اكد مساعد الخارجية للشؤون العربية والافريقية حسين امير عبداللهيان ان بعض الدول الاقليمية تواطأت مع دول من خارج المنطقة لخفض اسعار النفط، داعيا السعودية الى القيام بدورها في قضية اسعار النفط لمساعدة دول المنطقة.

وقال مساعد الخارجية للشؤون العربية والافريقية في حوار مع قناة العالم الاخبارية : خلال الاشهر الماضية حصل تقدم في المحادثات الدبلوماسية مع السعودية، لكن الرياض تظهر في بعض القضايا تصرفات لا ترضي الجمهورية الاسلامية، وتثير قلق المنطقة، معتبرا ان هذه التصرفات يجب ان تتحول الى تصرفات لصالح الوحدة والالفة في المنطقة.
واضاف: رغم ذلك فان اللقاء بين وزيري خارجيتي البلدين في نيويورك كان ايجابيا، وكان خطوة الى الامام، وكنت قد زرت جدة، والتقيت الامير سعود الفيصل، وسمعت منه كلاما جيدا.
وتابع قائلا: تلقينا بعد ذلك دعوة مكتوبة من وزير الخارجية السعودي الى محمد جواد ظريف للسفر الى الرياض لمناقشة القضايا الاقليمية والدولية، وقد قمنا بالتحضير للزيارة، وقد تم تحديد موعد لها بعد عيد الاضحى، لكن تصريحات اعلامية متشددة وغير مقبولة وغير متوقعة من وزير الخارجية السعودي منعت تلك الزيارة.
واوضح عبداللهيان: دعوت خلال زيارتي الى الرياض سعود الفيصل لزيارة ايران وقد قبل الدعوة، لكن تلك التصريحات وضعتنا امام موقف محرج ازاء الرأي العام، مشيرا الى ان الفيصل مازال مصرا على لقاء ظريف، ونحن نسعى ان يتم عقد هذا اللقاء في اقرب فرصة مناسبة.
واشار الى ان انخفاض اسعار النفط ايضا أخر هذا اللقاء، واعتبر ان الدول النفطية في المنطقة تتوقع من السعودية وغيرها من الدول النفطية ان تحاول منع الضرر عن الدول النفطية الاخرى، وتحول دون المزيد من هبوط اسعار النفط، وتضرر اقتصادها.
وتابع عبداللهيان: نحن وعبر القنوات الدبلوماسية قلنا للمسؤولين السعوديين بانه لابد من اتخاذ اجراءات حكيمة لمنع استغلال اعداء المنطقة، للإضرار باقتصاداتها الصاعدة، منوها الى اننا وفي اطار منظمة اوبك وضعنا المفاوضات مع المسؤولين السعوديين على جدول الاعمال، كما ان آخر جلسة للمنظمة شهدت مواقف واضحة من ايران، كما وجهنا رسائل للسعودية خلال مفاوضاتنا مع دول المنطقة، بضرورة اتخاذهم قرارات صحيحة لصالح المنطقة.
ولفت مساعد الخارجية الى ان هناك انباء وصلتنا عن تواطؤ بعض الدول في المنطقة مع دول من خارج المنطقة لخفض اسعار النفط الى مستوياتها المتدنية الحالية، معتبرا اننا نتوقع من السعودية ان تقوم بدورها في قضية اسعار النفط لمساعدة دول المنطقة.
واشار امير عبد اللهيان الى ان السنوات الماضية شهدت بعض الاخطاء الاستراتيجية على مستوى المنطقة، مثل دعم المنظمات الارهابية والاستفادة منها لتغيير الحكم في سوريا والعراق، والتعاون مع عدد من الدول من خارج المنطقة لخفض اسعار النفط والاضرار بدول المنطقة واقتصاداتها.
كما اشار مساعد الخارجية الى ان هناك مشاعر قلق مفتعلة ازاء برنامج ايران النووي السلمي ، واشار في هذا المجال الى كلمة سماحة قائد الثورة الاسلامية بمناسبة مولد النبي الاكرم صلى الله عليه وآله، وهذا القلق ادى الى ان تكون هناك مساع دولية من قبل بعض الدول في المنطقة وخاصة السعودية (ضد ذلك)، ولكن الحقيقة ان المفاوضات النووية هي ليست ضد اي بلد في المنطقة، كما ان ما يتم طرحه في جلسات المفاوضات النووية هو ما يحدد مصير ونتائج هذه المفاوضات، والقضايا الهامشية والمساعي الصهيونية  لن يكون لها اي تأثير على نتائج المفاوضات النووية، وهناك امور مؤثرة اذا ما تم التوصل الى نتائج بشأنها فستتحدد نتائج المفاوضات.
ولفت امير عبد اللهيان الى ان بعض الاطراف في المفاوضات ترغب في اقحام بعض القضايا الاقليمية في المفاوضات النووية، وان تفتح من خلال ذلك باب المفاوضات مع ايران حول قضايا مثل سوريا، لكن الامور واضحة ونحن لن نتفاوض الا حول القضية النووية.
وقال: بعبارة اخرى ان المفاوضات النووية ونتائجها ستكون بمعزل عن اي تفاهم واتفاق حول القضايا الاقليمية، ونعتقد بان قضايا المنطقة يجب حلها بين كل مكوناتها، مشيرا الى ان الاميركيين يريدون استغلال اي مناسبة لإقحام قضايا المنطقة في المفاوضات النووية، حتى انها بعثت برسائل مباشرة وغير مباشرة لإيران بذريعة محاربة الارهاب وداعش، وحل الازمة السورية .
وحول المبادرة الروسية لحل الازمة السورية قال مساعد الخارجية : نحن منذ السنة الماضية قدمنا مبادرة من اربعة بنود الى الامم المتحدة، وقد قدم ممثل الامم المتحدة في سوريا وقتها الاخضر الابراهيمي وبعد التشاور مع بان كي مون نسخة من المبادرة الايرانية الى الاعضاء الخمسة الدائمين في مجلس الامن، ومازلنا نتابع المبادرة على مستوى الامم المتحدة والدول الاقليمية والاوروبية.
واوضح امير عبد اللهيان ان احد بنود المبادرة الايرانية هو الحوار الوطني الذي سيبدأ بتنسيق وضيافة روسية، في موسكو في الاسبوع الاخير من يناير الجاري.
واشار الى المشاورات مع المسؤولين الروس حول استمرار الدعم الشامل لسوريا والتأكيد على الحل السياسي لاخراج سوريا من ازمتها، مضيفا: ان هناك متابعة لبقية بنود المبادرة الايرانية مع الرئيس الاسد والاطراف السورية سواء المعارضة او الموالية للحكومة وكذلك مع الامم المتحدة.
وتابع مساعد الخارجية : من وجهة نظر طهران وموسكو فإن الرئيس بشار الاسد يجب ان يكون محور اي حل سياسي في سوريا، موضحا ان ملف الاسلحة الكيمياوية كان بحاجة الى قرار سيادي، والرئيس الاسد تولى ذلك بشكل مسؤول، ولذلك فان الامم المتحدة ايضا ايدت ان سوريا انتهت من نزع سلاحها الكيمياوي.
واكد امير عبد اللهيان ان اي اتفاق وعملية سياسية في سوريا يجب ان تبدأ مع الرئيس الاسد، بحيث يمكن للشعب السوري ان يطمئن لمستقبل بلاده ويقرر مصيره بانفسهم، ولذلك فان نتائج العملية السياسية لن يكون لاي بلد شأن فيها، وانما ستكون من شأن الشعب السوري وحسب قراره الواضح والصريح في جو هادئ ومستقر وخال من الارهابيين في سوريا.
واشار مساعد الخارجية الايرانية للامور العربية والافريقية الى تخفيف الولايات المتحدة لهجتها حيال الرئيس بشار الاسد، وانه يمكن ان يكون طرفا في المفاوضات.
واوضح مساعد وزير الخارجية: في مرحلة طلبنا من الرئيس الاسد ان ينقل ولو لفترة قصيرة زوجته واطفاله الى طهران من اجل استراحة قصيرة، لكن رده كان ان بشار واسرته لن يغادروا سوريا، وسيبقون في المحنة الى جانب الشعب السوري، وهذا الصمود والمقاومة والثبات في القيادة السورية امر في غاية الاهمية./انتهى/