية التخفي أهم مزايا الغواصات، مما يُمكنها من إعادة تشكيل موازين القوى في النزاعات البحرية. كما أن تنفيذ استراتيجية منع وصول الدول المعادية إلى البحر يصبح أسهل عبر الغواصات مقارنةً بالوحدات البحرية أو الجوية الأخرى.

يتميز الخليج الفارسي بعمق مائي منخفض، حيث يبلغ متوسط العمق نحو 50 مترًا، مما يجعل الغواصات الصغيرة أكثر ملاءمة للعمل في هذه البيئة. بالإضافة إلى ذلك، فإن قدرة الغواصات الصغيرة على الاستقرار في قاع البحر تمنحها ميزة إضافية في عمليات التخفي والتموضع الاستراتيجي.

تُشكل الغواصات القادرة على الاستقرار في قاع البحر داخل مياه الخليج الفارسي ومضيق هرمز كمينا خطيرا على السفن المعادية، حيث يمكنها رصد السفن الأجنبية بدقة ونصب كمائن مميتة لأي قطعة بحرية متجاوزة، مع بقائها مخفية عن أجهزة السونار وأنظمة الاستطلاع المعادية.

يُعد التمركز في قاع البحر أحد أهم التكتيكات الهجومية والدفاعية التي تعتمدها الغواصات لتعزيز قدراتها على التخفي. عندما يكون عمق المياه أقل من الحد الأقصى الذي يمكن للغواصة الوصول إليه، يمكنها، من خلال أنظمة التحكم المتطورة ومعرفة الخصائص الفيزيائية لقاع البحر، أن تتحول إلى جسم ثابت غير مرصود.

في هذه الحالة، تفقد أنظمة الكشف بالسونار قدرتها على تحديد موقع الغواصة بسبب ثباتها التام، مما يمنحها ميزة رصد تحركات العدو دون إصدار أي إشارات استكشافية. وعند الحاجة، يمكن للغواصة شن هجوم باستخدام الطوربيدات أو الصواريخ التي تُطلق من أنابيب الطوربيد.

تعود أول استخدامات الغواصات المسيّرة عن بُعد إلى القوات البحرية التابعة للحرس الثوري، حيث استلمت مجموعة كبيرة من هذه الغواصات الذكية عام2021 ، مما عزز قدراتها في الحرب البحرية غير المتكافئة.

هذا الغواص الانتحاري مزود برأس حربي يزن 500 كيلوغرام ولديه قدرة عالية على التمشيط المستمر، ويتم توجيهه باستخدام نظام ملاحة مدمج يتكون من GPS و INS.

تستخدم هذه الطائرة الانتحارية المعلومات المخزنة في ذاكرته لتحديد الأهداف، وبفضل رأسها الحربي القوي، تعد سلاحاً فعالاً للهجوم على الأهداف الاستراتيجية للعدو في بيئة الخليج الفارسي ومضيق هرمز.

بالنظر إلى الصور المنشورة، يظهر أن الطائرة الانتحارية الغواصة القاذفة التي تم الكشف عنها مؤخراً هي سلاح مدمج يستفيد من قدرات الغواصات الصغيرة والذكية، مما يجعلها سلاحاً فعالاً لتنفيذ العمليات الخاصة.

الطائرة المجهزة في هذا السلاح الجديد تشبه تصميم طائرات "رضوان" التابعة للقوات البرية للحرس الثوري، وتستخدم الأجنحة القابلة للطي بشكل متقاطع.

كما تظهر الصور، تقوم الغواصة الحاملة لهذه الطائرة بإخراج مقدمتها من سطح الماء لإطلاقها، وبعد انفصال الرأس الحربي للغواصة، يتم إطلاق الطائرة من حجرة الغواصة بواسطة معزز (بوستر) لتقويتها.

عادةً ما يتم استخدام المحركات الكهربائية كدافع رئيسي في هذا النوع من الطائرات الانتحارية، وتتم عملية توجيهها بواسطة النظام البصري، حيث يتم توجيه الطائرة نحو الهدف من قبل المستخدم باستخدام الصور المرسلة بشكل مباشر من كاميرا رأس الطائرة. يمكن أيضاً تخزين صور الهدف في ذاكرة الطائرة، بحيث يتم توجيهها بشكل تلقائي نحو الهدف دون الحاجة لتدخل المستخدم.

في حال كانت أنواع السفن السطحية وتحت السطحية قادرة على حمل هذا السلاح المركب الجديد، يمكنها إطلاقه في الماء دون الاقتراب من العدو، ومن دون أن يكتشف العدو وجودها، ليتمكنوا من الاشتباك مع العدو واستهداف أهدافه الاستراتيجية.

بهذا الشكل، يمكن تصنيف الطائرة الانتحارية الغواصة القاذفة الجديدة كجزء من استراتيجية المعركة البحرية القريبة لقوات البحرية التابعة للحرس الثوري، ويمكن اعتبار القوات البحرية التابعة للحرس الثوري المشتري الأول لهذا السلاح.

إذا تحقق هذا الأمر، سيتوفر قدرة كبيرة في مجال الحرب البحرية، وخاصة لتنفيذ العمليات الخاصة، لقوات البحرية التابعة للحرس الثوري.

استخدام الطائرات الانتحارية الغواصة القاذفة جنبًا إلى جنب مع الصواريخ الكروز الغواصة القاذفة، والطُوربيدات، والطائرات الانتحارية الذكية سيزيد بشكل كبير من القوة تحت السطحية للقوات المسلحة، وخاصة قوات البحرية التابعة للحرس الثوري، التي تتحمل منذ عام 2007 المسؤولية المباشرة عن تأمين منطقة الخليج الفارسي.

رمز الخبر 1954422

سمات

تعليقك

You are replying to: .
  • captcha