وكالة مهر للأنباء_ وردة سعد: سقطت عبر التاريخ مقولة "لبنان بضعفه" ليحل مكانها وبصلابة قوة لبنان بجيشه وشعبه ومقاومته، هذه الثلاثية التي حمت لبنان وشكلت رادعا استراتيجيا امام اي مغامرات هوجاء للعدو الصهيوني رغم بعض الاصوات الداخلية اللبنانية الرافضة لهذه الثلاثية، الا انه في هذه المرحلة الحساسة والدقيقة وجب تحصين لبنان اكثر فأكثر بالوحدة بالحوار بتعزيز الانتماء الوطني.
وحول هذه النقاط، أجرت مراسلة وكالة مهر للأنباء، الأستاذة وردة سعد، حواراً صحفياً مع نائب رئيس مجلس النواب اللبناني الأسبق "إيلي الفرزلي"، وجاء نص الحوار على النحو التالي:
إلى أي حد تعتبرون أن بإمكان العدو الصهيوني شن عدوان واسع على لبنان، هل يستطيع تنفيذ تهديداته، أم انها حلقة من حلقات التهويل؟
اعتقد ان مسألة ان تشن "اسرائيل"؛ بهذه الحكومة التلمودية الصهيونية ذات المشروع المتصهين، عدواناً على لبنان، أمرٌ مُرتبط بعملية انتصار هذه الحكومة في غزة وعدم إنتصارها.
برأيي الشخصي، أنه اذا استطاعت حكومة الاحتلال ان تحقق الاهداف في غزة، لا شك انها ستحسن من شعبيتها وستحاول ان تطرح وتقنع الاميركيين بالقول: هاقد خضنا حرب مع غزة ودفعنا هذه التكاليف بهذه الأثمان الباهظة دعونا نكمل هذه المهمة باستئصال حزب الله او توجيه ضربة قاسية للبنان بحيث يؤدي ذلك الى تعميق الشرخ بين حزب الله والبيئة الحاضنة والشعب اللبناني عبر الحاق أضرار جسيمة بهذا الشعب".
اعتقد أيضاً ان مسألة توسيع "البيكار" ايضا مرتبطة بموافقة الولايات المتحده الاميركية وبانتصارها بشكل رئيسي في غزة.
فيما يتعلق بإدارة الحرب سياسياً من الزاويه اللبنانيه الرسميه والخطاب الرسمي اللبناني الصلب والمتماسك وطنياً والذي لا يبتعد عن موقف المقاومه مع الخصوصيه، ما رأيكم بإدارة الحرب لبنانيا على المستوى السياسي ؟
هذه الحرب في لبنان اديرت من قبل قيادة المقاومة ادارة سليمة وعقلانية بالرغم ان هذه الادارة غير شعبوية على مستوى العالم العربي والاسلامي، الا انها كانت عقلانية بحيث اخذت بعين الاعتبار خصوصية الواقع اللبناني.
هل يؤثر الفراغ الرئاسي على وطنية المعركه الحاليه، وهل القوى المسيحيه راضيه عن الخطاب الذي يديره ثنائي بري - ميقاتي ؟
لا شك ان الفراغ الرئاسي الذي هو نتيجة من نتائج الانقسام العامودي في البلد واحد أسبابه الرئيسية هو اضعاف الجبهة الداخلية ومحاولة ضرب الجبهة الداخلية المساندة لمقاومة ربحت معركة الردع الاستراتيجي. ولا شك ان هناك بعض القوى التي حاولت ان تضع هذا الصراع ضمن محاور لا علاقة لها بالوطنية اللبنانية، وأعتقد اننا باستطاعتنا ان تتجاوز هذا الأمر جميعا.
لبنان منذ عام1985 وعند بدء المقاومة وعندما كانت "اسرائيل" تحتل اجزاء كبيرة من الوطن اللبناني، وعندما ابتدأت المقاومة عملها ما قبل المقاومة الإسلامية وما بعدها استطاعت ان تستمر دون هؤلاء الذين يشككون في هذه المسيرة وانتصرت في نهاية الامر الى جر كل اللبنانيين بالاعتراف بوطنية هذه المعركة بوجود رئيس او بعدم وجود رئيس.
وأعتقد انه بظل وجود رئيس، لم يمر اي مرحلة من المراحل كان رئيس الجمهورية لعب ذاك الدور الذي يريح بالمعنى الاستراتيجي للكلمة في اي معركة من معارك لبنان ضد "اسرائيل" بإستثناء عهد الرئيس الراحل إلياس الهراوي او اثناء عهد الرئيس أميل لحود الذي كان مقتنعا قناعة عميقة وحقيقية، ويكاد ان يكون الوحيد منذ عام 1992 حتى اليوم.
اما بالنسبة لخطاب بري - ميقاتي فهذا ايضا يتعرض للانتقاد كما تتعرض بقية الخطب والمواقف ولكن تبقى الاكثر شمولية في البيئة السياسية اللبنانية.
في ظل الاستعصاء على مستوى المعركه الكبرى، برأيكم كيف يمكن النفاذ من الوضع الحالي، خاصةً مع توسع دوائر الاشتباك بشكل تصاعدي؟
مسألة توسيع الحرب بعد ان قامت المقاومة في واجباتها في ارسال رسالة للشعب اللبناني بكل اطيافه وتوجهاته بأنها لا تعمل من اجل هذا الانزلاق لان لبنان تعرض في فترة المئة يوم لعدة أزمات، لو كان هناك ارادة لإيجاد اي مبرر لتوسيع الحرب من قبل المقاومة لكانت أقدمت عليه، لكن اعتقد ان هذه الحرب الكبرى والتي تسمى بالحرب الكبرى المقاومة قامت بواجباتها للحؤول دون تحمل مسؤولياتها، اما اذا شاءت اسرائيل ذلك فمنذ اليوم الاول هناك قناعة لدى الشعب اللبناني بأن "اسرائيل" هي التي تسعى لهذه الحرب الكبرى والتي تأمل من ورائها ايضا ان تغطس الولايات المتحده الاميركية في هذا الصراع الا انني اعتقد ان الولايات المتحده الاميركية وقد عبرت عن ذلك وحتى إيران وبقية الدول لا مصلحة لها بأن تكون هذه الحرب كبرى وشاملة كما تتحدث" اسرائيل".
/انتهى/
تعليقك