اكد قائد الثورة الاسلامية آية الله العظمى السيد علي الخامنئي ان الامام الخميني (رض) مؤسس الجمهورية الاسلامية كان ابا للشعب الايراني والحركة الاسلامية المعاصرة في العالم الاسلامي.

وافاد مراسل وكالة مهر للانباء ان قائد الثورة الاسلامية آية الله العظمى السيد علي الخامنئي القى اليوم الاحد كلمة امام الجموع الشعبية في مرقد الامام روح الله الخميني (رض) بمناسبة الذكرى الثالثة والعشرين لرحيل مؤسس الجمهورية الاسلامية الايرانية.
وتطرق قائد الثورة الاسلامية الى سيرة الامام الراحل في توضيح طريق المستقبل وتصيحيح المسيرة , وقال :  كما كان امير المؤمنين (ع) ابا للامة وشعبنا يسمي يوم مولده 13 رجب بيوم الاب , فان امامنا الراح ايضا كان ابا للشعب الايراني , وكان مظهرا للمحبة وصلابة الشخصية.
واضاف سماحته : ان الامام الراحل كان علاوة على ذلك ابا للحركة الاسلامية المعاصرة في العالم الاسلامي.
وقال قائد الثورة الاسلامية : ان نهضة الإمام الخميني (رض) وهبت الشعب الإيراني عزة ومنعة، وانه كان على مدى حياته المباركة، مظهرا للعزة المعنوية لدى الشعب الإيراني.
واضاف : بوجود الإمام الخميني (رض) وجدنا ما تحدث به التاريخ عن انتصار المستضعفين على المستكبرين، ان الشعب الايراني كان قبل ثورة الإمام الخميني (رض) في تقهقر مستمر ولم يكن له أي تأثير على الصعيدين الإقليمي والدولي ، وكانت ايران تعاني من الهوان والذل من قبل أنظمة الحكم السابقة بمعاهداتها واتفاقياتها المذلة مع الدول الإستعمارية , وان الاستعمار الذي شهدته ايران واقتطاع الأراضي في البلاد جاء نتيجة ضعف الحكومات طوال القرنين الماضيين لكن الثورة الإسلامية بقيادة الإمام الخميني (رض) غيرت المسار في ايران وسجلت صفحة جديدة في تاريخ البلاد ومنحت الشعب العزة.
واردف سماحته قائلا : ان الإمام الخميني الراحل تقدم وقاد الشعب الإيراني واستنهض هممه فنزل الى الساحة , واذا أردنا أن لا نصاب بالخنوع وما كنا عليه قبل ثورة الإمام الخميني الراحل فعلينا مواصلة حركة التقدم.
وقال قائد الثورة الاسلامية : ان الإمام الخميني الراحل حدد لنا الطريق وعلينا التحرك والتقدم باتجاه هذا الطريق وان على الشعب أن يسعى من أجل الوصول إلى الرقي والتقدم والعزة.
واكد آية الله العظمى الخامنئي ان على الشعب الإيراني أن يواصل التقدم والصمود والتغلب على كافة التحديات الرامية لاستهداف النظام الإسلامي، موضحا ان إيران في الوقت الحاضر اصبحت أكثر تأثيرا مما كانت عليه في بداية الثورة وان العدو يعترف بأنها اصبحت قوة مقتدرة.
ولفت سماحته الى اعتراف الاعداء بقوة الشعب الايراني بعد الثورة الاسلامية وقال: ان سياسيا مهزوما يتحدث عن ايران اليوم بقوله أن الخميني بات يعسكر خلف حدودنا، واضاف : ان الشعب الإيراني أصبح بجهود يترك بصماته على الأوضاع العالمية.
وتطرق قائد الثورة الاسلامية الى النهضة التنموية التي تشهدها مختلف انحاء الجمهورية الاسلامية الايرانية ووصفها بانها انموذجا للتطور , وقال : ان كافة المنشآت الإيرانية تم تشييدها وتدشينها بكفاءات ايرانية وان إيران اليوم لم تعد بحاجة للخبرات الأجنبية وأصبحت تتميز بحركة علمية سريعة وواسعة بشهادات العالم.
وقال آية الله العظمى الخامنئي: ان المرتبة العلمية لايران ارتفعت 11 مرة ضعف المعدل العالمي للنمو العلمي بعد الثورة الإسلامية، مؤكدا ان فرض الحظر على إيران كان باعثا لتقدمها وتطورها.
واشار قائد الثورة الاسلامية الى المشاركة الشعبية الواسعة في الانتخابات المتعددة التي جرت في البلاد بعد الثورة الاسلامية وقال: "على مدى 33 عاما من عمر إيران الإسلامية مارس الشعب العملية الإنتخابية دون أي تأخير وان سيادة الشعب الدينية نموذج لتقدم البلاد"، مضيفا "ان اهتمام جماهير الشعب الإيراني بالقيم المعنوية أكثر مما كان عليه في السابق , وان الشعب الإيراني يتحرك صوب القيم المعنوية وان البلاد تتقدم بفضل ثورة الامام الخميني (رض)".
وحول الموضوع النووي الايراني، قال قائد الثورة الاسلامية : ان المحافل السياسية في العالم التي تتحدث عن خطر ايران النووي تكذب وتمارس الخداع فهي لا تخشى ايران النووية وانما ايران الاسلامية التي زلزلت اركان الهمينة الاستكبارية.
وشدد سماحته على ان الشعب الإيراني أثبت بأن التطور يمكن تحقيقه بالإعتماد على القدرات الذاتية وليس على المساعدات الأميركية وان إيران حققت التطور وحطمت الأرقام القياسية لكن أي توقف أو غرور في مسيرتها فإنها ستواجه الفشل والسقوط.
واشار الى ان تهويل الدول الغربية للموضوع النووي يأتي لصرف الانظار عن قضاياه ومشاكله والأزمات التي تواجهها.
وتطرق سماحته الى الصحوة الاسلامية التي تشهدها المنطقة وقال : ان الصحوات الإسلامية والثورات في المنطقة انطلقت من هوياتها الوطنية والإسلامية ، محذرا من سعي الغرب لتغيير الأوضاع والإلتفاف على الثورات والصحوات الإسلامية في المنطقة.
واضاف : ان الغرب لايتحدث عن حقوق الشعوب إلا حينما تنتصر إرادتها كما حصل في مصر وقال: ان الحكام العملاء والفاسدون أذلوا الشعب المصري ونظام مبارك عمل على مدى 30 عاما على ضمان أمن الكيان الصهيوني حتى انه حاصر مليوني فلسطيني في قطاع غزة من خلال اغلاقه المعابر.
واردف آية الله العظمى الخامنئي : اننا متفائلون بمستقبل المنطقة وعلى الشعب المصري أن يسعى إلى حل مشاكله ونأمل أن يحل جميع مشاكله من اجل استعاده دوره.
وبخصوص ثورة الشعب البحريني قال قائد الثورة الاسلامية : ان النظام الدكتاتوري في البحرين يقمع الاحتجاجات الشعبية المطالبة بابسط حقوق المواطنة ، مؤكدا ان قضية الشعب البحريني ليست قضية طائفية لكنهم يحاولون جعلها بهذا الاطار من اجل افشالها.
وحول الكيان الصهيوني , اوضح قائد الثورة الاسلامية ان الغرب واميركا الداعمين لكيان الاحتلال الصهيوني يعانون حاليا من أزماتهم الحادة وكراهية الشعوب لهم ، وقال : ان الغرب يريد مصادرة ثورات المنطقة عبر إثارة الخلافات والفتن بين شعوبها , داعيا جميع الشعوب المسلمة  الى توخي اليقظة والحذر تجاه مؤامرات العدو ومخططاته.
واوضح قائد الثورة: ان الاستعمار البريطاني كان يحاو اثارة النعرات الطائفية بين الشيعة والسنة , واليوم يستفيد الأمريكان من تلك التجربة./انتهى/