وكانت ايران قد قامت بعرض صاروخ "قدر 1" والذي يبلغ مداه 1800 كيلومترا ويستخدم وقودا سائلا.
وبلغت ايران خلال الاعوام العشرة الماضية مرحلة متقدمة من الصناعة العسكرية اجتازت كل العقبات الناتجة عن الحظر الاقتصادي المفروض عليها منذ اكثر من 26 عاما.
وبفضل كوادرها المتخصصة في القوات المسلحة استطاعت ايران ان تدشن بنية عسكرية صلبة مكنتها من تحصين ذاتها وشعبها وكيانها من التحديات الخارجية سيما التهديدات الاميركية والاسرائيلية.
وكان الاستعراض العسكري التي قامت بها القوات المسلحة الايرانية في بداية اسبوع الدفاع المقدس ليس استعراضا روتينيا وشكليا بل خلافا للاستعراضات السابقة حمل رسالة شفافة وواضحة موجهة الى اميركا والكيان الصهيوني.
وهذه الرسالة لم تات من منطلق تهديد الجانب الآخر بل تحمل دلالات مفادها ان ايران لديها ما يكفيها من" قوة ورباط الخيل " تمكنها من ترهيب اعداء الله واعداء الامة الاسلامية.
وهنا قد يتساءل السائل لماذا ايران تصرف اموالها لتطوير امكاناتها الدفاعية بدلا من ان تستخدمها لتحسين الاوضاع المعيشية؟
فالجواب واضح وهو ان ايران منذ انتصار الثورة الاسلامية حملت رسالة معنوية ودينيه ذات بعدين داخلي و عالمي.
فعلى الصعيد الداخلي ان ايران بعد انتصار الثورة الاسلامية عام 1979 استطاعت ان تغير الخارطة السياسية الاقليمية من خلال انتقالها من الدول الواقعة في معسكر اميركا والكيان الصهيوني ابان عهد النظام الملكي الى الدول المناهضة للمد الصهيوني والداعمة الى قضايا الامتين الاسلامية والعربية.
وبطبيعة الحال فان هذه النقلة الاستراتيجية لم ترق للدول الاستكبارية مثل الغرب واميركا والكيان الصهيوني ومن هذا المنطلق شرعت هذه الدول بمعاداة ايران ودفعها الي تشجيع الدكتاتور العراقي المخلوع على شن عدوان غاشم ضد الشعب الايراني.
واستمر هذا العدوان ثماني سنوات " 1980- 1988" استنزف خلالها الامكانيات الاقتصادية والطاقات البشرية وازهق ارواح الملايين من شباب كلا البلدين دون ان يعرف احد ما جدوى هذه الحرب ضد بلد تحول للتو من معسكر معاداة البلدان العربية الى معسكر الدول الصديقة للعرب ودعم القضية الفلسطينية.
ومن المؤسف ان بعض الدول العربية قامت بصب الزيت على النار من خلال تقديم شتى المساعدات المالية واللوجستية والاستخباراتية الى النظام الصدامي مما ادى الى اطالة امد الحرب.
وفعلا استطاعت ايران ان تنتصر على النظام العراقي دون اللجوء لاي معسكر سواء المعسكر الغربي او المعسكر الشرقي آنذاك الذي بدوره زود العراق بشتى المعدات العسكرية الحديثة.
وبعد ان وضعت الحرب اوزارها قامت ايران بالتخطيط لتحصين نفسها من خلال التمسك بخيار القوة الرادعة ومن هذا المنطلق ابدى الشعب الايراني تماشيا مع السياسة الدفاعية الايرانية من خلال المشاركة الفاعلة في الصناعات العسكرية وتاهيل ذاته لصنع احدث المعدات العسكرية لان هذا الشعب ادرك بان لا حياة لمن تنادي.
وتخطت ايران الصعاب واذهلت القوى المهيمنة والمتربصة بالشعوب المسلمة من خلال قيامها بصنع معدات وطائرات عسكرية وصواريخ كان انتاجها حكرا على اميركا والكيان الصهيوني وبعض الدول الغربية اضافه الى الصين وروسيا.
وتحمل الشعب الايراني عبء تكاليف هذه الصناعات لانه يريد الحياه المبنية على العزة والكرامة والاباء ولا يريد الرفاهية المتسمة بالذل والتبعيةكما الحال في بعض البلدان العربية.
فعلى الصعيد العالمي فان لدى الثورة الاسلامية رسالة مستوحاة من التعاليم القرآنية التي تقول "واعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم" واعداء الله هم الذين يفتكون بالشعوب المسلمة والمستضعفة في شتى العالم.
ولابد هنالك من قوة اسلامية تستطيع ان تدافع عن القيم الاسلامية وتقوم بواجباتها الدينية تجاه الآخرين بعيدا عن النزعة الاستعمارية والسلطوية وهذه الرسالة فعلا تقع على عاتق ايران.
وايران من خلال خيار القوة لا تنوي الاستيلاء على اراضي الآخرين والاعتداء على دول الجوار بل تعي ان تكون قدوة للشعوب المسلمة في ردع المستعمرين ودحر الطامعين.
ولو كان للجمهورية الاسلامية نوايا سيئة تجاه دول المنطقة لسارت على نهج النظام الملكي البائد الذي كان يقوم بدور شرطي المنطقة دفاعا عن مصالح اميركا واسرائيل حيث كانت كل دول المنطقة تخشى من بطش ذلك النظام العميل وتنصاع الى اوامر الشاه المخلوع.
فاذن قوة ايران اليوم هي ظهيرة الدول الاسلامية والعربية وسندا لكل الشعوب المسلمة في المنطقة وهذه القوة الرادعة هي الخيار الوحيد امام ايران للوقوف في وجه التحديات الصهيونية التي تهدد المنطقة برمتها.
حسن هاني زاده – خبير الشؤون الدولية بوكالة مهر للانباء
حلقت في الثاني والعشرين من ايلول ذكرى الحرب الصدامية ضد الجمهورية الاسلامية في سماء طهران طائرات"الصاعقة" المصنعة محليا.
رمز الخبر 556754
تعليقك