اتهم الرئيس السوري بشار الاسد في خطاب في دمشق اليوم الثلاثاء اطرافا اقليمية ودولية بالسعي الى زعزعة استقرار سوريا.

وشدد الرئيس السوري في خطاب مباشر ألقاه قبل ظهر اليوم من على مدرج جامعة دمشق ، على أنه لم يعد بالإمكان تزوير الوقائع والأحداث من قبل الأطراف الاقليمية والدولية التي أرادت زعزعة استقرار سوريا.
وقال إنه "لم يعد التآمر الخارجي خافيا على أحد وما كان يخطط له في الغرف المظلمة بدأ يتكشف بشكل واضح وجلي، كما أن الدموع لم تعد قادرة على إخفاء الدور الذي لعبه كل من تاجر بدمائنا"، وأضاف" المئات من وسائل الإعلام عملت ضد سوريا لدفعنا إلى حالة من الانهيار لكنهم فشلوا"، وأكد أنه لا يسعى لمنصب ولا يتهرب من المسؤولية.
وتابع بالقول "خسئتم لست أنا من لا يتحمّل مسؤولياته، فقد صبرنا وصابرنا في معركة غير مسبوقة في تاريخ سوريا الحديث والانتصار فيها قريب جداً طالما نحن قادرون على الصمود"، وأكد أن "المنصب ليس له قيمة من دون الدعم الشعبي"، لافتاً إلى أن "الوعي الشعبي المبني على الحقائق كان له الفضل في التضييق على المخططات، كما أن تماسكنا في وجه أعمال التخريب التي هدفت للتمهيد للتدخل الخارجي كان وسيبقى العقبة الحقيقية".
وأوضح أن الدول العربية ليست واحدة في سياساتها تجاه بلدنا ولو اتبعنا الدول التي أعطتنا النصائح لعدنا إلى الخلف قرن ونصف على الاقل، وشدد على أن سوريا ستبقى النبض الوفي للعروبة وقلعة حصينة للمقاومة، مؤكداً أن المال لا يصنع أمم ولا يخترع حضارات، وأشار إلى أن الانتقائية في السماح لوسائل الإعلام بالدخول إلى سوريا هدفه ضبط التزوير والتضليل.
من جهة ثانية، أكد الرئيس السوري أن الجامعة العربية بلا سوريا تصبح عروبتها معلقة، منتقداً أداء الجامعة التي تسعى إلى زرع بذور الفتنة بين الاشقاء العرب على خلاف دورها المفترض، سائلاً "متى وقف العرب مع سوريا على الأقل خلال السنوات القليلة الماضية؟"، هل أعادت الجامعة العربية شجرة زيتون واحدة اقتلعتها "اسرائيل"؟ وهل استطاعت توحيد السودان؟.
وأردف قائلاً "تجميد عضوية سوريا في الجامعة العربية لا يعنينا من قريب أو بعيد. ولكن السؤال، من الخاسر، سوريا أم الجامعة العربية؟"، ورأى أن أداء الجامعة انعكاس للوضع العربي المزري.
وأعلن الاسد أن بعض الدول العربية تسعى من خلال الهجمة على دمشق الى استبدال سوريا بـ"اسرائيل"، مستغرباً مواقف بعض المسؤولين العرب الذين يقولون أنهم "معنا في القلب وضدنا في السياسة"، وأعرب عن أسفه لكون بعض الدول الأجنبية وقفت الى جانب سوريا بخلاف بعض الدول العربية التي تدعي الحرص على وطن العروبة والممانعة، مضيفاً "لا نستغرب أن يأتي يوم تربط هذه الدول سياساتها بسياسات دول خارجية على طريقة ربط العملة بسلات عملات خارجية، وعندها يصبح الاستغناء عن السيادة هو أمر سيادي".
وفي سياق متصل، أكد الرئيس السوري أن "بلاده لن تغلق الباب امام اي مسعى عربي طالما يحترم سيادة وطننا واستقلالية قرارنا"، مجدداً اصراره على متابعة مسيرة الاصلاح والتغيير، واعتبر ان الاصلاح السياسي وحده لا يكفي لحل الازمة، معلنا ان سوريا لن تقوم بأي حل وان ضغط الازمة لن يدفعها للقيام بأي خطوة غير معروفة النتائج.
وتحدث الاسد باسهاب عن الخطوات المقبلة التي ستتخذها القيادة السورية لمتابعة مسيرة الاصلاح القانوني والسياسي والامني، مؤكداً أن الخارج والارهابيين ضد الاصلاح، لا سيما أن سوريا ستكون أقوى مع الاصلاح، ولفت إلى أن "الإصلاح سياق طبيعي وعلينا الفصل بين الإصلاح والأزمة".
وقال أن الدول الأجنبية «بعد أن فشلت في مجلس الأمن لعدم امكانيتها في اقناع العالم بأكاذيبها سعت الى توفير غطاء عربي».
واتهم الأسد «أطرافا اقليمية ودولية بالمتاجرة بالدماء السورية»، مستنكرا الحملات الاعلامية ضد سوريا.
وأكد أن أكثر من 60 محطة اعلامية مكرسة للعمل ضد سوريا لتشويه صورتها في الداخل والخارج.
وقال الاسد ان الدول العربية لم تقف أبدا مع بلاده في مواقف مثل الحملة ضدها بعد اغتيال رفيق الحريري أو ما يثار عن ملفها النووي وغيره.
وأوضح: «بعض الدول العربية قلبه معنا وسيفه ضدنا بسبب الضغوط».
وقال ان «الدول العربية ليست واحدة في سياستها اتجاه سورية الجامعة العربية مرآة للسياق العربي المزري ويسير بالوضع العربي من سيئ الى أسوأ»./انتهى/