قال الاعلامي اللبناني البارز علي هاشم ان الأرضية كانت ومازالت مناسبة لتواجد التكفيريين في بعض المناطق اللبنانية مشددا على ان هذه الحالة كانت موجودة في لبنان قبل قيام حزب الله بمواجهة المجموعات الارهابية في الاراضي السورية.

قال المراسل اللبناني البارز في في قناة الميادين علي هاشم في تصريحه لوكالة مهر للانباء حول الإعتداءات الأخيرة على الجيش اللبناني:  ان لبنان أصبح جزءا من المنطقة التي تهاجمها الجماعات التكفيرية ويدفع الثمن بسبب وجوده على الحدود مع سوريا وهذه الجماعات تحاول ان توجد لنفسها مكانا ما داخل الأراضي اللبنانية.
واضاف ان العلميات ضد الجيش اللبناني يهدف الى الضغط على المجتمع اللبناني حيث هناك جهات تريد ان تحميل حزب الله مسؤولية ما يحدث في لبنان بسبب دخوله في سوريا وفي المقابل كان هناك حديث من السابق من حزب الله بانه «في حال دخلنا او لم ندخل في سوريا فانهم قادمون».


 واكد علي هاشم ان الأرضية المناسبة موجودة للتكفيرية في بعض المناطق وهذا الأمر لم يبدا اليوم واذا نظرنا الى الذين قاموا في احدى عشر ايلول بضرب برجي التجارة  العالمية كان بينهم لبناني زياد الجراح وقبل زياد الجرح ايضا كانت هناك مشاكل فالحالة التكفيرية في لبنان لم تبدا اليوم ولم تبدأ عندما دخل حزب الله في سوريا ولم تبدأ عام 2006.
وفي معرض رده على سؤال حول اقلمة مشكلة الارهاب في لبنان وضح انها مشكلة اقليمة اساسا لكن في ذات الوقت في لبنان هناك ارضية لهذا الأمر.
ولفت الكاتب والمساهم في موقع "المونيتور" انه في لبنان هناك اناس لهم ارتباطات بالجماعات التكفيرية مثل القاعدة وداعش والنصرة وهناك اختلاف بين كل تنظيم وآخر لكن «لدينا اناس ينتظرون مجيء هذه الجماعات الى لبنان لكي تبني الإمارة والتي سابقا كان هناك محاولات لبناءها».
وردا على سؤال حول الشعبية  الجماعات التكفيرية في الاوساط اللبنانية قال هاشم: لا استطيع القول ان لهم شعبية الا وان هناك مجموعة من الناس يقبلونهم لكن لا اعتقد بأنها مجموعة كبيرة وفي نفس الوقت ليست بقليلة.
 واكد ان تيار المستقبل يختلف في الفكر الذي يحمله من الجماعات التكفيرية لكن المجموعات الموجودة مثلا في منطقة طرابلس تحمل الافكار السلفية و هناك مجموعات تكفيرية بالاضافة الى المجموعات الإسلامية المعتدلة.
ولفت علي هاشم الى ان الجماعات المتطرفة يتواجدون في طرابلس وعكار وبيروت وحتى في الجنوب وهناك حي كامل في مخيم عين الحلوة يؤيد هذه الفكرة وفي البقاع الغربي ايضا هذا الفكر موجود.
واوضح ان المسألة ليست مرتبطة بان مجموعة من الخارج تاتي الى لبنان حيث هؤلاء لديهم عناصر من اللبنانيين مشيرا الى خمسة انتحاريين لبنانيين فجروا انفسهم في العراق و في سوريا خلال الشهرين الماضيين.


وحول قدرات لبنان وخاصة حزب الله على احتواء هذه الازمة قال المراسل اللبناني السابق في قناة الجزيرة انه يعتقد بأن الأزمة أكبر من لبنان بكثير واليوم حزب الله يقاتل في سوريا وفي لبنان لكن امكانية الحسم صعب لان الحسم سيعني الدخول في مناطق معينة لا يستطيع حزب الله دخول اليها وفي نفس الوقت الجيش اللبناني عاجز عن الدخول فيها لذلك فهذه المجموعات ستبقى موجودة والحل الوحيد هو بأن يكون هناك توافق اقليمي على إنهاء هذه الحالة.
وتابع في حال توصل الى توافق اقليمي لايمكن القول ان الحزب الله الشيعي يهاجم السنة وانما سيقال بأن حزب الله اللبناني الى جانب الجيش اللبناني يواجه التكفيريين وليس السنة لكن طالما المسالة من دون غطاء سياسي شامل فلنتوقع خروج الفضائيات ووسائل الاعلام لاثارة النعرات الطائفية توجيه الرأي العام من السنة بان حزب الله يهاجم السنة.
وتعليقا على الاحداث الاخيرة في المنطقة اكد علي هاشم ان التطور الاستراتيجي الذي حدث في اليمن ربما يشكل نوع من الضغط بشكل او بآخر من اجل ترتيب الاوراق مجددا مبينا ان السعودية اصبحت اكثر قلقا وهي ترى انصار الله وهو حليف ايران عند حدودها وفي ذات الوقت كانت تظن بانها تضغط على ايران في سوريا او من خلال الجانب السياسي في العراق لكن اليوم اختلف الوضع لذلك راينا وزيرا خارجية ايران والسعودية يلتقون في نيويورك ويتحدثون عن مرحلة جديدة.
ورأى هذا المحلل السياسي البناني بان هذه تئشر الى بوادر مرحلة جديدة اذا صدقت النوايا واذا كان هناك فعلا نية حقيقية للحل في المنطقة قد تبدأ من البحرين وقد تذهب الى لبنان.
وحول تاثيرات السياسات الغربية على المنطقة قال : انا اعتقد بان اليوم الألوية الدولية هي للتهدئة في المنطقة لكن المشكلة ان الغرب فقد السيطرة على المنطقة واليوم هناك مجموعات صغيرة تتحرك لوحدها وهي اصبحت فوضى هدامة بدلا من الفوضى الخلاقة كما يسمونها.
واضاف ان  السعودية اليوم معنية ايضا بالحل وهي اكثر رهبة من داعش من اي بلد آخر موضحا ان الخطر الوجودي لداعش على السعودية اكبر منه بكثير عن ايران حيث ان ايران في النهاية دولة الاكثرية فيها شيعية وفي نهاية المطاف هؤلاء لن يؤثروا على القواعد الشعبية الايرانية فيما الشعب السعودي تربّى على المذهب الوهابي والافكار التي تقوم بممارستها داعش تشبه كثيرا الوهابية.
ولفت الى ان الكثير من الوهابيين اليوم ينظرون الى دولة البغدادي انها دولة اسلامية حقيقية حسب زعمهم وان الدولة السعودية باطلة لذلك ان السعودية اليوم معنية اكثر من اي دولة في المنطقة لانه اول من سيكون ضحية داعش هي السعودية.
وبخصوص قضية انتخاب الرئيس اللبناني قال هاشم انه مسالة انتخاب الرئيس اللبناني في المشهد العام مسألة تفصيلية ومجرد ان يتم تسوية المشاكل اكبر منها تحل المشكلة اللبنانية.


 واكد انه في لبنان يريد الجميع المرشح الخاص به؛ من جهة هناك تحالف 8 آذار والذي يريد ميشال عون و من جهة اخرى ان الطرف الآخر يقول انه يريد سمير جعجع فلذلك اليوم ان التوصل للحل يحتاج الى توافق اقليمي ولا احد في المنطقة حاليا لديه وقت للبنان ولبنان تفصيل صغير والامور تمشي في لبنان بشكل طبيعي ووجود الرئيس من عدمه لا يعني شيئا.
وحول تداعيات الازمة السورية على الساحة اللبنانية قال المراسل البارز في قناة الميادين ان لبنان وسوريا بلدان مرتبطان بشكل عضوي حيث اية مشكلة في سوريا ستنعكس في لبنان مباشرة والمجتمع اللبناني مجتمع منقسم بالاساس وغير موحد مشيرا الى تواجد ثمانية عشر طائفة في لبنان تشكل كل طائفة دولة بحد ذاتها.
 واوضح ان هذا الانقسام الموجود في البلد تطور بشكل اكبر واصبح اكثر عمقا مع الازمة السورية/انتهي.