أكد النائب اللبناني والعميد الركن المتقاعد وليد سكرية ان المقاومة تمتلك القدرة على ردع اسرائيل ليس من الإعتداء على لبنان فقط بل من الإعتداء على سوريا وعلى أي قوة من قوى المواجهة

وفي حوار مع مراسل وكالة مهر للانباء اشار سكرية الى الخطاب الاخير للأمين العام لحزب الله حيث قال ردا على سؤال حول القواعد التي أرساها خطاب السيد نصر الله في تكريم شهداء القنيطرة وهل ان إسرائيل وصلت لهذا العجز ، أن إسرائيل لم تصل لمرحلة من العجز وانها دولة قوية عسكريا لكن تفوقها العسكري على جيوش نظامية غالبا وانها تهزم امام المقاومة لأن اسلحة المقاومة هي الإنسان والإرادة أولا .
واضاف سكرية : في حرب تموز كانت إمكانيات المقاومة ضئيلة ومع ذلك أحرزت النصر في الحرب، لكن المقاومة الآن لديها ترسانة من الصواريخ البعيدة المدى حيث أصبحت قادرة على تدمير منشآت حيوية وهامة في العمق الإسرائيلي إذا إسرائيل دخلت في حرب على لبنان هي قادرة على تدمير الإسمنت لكن لاتستطيع إحراز النصر ولاتستطيع النصر ميدانيا أو خوض حرب استنزاف فمن المستبعد قيام إسرائيل بشن حرب على لبنان , لذلك كان سقف خطاب سماحة الأمين العام عاليا لأن المقاومة تمتلك قدرة الردع فهناك توازن للرعب .
وردا على سؤال حول الفترة الزمنية الطويلة التي تتطلبها الحرب على التنظيمات الارهابية مثل داعش وجبهة النصرة والتي تعتبر اذنابا لاسرائيل ووقوع حرب اقسى واشد ضراوة مع هؤلاء قال سكرية : ماتقدم عليه اسرائيل في سوريا هو مشروع ذات بعد استراتيجي فهي تحاول إقامة حزام أمني لها على امتداد الجولان وعلى حدود لبنان وهو شريط حدودي شبيه بالشريط الحدودي اللبناني سابقا من قبل بعض العملاء المتعاونين معها وتضرب دولة المواجهة وتخترق المجتمع السوري  وهي تدعم هذه الجماعات كي تقويها ضد النظام السوري لإسقاطه النظام فهي تقدم لهذه الجماعات الإرهابية كل الدعم العسكري والميداني حتى أنها تقوم بقصف مواقع للجيش السوري حتى تجعل هذه الجماعات تسيطر على بعض المواقع والبلدات فتصبح اسرائيل لاعبا رئيسيا في الأزمة السورية ومحركا للأحداث في الداخل السوري .
واضاف : هناك خشية من أن يبدأ تعاون النازحين السوريين الموجودين في منطقة العرقوب مع أقاربهم الموجودين في القنطيرة والمتعاملين مع إسرائيل فنكون قد أدخلنا إسرائيل إلى لبنان مجددا عبر بعض النازحين.فإذا تمدّت إسرائيل شرق جبل الشيخ والتفت من شمال جبل الشيخ إلى البقاع إلى منطقة راشيا فسوف تلتف ضد وحول المقاومة دون دخول حرب مباشرة مع المقاومة فتحقق لها مكاسب ذات بعد استراتيجي تهدد أمن المقاومة وتهدد أمن لبنان وأمن سوريا ..أمام هذا التحدي رفع الأمين العام لحزب الله سقف الخطاب وقال ان الرد لن يكون محدودا بل مفتوحا وصولا إلى الحرب الشاملة  .. ان المقاومة تحاول إقامة مجتمع مقاوم والصراع أصبح الآن بين مجتمع مقاوم ومجتمع عميل لإسرائيل  ان الأمين العام لحزب الله يقول لأسرائيل هذا خط أحمر ممنوع أن تتخطاه  في سوريا ولبنان .. وسوريا ستبقى رأس حربة في مقاتلة إسرائيل وستبقى دولة المواجهة .
وردا على سؤال حول سبب عدم رد سوريا على العدوان الإسرائيلي الذي طال أراضيها أكثر من مرة ولماذا فقط حزب الله هو الجاهز دوما للرد قال سكرية : المقاومة وسوريا وإيران وكل من يعادي إسرائيل هو جبهة واحدة والجبهة الواحدة تعمل بتنسيق مشترك  ليس بالضرورة إذا تعرضت سوريا لاعتداء أن تقوم هي بالرد من يقوم بالرد هو من يكون أكثر ملائمة وجهوزية للرد  اذا شنت إسرائيل حربا على المقاومة فستنتهي بهزيمة إسرائيل لذا لن تقوم أسرائيل بشن حرب مع لبنان .. والمقاومة عندما قامت بالرد من مزارع شبعا ولم تخترق الخط الأزرق ولم تنتهك قرار 1701 فهي محتلة من قبل اسرائيل ولايوجد فيها جيش لبناني ولاقوى طوارئ دولية , لو تولى الجيش السوري الرد لكانت اسرائيل حققت هدفها في توريط سوريا في معركة معها .. خاصة في الوضع السوري الحالي والحرب الأهلية والإنقسام وحربها ضد الإرهاب مع التفكريين من داعش وغيرهم وكل هذه الأطياف التي لاتشكل خطرا على إسرائيل فالعميل حليف لاسرائيل  .. الجيش السوري يسيطر على المناطق الحيوية المنطقة الوسطى حمص وحلب دمشق وجبهة الجولان والساحل السوري والمناطق الحيوية والمعارضة تسيطرعلى بعض الأطراف مثل منطقة إدلب والبوكمال ومنطقة الرقة وشرقها ، إذا دخلت سوريا في حرب مع إسرائيل تضعف  قدرة الجيش السوري الذي يعتمد الآلة التقليدية مثل الطيران والدبابات والمدفعية فهي بذلك تضعف الجيش ومن قدرته على المواجهة تحتل سوريا بقوى المعارضة الموالية لإسرائيل...وتمكن المعارضة من دخول دمشق فيجب على سوريا عدم التورط في حرب مع اسرائيل ... هنا الجبهة الواحدة والمتحالفة وتختار الرد المناسب لذا كان الخيار بأن يكون الرد عبر المقاومة من خلال مزارع شبعا ... وكذلك أيضا بالنسبة لإيران يكون اختيار الرد في الوقت المناسب والمكان المناسب والجهة المناسبة والمخوّلة للرد  ...  وأنا أرى المعركة ليست عدد الشهداء بل المعركة هي أن ننتصر  بمنع إسرائيل من النصر على سوريا دولة المواجهة والحامية لمشروع  المقاومة .
وحول تقييمه لوضع المقاومة الإسلامية في لبنان عسكريا قال : المقاومة في حرب تموز انتصرت على اسرائيل وكانت إمكانياتها محدودة مثل صواريخ الكاتوشيا بينما الأن أصبحت لديها قوة نارية وعسكرية كبيرة مثل صواريخ بعيدة المدى والتي تحمل رؤوس متفجرة تستطيع أن تصيب وتدمر مواقع حيوية تدميرا كاملا وامتلكت المقاومة القدرة على ردع اسرائيل ليس من الإعتداء على لبنان فقط بل من الإعتداء على سوريا وعلى أي قوة من قوى المواجهة وقد أصبحت المقاومة تمتلك قدرة كبيرة ,القدرة على الدفاع والقدرة على الردع .
وردا على سؤال حول تعرض الجيش اللبناني لأكثر من هجمة إرهابية وعدم تسليح الجيش حتى هذه اللحظة أجاب سكرية : منذ توحيد لبنان بعد حرب الكويت وبعد مؤتمر مدريد للسلام عام 1990 أشرفت أميركا على تسليح الجيش اللبناني وقالت "أنتم ذاهبون لتوقيع السلام مع إسرائيل لذا اسرائيل ستصبح بلداً صديقاً فلبنان لايحتاج سلاحاً لمواجهة عدو خارجي فمهمة الجيش اللبناني هي حفظ الأمن داخل لبنان" وقد أعطت أميركا للجيش اللبناني ناقلات جند ومدرعات وآليات وشاحنات وأكبر واسطة نارية كانت رشاشات 12,7 وبعض الناقلات للجند كانت مهيأة أن يكون عليها مدافع هاون 120 ملم لكنهم اعطونا الناقلات دون الهاون ، قيل للجيش "ان امريكا لن تعطي الجيش أسلحة يمكن أن تحارب بها إسرائيل فإسرائيل هي حليفتنا".. ومنذ عام 1990 هذه هي المعادلة القائمة والحكومات اللبنانية المتعاقبة من حكومات الرئيس رفيق الحريري والسنيورة والحكومات اللبنانية من 14 اذار المواكبة للركب الأميركي لا تطلب تسليح الجيش ولا تعتبر أن لبنان بلد مواجهة مع إسرائيل بل ان أميركا من يحدد نوع السلاح الذي يتسلح به الجيش اللبناني وواشنطن هي التي تحدد الأدوار التي يجب أن يقوم بها الجيش اللبناني وهي حفظ الأمن الداخلي .
وحول اسباب عدم رفع الغطاء عن الجماعات المتطرفة التي تشكل خلايا إرهابية ضد الجيش اللبناني قال النائب سكرية : أين الأسير والمولوي وغيرهم ممن اعتدوا على الجيش اللبناني دون محاسبة ؟ مع بداية الأحداث السورية كان لبنان منقسما بين فريق معادي للنظام السوري وفريق مؤيد للنظام ، قوى 14 اذار كانت معادية للنظام وفتحت الحدود لدعم المعارضة السورية عبر الأراضي اللبنانية ومع تطور الأحداث نشأت جماعات إرهابية تكفيرية متطرفة وأصبح لها خلايا وبؤر حاضنة في لبنان أكان في الشمال أو البقاع أوالجنوب وبيروت والمخيمات اللبنانية وكان هناك خلاف بين قوى 14 اذار والمقاومة حول التعاطي مع الأزمة السورية حتى أن قوى 14 أذار في حكومة تمام سلام اشترطت عدم دخول حزب الله في الحكومة إلا إذا انسحب من سوريا ليترك حزب الله المعارضة تنتصر في سوريا ونعطيكم في الحكومة وزارة الزراعة  ومع تطور الأحداث وحين استشعرت أميركا خطر الإرهاب التكفيري كان هناك ضغط وإيعاز أميركي لقوى 14 أذار لتحصين الداخل اللبناني حيث لا تنشأ إمارة لداعش في لبنان عبر إقامة حكومة وحدة وطنية وخطة أمنية لضبط الأوضاع , وبدأت الخطة الأمنية من الشمال و سمح للجيش دخول باب التبانة وتم إلقاء القبض على قادة المحاور والزواريب ووضعوهم في السجن , البعض منهم فرّ مثل المولوي ومنصور وغيرهم ..وعندما حاولوا الضغط على الجيش في الشمال مرة ثانية  لتخفيف الضغط عن الجماعات الإرهابية  في عرسال واجههم الجيش وكان لهم بالمرصاد لكن هناك إجماع على ضبط الساحة اللبنانية ورفع الغطاء عن الإرهابيين وبعض الرموز المتوارين في مخيم عين الحلوة .
على الفلسطينين أن يشلوا حركة وعمل هذه العناصر ولكن إذا عاودوا نشاطهم الارهابي سيكون الجيش في مواجهة المخيمات كما حدث في السابق ..
وحول مدى جهوزية الجيش اللبناني على مواجهة التكفيريين في حال حصل هجوم على أكثر من جبهة كما في عرسال ورأس بعلبك وعكار مثلا والقدرة التسليحية للجيش لمواجهة هذه الحرب صرح سكرية : الجيش يمثل الدولة والدولة أقوى بكثير من الخلايا الإرهابية وتتمتع بالدعم الدولي ولديها القوة والقدرة للقضاء على الجماعات الإرهابية لكنّ المشكلة في القرار السياسي...عندما يكون هناك إجماع في القرار فإنّ الجيش اللبناني لديه القدرة .
وحول وجود تعاون عسكري بين حزب الله والجيش اللبناني في مواجهة الإرهاب قال : لا أقول ان هناك تنسيق عملاني بمعنى أن هناك إرتباطاً أو غرفة عمليات مشتركة الجيش اللبناني يعمل بإستقلالية كاملة لأنه يمثل الدولة اللبنانية والمقاومة تعمل بمفردها..عندما يقوم الجيش اللبناني بضرب الإرهابيين فإنه يخفف عبئاً عن حزب الله وعندما تضربهم المقاومة أيضا فهي بذلك تخدم دور الجيش وهناك تقاطع أمام عدو واحد كل يحاربه من خلال موقعه /انتهى/.