٠٦‏/٠٣‏/٢٠٢٥، ٢:١٧ ص

ممثل حماس في الجزائر:

دول القمة العربية معنية بالتصدي للمشروع الصهيوني وتقديم موقف يستند لصمود الشعب الفلسطيني

دول القمة العربية معنية بالتصدي للمشروع الصهيوني وتقديم موقف يستند لصمود الشعب الفلسطيني

صرح ممثل حركة حماس في الجزائر، د.يوسف حمدان، أن "الموقف العربي الذي صدر عن القمة أخيراً يؤكد على رفض مشروع التهجير وهذا شيئ إيجابي يتطلب خطوات إجرائية عملية تؤدي لكسر الحصار عن غزة وإدخال المساعدات ومستلزمات إعادة الأعمار لمواجهة سياسة الاحتلال ورغبته في العودة للعدوان على شعبنا".

وكالة مهر للأنباء_ وردة سعد: الابادة بالتجويع هو سلاح بنيامين نتنياهو ضد قطاع غزة، ولا يزال الوضع الانساني في غزة ينزف اكثر واكثر، ورغم الابادة الصهيونية بحق قطاع غزة وما ارتكبه من حرب وحشية تجاه لبنان، لا تزال القمة العربية تجتمع دون اي قرارات تنفيذية.

عناوين عدیدة تناولتها مراسلتنا الأستاذة، وردة سعد، في حوار مع مع ممثل حركة حماس في الجزائر، د.يوسف حمدان، وجاء نص الحوار على النحو التالي:

لماذا انتفضت الانظمة العربية في وجه المقترحات الاميركية؟ بحيث شهدنا حملة اعلامية من الاعلام الحكومي لعدد من دول المنطقة المعنية.. والى اي حد تتحمل هذا الانظمة مسؤولية هذا التردي في تعامل الادارة الاميركية مع القضية الفلسطينية والامن القومي العربي كما هو معلن، وذلك بتخليها عن الشعب الفلسطيني والوقوف موقف المتفرج على المجازر الصهيونية طيلة الاشهر الماضية ؟

لايمكن فصل القضية الفلسطينية عن عمقها العربي والإسلامي، وما بقاء الاحتلال جاثم على أرضنا إلا نتيجة لهذا الموقف الانهزامي تجاه إسرائيل الذي تم التعبير عنه بمبادرة السلام العربية التي تطرح التعايش مع الاحتلال لا التوحد من أجل ازالته، هذا الموقف يعكس رغبة النظام العربي منح الاحتلال حق التواجد على أرضنا كدولة وتطبيع العلاقة معها في حال اعترف الكيان بدولة فلسطينية على جزء من أرضنا، ولكن الحال أن الاحتلال قابل هذه المبادرة بمزيد من قضم الأراضي وتهويد المقدسات والاعتداء على شعبنا، فأخذ الاحتلال الأرض ولم يعط للفلسطينيين السلام، بل ونجح في إقامة علاقات مباشرة مع الدول العربية والقفز عن كل القضية وتجاهل المبادرة، وتحويل القضية إلى مسألة داخلية (أقليات فلسطينية داخل دولة الكيان) ونجح مع الأسف في إقامة هذه العلاقات الأثمة مع عدد وكان يسعى للاستمرار في هذا المشروع لولا الطوفان الذي أوقف كل مخططات المشروع الصهيوني لتصفية القضية، وما عقبه من صمود شعبنا خلال معركة الطوفان رغم الحلف الغربي الذي تشكل لحماية الكيان من الانهيار أمام ضربات المقاومة في فلسطين ومن خارجها من حلفاء المقاومة، في مواجهة هذا الحلف الغربي الذي تقوده الإدارة الأمريكية التي وفرت دعما لا محدودا عسكريا وماليا وسياسيا للكيان، في المقابل بقي النظام العربي في مساحة التنديد والاستنكار عاجزا عن إدخال الطعام والشراب والدواء لشعبنا الذي تعرض ولا يزال لسياسة التجويع كجزء من العدوان على شعبنا لكسر إرادته.

اليوم وبعد فشل الاحتلال وحلفاءه في تنفيذ مخططاتهم وكسر الشعب الفلسطيني ونزع سلاح المقاومة، وبعدما طرح ترامب فكرة التهجير، شعرت الدول العربية بأن خطر هذا المشروع لا ينحصر داخل قطاع غزة او الضفة وأنه يهدد أمن المنطقة واستقرارها ومن هنا تداعت الدول العربية لهذه القمة لبحث سبل مواجهة هذا التهديد والرد على ما يطرحه ترامب في مشروع التهجير.

الموقف العربي الذي صدر عن القمة أخيراً يؤكد على رفض مشروع التهجير وهذا شيئ إيجابي يبني عليه، وكذلك الاستعداد لتولي مسألة إعادة الإعمار والمساعدة في تشكيل جسم إداري يتولى إدارة قطاع غزة، هذا موقف سياسي يتطلب خطوات إجرائية عملية تؤدي لكسر الحصار عن غزة وإدخال المساعدات ومستلزمات إعادة الأعمار لمواجهة سياسة الاحتلال ورغبته في العودة للعدوان على شعبنا، بدون ذلك سيبقى الاحتلال يعربد في المنطقة ويهدد أمن دول أخرى مثل لبنان وسوريا وربما الأردن ومصر.

اخر حلقات مسلسل تسليم الاسرى الصهاينة في عملية التبادل والتي اعادت فيها المقاومة جثامين قتلى صهاينة بالقصف الاسرائيلي.. جرى فيها توجيه صفعة موجعة لنتنياهو وتحميله مسؤولية قتل هؤلاء الاسرى .. هل استطاعت المقاومة ان تسقط مزاعم نتنياهو بتحقيق النصر؟ وكيف سينعكس ذلك على الوضع الداخلي في كيان الاحتلال؟

الرسائل السياسية والإعلامية التي كانت تصدر من غزة في مشاهد عملية التبادل مضمونة الوصول لجميع الأطراف التي كانت تصدق سردية الاحتلال وتتساوق مع كذبه في أن جيش الاحتلال نجح في كسر المقاومة واحدث حالة فراغ في غزة، فبان واضحا للجميع أنه لا يوجد فراغ إداري في غزة وأن المقاومة لا تزال تتمتع بقدرة عالية على التحكم والسيطرة ولديها أدوات وروح قتالية قادرة معها على الاستمرار في الدفاع والمقاومة وصد العدوان، ومن جهة أخرى حرصت المقاومة على إظهار أخلاقية سلوك المقاومة مع الأسرى في مقابلة عدوانية سلوك الاحتلال مع أسرانا، وكذلك اثبات كذب نتن ياهو بخصوص حياة الأسرى، وكشف رغبته في إعادة العدوان على شعبنا بعدما أقنع عائلات الأسرى أن من بقي منهم قد قضى نحبه في غزة، هذه الرسائل الإعلامية أتبتت للمجتمع الإسرائيلي أن رئيس حكومتهم يكذب عليهم وأن الأسرى لا يزالوا على قيد الحياة وان المقاومة تحتفظ بهم وتعاملهم معاملة إنسانية في مقابلة رغبة نتن ياهو القضاء عليهم، ولا شك أن هذه الرسائل تؤدي مفعولها في التدافع الداخلي لدى الكيان ولدى الرأي العام الذي يتعرض لضخ اعلامي كثيف من قبل أدوات ومنصات صهيونية بغض النظر عن اللسان الذي تنطق به.

في ضوء الفشل الصهيوني في تحقيق اهداف العدوان ، وظهور مظاهر الاحباط على الرأي العام في كيان الاحتلال.. كيف يمكن ان نتصور الوضع في غزة؟ وهل احتمال استئناف الحرب ما زال قائمًا ؟

الوضع الإنساني في غزة صعب للغاية وهذا سببه عدم التزام الاحتلال بتطبيق الاتفاق وكذلك العجز العربي عن كسر الحصار عن غزة وفرض مساراً إغاثيا إنسانياً ولكن المعنى الذي تكرس لدى شعبنا في غزة أننا قادرون على هزيمة الاحتلال وان معركتنا معه صفرية، نحن أو هم على هذه الأرض، وأن هذه المعركة لن تنتهي إلا بزوال الاحتلال، وفي حال عاد الاحتلال لعدوانه فستكون المقاومة له بالمرصاد وستواصل الدفاع عن شعبنا وعن ارضنا وعن مقدساتنا، ولن نكون وحدنا في مواجهة هذا الاحتلال، فما أعلنه اخوان الصدق في اليمن عن استعدادهم للانخراط معنا في المعركة في حال تجدد العدوان، يرفع من الروح المعنوية للمقاومة التي تمارس حقها الشرعي والطبيعي في مقاومة الاحتلال.

نحن لم نمضي اتفاق وقف اطلاق النار وراء حائط أو تحت راية استسلام، هذا اتفاق ابرم مع المقاومة الفلسطينية وسلاحها في يدها مرفوع بجوار رأسها، وشعبها ملتف حولها، وبضمانات دولية وإذا خرقه الاحتلال بالعدوان فستصدى له، وليتحمل الجميع مسؤولية عودة النيران إلى المنطقة نتيجة سكوتهم على عدم التزام الاحتلال وخروقاته المستمرة منذ ابرام الاتفاق.

انطلقت القمة العربية الطارئة في القاهرة ، ضمن اجواء مصرية تؤكد بأن القاهرة لم تعد متفائلة كثيراً بنتائج القمة، ولا تتوقع أن تخرج بقرارات تتجاوز السقف التقليدي للدعم الروتيني للقضية الفلسطينية دون اي جديد رغم التغييرات الكبيرة والحروب الشعواء التي شنها العدو الصهيوني ضد غزة وجنين وطولكرم وضد لبنان ، ما يعزز الشعور بأنها ستكون مجرد محاولة أخرى للبيانات ولصف الكلام ما تعليقكم؟

الدول العربية المجتمعة في هذه القمة معنية بالتصدي لهذه المشاريع وتقديم موقف صلب موحد يستند إلى صمود الشعب الفلسطيني لأكثر من 15 شهراً تحت النيران ورفضه ترك أرضه أو الاستسلام لقوة الاحتلال أو فرض مشاريع سياسية أو سلطة إدارية على الشعب الفلسطيني.

هذا الموقف الفلسطيني الصلب يجب أن يبنى عليه، ويلتقط لجهة تقوية الموقف العربي

غزة اليوم تتعرض لأبشع ابتزاز سياسي بأدوات إنسانية ومن غير المقبول أن تعجز المجموعة العربية كاملة مجتمعة أو منفردة عن كسر الحصار الذي يفرضه الاحتلال على شعبنا في غزة أو ايقاف العدوان الذي يمارس على شعبنا في الضفة واحتلال مخيمات وقرى ومدن الفلسطينين ومصادرة أراضيهم كما يجري في جنين وطولكرم خلال الشهرين الماضيين.

وعليه ينبغي أن تتخذ القمة العربية إجراءات عملية تفرض مساراً إغاثيا وإنسانياً يؤمِّن دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، ويحرك أوراق القوة العربية لجهة فرض تطبيق اتفاق وقف اطلاق النار بما يؤدي إلى دخول المعدات الثقيلة والبيوت الجاهزة والمستلزمات العاجلة لحين الشروع في إعادة اعمار ما دمره الاحتلال.

/انتهى/

رمز الخبر 1955203

سمات

تعليقك

You are replying to: .
  • captcha