القلمون لم تعد اسماً لمنطقة حدودية بين سوريا ولبنان ، بل اصبحت أسماً لمعركة شديدة الحساسية واستراتيجية بين الجيش السوري والمقاومة الاسلامية من جهة والفصائل المسلحة من جهة أخرى .
بدأت معركة القلمون بالتزامن مع كلمة الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله الذي أعلن ان معركة القلمون هي معركة استراتيجية على المستوى العسكري وسيكون لها ارتدادات على المستوى السياسي ، وقد وعد ان النصر سيكون حليف المقاومة الاسلامية والجيش السوري وهو صاحب الوعد الصادق .
فانطلقت معركة القلمون في ظل تحضيرات كبيرة لجبهة النصرة وداعش حيث احتشد أكثر من ۵۰۰۰ مسلح إرهابي تكفيري مجهزين بأسلحة إسرائيلية وأميركية .
بدأت معركة " القضم التدريجي " حيث بسط الجيش السوري سيطرته على طرق الامداد للمسلحين من الجهة السورية ، بينما أحكم المجاهدون الطوق من الجهة اللبنانية ، ما جعل المسلحون محاصرين بين فكي كماشة .
بسط الجيش السوري ومجاهدو المقاومة سيطرتهم على أكثر من ٥٠ في المئة من جرود رأس المعرة، مستكملين هجومهم في مرتفع جبل الباروح الاستراتيجي، حيث تم حرق خيم المسلحين وتدمير آليتين عسكريتين لهم، ما أدى إلى وقوع قتلى وجرحى في صفوفهم.
الجيش السوري ومجاهدو المقاومة شنوا هجوماً على مواقع "جبهة النصرة" الإرهابية والفصائل الأخرى في جرود رأس المعرة في القلمون تحت غطاء من الإسناد الناري الكثيف من قصف مدفعي وصاروخي. وقد تم ذلك بالتزامن مع استهداف موقع تلة موسى، حيث قتل وجُرح عدد من المسلحين. كما حقق مجاهدو المقاومة تقدماً كبيراً وسيطروا على مرتفعات تلة الحرف المعروفة بالشجرتين وضهر الهوى وضهور باعوص وكامل مرتفعات الخشعات الاستراتيجية اللبنانية شرق جرود نحلة والمشرفة على عدة معابر من جهة الشمال إضافة إلى إشرافها على جزء كبير من جرود عرسال.
في غضون ذلك، اندلعت اشتباكات عنيفة بين "جبهة النصرة" وتنظيم "داعش" الارهابيين بجرود عرسال وسيطرت "النصرة" على حاجزي "العجرم" و"اللضام" التابعين لـ"داعش". كما شهدت منطقة عين فيق في جرود عرسال اشتباكات عنيفة بين التنظيمين الإرهابيين. هذا وقد منع أصحاب الكسارات والمقالع من الوصول إلى وادي حميد خشية على أرواحهم.
عند انهيار مسلحي جبهة النصرة طلب المدعو " أبو مالك التلي " نصرة داعش ومساندتهم إلا ان الاخيرة رفضت مناصرة جبهة النصرة الا بعد المبايعة وهذا ما رفضه ابو مالك التلي الذي انكفأ تاركاً وراءه السلاح والعتاد .
ارتفعت راية " حزب الله " علة مرتفع " تلة موسى وهي اعلى تلة في جبال السلسلة الشرقية يبلغ ارتفاعها ۲۶۱۹ متراً ، وهذا يعني انها التلة التي تكشف معظم مواقع القلمون .
وبحسب قائد ميداني ان السيطرة على تلة موسى يعني ان القلمون اصبحت ساقطة عسكريا لان تمركز المجاهدين على التلة يتيح لها استهداف اي تحرك للمسلحين وهذا ما يفسّر فرار معظم الارهابيين من المنطقة .
إن انتصار المقاومة الاسلامية والجيش السوري في معركة القلمون سيكون لها انعكاس كبير على الساحة الميدانية السورية إذ انها أعطت معنويات كبيرة للمقاومين في مقابل إحباط كبير لدى التكفيريين ، وثانياً إن معركة القلمون كشفت التضعضع الكبير من النصرة وداعش وهذا مؤشر مهم على فشل مشروعهم .
إن سقوط القلمون في يد المقاومة يشكل رسالة قوية للكيان الصهيوني وهذا ما صرّحت به وسائل إعلام العدو أن الكيان الغاصب أصبح تحت مرمى نار المقاومة الاسلامية ، وأن هذه المقاومة تملك قدرة قتالية تفوق توقعات الاسرائيليين .
لقد وعد السيد حسن نصرالله بالنصر الحاسم ، ووعده الصدق والصادق ، مرة جديدة تثبت المقاومة أنها الحاضرة والراسخة في خياراتها وأنها النتصرة في معركة الحق .
بقلم: فادي بودية