قال السياسي اللبناني البارز ونائب رئيس المجلس النيابي السابق ايلي الفرزلي ان ايران استطاعت ان تربح معركة اثبات الوجود في المنطقة وتتمتع بدور هام في الساحة اللبنانية لافتا الى ان حزب الله رسم لايران صورة حضارية مميزة في لبنان.

واضاف نائب رئيس المجلس النيابي السابق في لبنان ايلي الفرزلي في تصريح خاص لوكالة مهر للانباء ردا علي سؤال حول اسباب عدم انتخاب الرئيس اللبناني  ان عدم اجراء انتخابات رئاسية في لبنان مشكلة قديمة وليست جديدة منذ اتفاق الطائف مشيرا الى ان القانون مشوه في هذا الخصوص حيث يؤدي الى تشتت المسيحيين في لبنان.
واكد الفرزلي ان الشراكة الوطنية في لبنان تقتضي ان تتم وفقاً لوثيقة الوفاق الوطني الذي اقره مجلس النواب اللبناني، وان يكون مجلس النواب ممثلاً لكافة فئات الشعب اللبناني مع التأكيد على فعالية هذا التمثيل، معتبرا ان فعالية التمثيل عند المسيحيين مَشوهه بسبب انتشارهم وتوسعهم على كافة المناطق يأتي النواب مقبولين بكنف الكيانات الاخرى.
وتابع : لذلك عندما يأتي الانتخاب في مجلس النواب تحاول الفئات والمكونات الاخرى ان تضع يدها على الرئيس اللبناني بحيث يكون موسع الولاء ومشتت في ظل غياب الصلاحيات التي أُخِذَت اثناء اتفاق الطائف، فيأتي الرئيس بصورة شكلية لا أكثر ولا أقل.
وتابع السياسي البناني: لذلك ترتفع الاصوات من كنف المسيحيين بنسبة قليلة، لتقول لا لهذا التمثيل المستولد في كنف  الاخرين، فيكون هناك صراع بين مختلف الفئات على انتاج رئيس يحدث صورة الشراكة الوطنية بصورة سليمة.
وصرح الفرزلي ان رئيس مجلس النواب الشيعي يأتي زعيم طائفته ورئيس مجلس الوزراء السني يكون زعيم طائفته، ولكن عندما تكون المسألة مسألة انتخاب الرئيس اللبناني، يصبح هناك نقاش حول ولائه وحول ضرورة توزعه كما وأنه سلعة تباع وتشترى لمصلحة المقومات الاخرى، معتبرا هذا امرا يشوَّه الشراكة الوطنية.
وحول ما اذا كان المسيحيون في لبنان شركاء في صنع القرارات في لبنان ام لاقال الفرزلي ان هذا الأمر مرفوض عند شريحة كبيرة جداً من اللبنانيين، لذلك نرى أن هناك عرقلة لاجراء الانتخاب الرئاسي.
واشار الى الاختلاف بين وجهتي النظر في لبنان انه إما ان المسيحيين شركاء، وإما أنهم مأجورين مشددا انه إذا كانوا شركاء كما شيئ للبنان ان يكون منذ نشأته، فعندها يجب ان يكون هناك قانون انتخاب عادل يؤكد على صحة التمثيل وفاعليته ويذهب الى انتخاب رئيس يمثل فعلاً المكون الذي ينتمي إليه.
وفي معرض رده على سؤال حول احتمال التوافق على انتخاب رئيس لبناني خارج الكتلتين اللبنانيتين، 8آذار و14آذار قال الفرزلي: ان المشكلة ليست انتخاب أحدٌ من 14آذار أو 8 آذار،لان الوفاق يجب ألّا يتم على الشخص، و المسألة ليست مسألة سِلَع تباع وتشترى،مؤكدا ان  الاتفاق يجب أن يقوم على الأفكار والأهداف ويجب أن يتم على تحديد الحقيقي والاعتراف الحقيقي بدور المكون المسيحي بالبلد.
 واضاف السياسي اللبناني: عندما يكون هناك اتفاق على القضايا الاساسية، فإذا أتى الرئيس من 14آذار أو 8آذار،ستكون  مهمته الالتزام على ما تم الاتفاق عليه فعلياً وليس على الأسماء والأشخاص، لكن عندما يتم الاتفاق فقط على الأشخاص، يكون موزع الولاءات ويكون يخضع لموازين القوى، ولا يعود ممثلاً للشريحة المسيحية التي يجب أن يمثل.
وحول الأجواء السياسية والأمنية في لبنان في ظل تمدد المجموعات الإرهابية في لبنان قال ايلي الفرزلي: لا شك أن لبنان هو جزء من المنطقة، والمنطقة تعيش حالة تفجر والتهاب حقيقي، ولا شك أن أثر هذا الانفجار في المنطقة ترك بصمة سلبية جداً على الساحة اللبنانية، أصبحت الساحة اللبنانية ساحة مباحة ومتاحة للجميع، إلّا أنه استطاع الجيش اللبناني أن يكبح جماح تمدد التكفيريين، خصوصاً في ظل رعاية إقليمية ودولية حقيقية وفي ظل توافق إقليمي وتوافق دولي مع القوّة الاساسية والتي هي حزب الله في لبنان، على ابقاء الساحة خارج اطار أي انعكاسات سلبية واصفاالاوضاع اللبنانية بانها جيدة وواعدة لمنع تمدد التكفيريين إلى الساحة اللبنانية.
وبخصوص الأوضاع الأمنية في سوريا اكد السياسي اللبناني ايلي الفرزلي ان الأوضاع في سوريا ملتهبة جداً، حيث كانت ولا تزال، بصرف النظر عن تمدد الدولة السورية على الأرض وانتشاراتها الملحوظة في الميدان، إلّا أنه في نهاية الأمر، لا بد من حل سياسي يؤدي إلى اعادة الاستقرار في سوريا مع أولوية التأكيد على الحرب على الإرهاب.
وردا على سؤال لمراسل وكالة مهر للانباء حول احتمال قيام لبنان بوساطة لتسوية الأزمة السورية قال الفرزلي: مجرّد أن تسقط الورقة اللبنانية كممر ومقر لعوامل عدم الاستقرار في سوريا، يكون لبنان قد ساهم مساهمةً فعلية في الحفاظ على الهدف المنشود.
وحول العلاقات بين لبنان وايران اكد الناشط السياسي اللبناني: لا شك ان ايران استطاعت ان تربح معركة اثبات الوجود في هذه المنطقة الهامة، وخصوصاً على شاطئ البحر الأبيض المتوسط  ولبنان دولة تقع على شواطئ البحر الأبيض المتوسط.
كما وصف  حزب الله  بانه يلعب دوراً طليعياً في الساحة اللبنانية، وحزب قادر أن يستوعب الأمور ويحيط بكافة جوانبها، مما ترك صورة حضارية عن العلاقات مع ايران، موضحا ان هذا الحزب أعطى لايران صورة حضارية ومميزة في الساحة اللبنانية، بالرغم من حملات التشويه التي يتعرض لها حزب الله في ظل وجود صراع دولي اقليمي مشددا ان ايران تتمتع بمكانة شعبية هامة على الساحة اللبنانية/انتهي.
اجرى الحوار- محمد مظهري