أكد مدير عام الاستشارية للدراسات الإستراتيجية والباحث المتخصص في إدارة الأزمات عماد رزق ان الأزمة في سوريا أصبحت مشكلة وأزمة بين أطراف ودول إقليمية وما يحدث في سوريا من تفجيرات ومواجهات يهدف الي زعزعه الاستقرار في هذا البلد.

مؤكدا ان هذه الاعمال من شانها ان تزعزع الاستقرار الأمني في سوريا وهو جزء من ضرب التوازن بين الأطراف الإقليميين والدوليين .
 وأضاف الباحث اللبناني في مقابلة  اجرته معه وكالة مهر للأنباء ان عدم إمكانية الحسم لأي طرف دولي داخل سورية منذ سنين دفع الجميع لاستخدام التفجيرات والمواجهة العسكرية داخل الساحة السورية كمنطقة لتنفيذ أجندته وبالتالي الضغط على الأطراف الدولية للموافقة على السيناريو الموضوع للمنطقة والتي تشكل سوريا الركن الأساسي فيه والمقصود هنا "الخطة الأمريكية للشرق الأوسط الجديد" .
واعتبر رزق ان التقهقر الأمريكي الظاهر والواضح والذي تأكد بعد الانسحاب الأمريكي من العراق والذي سيستكمل بهزيمة واضحة في أفغانستان سيكون له تداعيات على القرار السياسي للولايات المتحدة , لذلك يمكن فهم ما تقوم به أمريكا في المنطقة هو تشجيع لأعمال العنف والتوتر والفوضى بالمنطقة, وهو جزء من الفوضى الخلاقة, وليس الهدف منه إيجاد تسوية لهذه الأزمة سواء بالملف السوري أو ملفات المنطقة العالقة , لكن الهدف الأمريكي منه هو إدارة هذه الملفات تحقيقا لرغبتها ومصالحها وهدفه الأساسي هو نشر الفوضى في الشرق الأوسط حتى لا يكون فيه مقر أو منطقة آمنة ومستقرة يمكن ان تشكل تهديدا للسياسة الأمريكية التي نراها تتراجع.
وأكد رزق ان الأمريكيين يقيمون بعملية إستباقية في المنطقة لتفجر الشرق الأوسط من الداخل بالحروب الداخلية والتوترات المذهبية حفاظا على ماء الوجه لما ارتكبوه من أخطاء في المنطقة" من جهة ومن جهة أخرى لعدم تمكين الأطراف الدولية " روسيا والصين " من تحقيق مكاسب بعد هذا الفشل الأمريكي في الشرق الأوسط .
وأضاف الدكتور رزق انه على  الرغم من كل ما أحيك وجهز ضد سوريا إلا ان كل المؤشرات تدل على ان الجمهورية العربية السورية شعبا ونظاما ما زالت متماسكة وقوية وهناك تبادل للاحترام بين الشعب ونظامه.
وحول موقف الجامعة العربية من الأزمة في سوريا قال الدكتور رزق ان مجلس الجامعة لم يتمكن عبر التاريخ من حل أي مشكلة في الوطن العربي,  والأطراف الدوليون الذين يقفون خلف دول الجامعة العربية يؤثرون على قرارات هذه الدول داخل الجامعة العربية وهم في الحقيقة المحركين الرئيسيين  لهذه الدول وما نراه من خلال الأعضاء أو الأفكار التي يجري عصفها داخل الجامعة العربية إنما هو نتيجة التفاهمات الدولية والإقليمية حول بعض الملفات العالقة العربية.
واعتبر انه في عدة أزمات سواء بالسودان  أو اليمن ليبيا أو داخل لبنان رأينا كيف كان الدور القطري والجامعة العربية شبه محضر ومجهز الساحة للتدخل لدولي أو لتدويل الأزمة لذلك عملت الجامعة العربية على حث المجتمع الدولي لتجهيز مزيد من الصفقات والاتفاقات التي تقضي على الملف السوري , كما تدويل الأزمة وهذا ما بالضبط ما تسعى إليه اللجنة العربية المختصة بالأزمة السورية برئاسة قطر ولذلك غير مستغرب هذا الموقف من الجامعة العربية.
 واعتبر رزق ان الجماعة العربية  فشلت بتجهيز المعارضة وتوحيد صفوفها وتقديمها للعالم بأنها بديل مناسب للنظام السوري وهي جاهزة لتولي قيادة سوريا .
 وحول الموقف الروسي من الأزمة السورية اعتبره الدكتور رزق موقف مفصلي يختلف عن سابقاته من المواقف وروسيا أعطت إشارة إلى العالم أنها لم تعد محاور ومشاهد ومراقب في المنطقة بعد ان كانت شريك أساسي وقوي لسوريا في ظل الحرب الباردة, اليوم روسيا تقول كما هو القوقاز منطقة أساسية للنفوذ والعلاقة مع روسيا كذلك أصبحت سوريا بالنسبة لموسكو.
وأضاف رزق ان موسكو خيبت ظن الموقف الأمريكي الذي كان يعتقد ان موسكو مجرد مشاهد ومراقب تسعى وراء مكاسب اقتصادية وسياسية يمكن تغير موقفها وفق هذه المكاسب.
مؤكدا ان موقف روسيا تجاه سوريا وملفات المنطقة  هي مواقف ثابتة وايدلوجية عميقة لا ترتبط بالمصالح التكتيكية بل تأتي في الإطار الاستراتيجي وان شروط اللعبة التي نشأت بعد انهيار الاتحاد السوفيتي اليوم انتهت ويمكن اعتبار المسرح الدولي أصبح يتمثل بلاعبين كثر وان الإدارة الأمريكية عليها تغير سياستها بعد ان كانت أحادية  وعليها ان تعلم ان هناك نظام جديد في العالم نشا لا سلطة للبيت الأبيض عليه وهناك أصدقاء وحلفاء يمكن ان يشكلون منظومة خارج إطار الولايات المتحدة/انتهي

اجري الحوار : محمد البطش .