تاريخ النشر: ٨ يونيو ٢٠١٥ - ١٥:٢١

محمد قادري*- واجه الرئيس التركي رجب طيب اردوغان هزيمة ذات دلالات ومعاني في الانتخابات البرلمانية التي جرت يوم أمس والتي خسر حزبه فيها الاغلبية البرلمانية بعد ۱۳ عاما .

وكان اردوغان يحاول هذه المرة كسب الاغلبية المطلقة من مقاعد البرلمان والتمهيد لجعل النظام السياسي في تركيا نظاما رئاسيا وتنصيب نفسه الشخصية الاولى عبر حذف منصب رئاسة الوزراء لكنه قد خسر هذه الفرصة وواجه تراجعا كبيرا في عدد الاصوات التي وضعت في سلة حزبه .

 وكان الكثير من الخبراء السياسيين المحليين والاجانب قد توقعوا هذه الهزيمة بسبب الاشارات السلبية التي كانت ترسل في هذا الخصوص حيث كان اردوغان يشعر اكثر من اي وقت مضى باهتزاز اركان قصر جانكايا الرئاسي .

 وتعتبر الانتخابات الرئاسية التي جرت في العام الماضي والانتصار المهزوز الذي سجله اردوغان في تلك الانتخابات أهم الاشارات السلبية التي تلقاها اردوغان منذ وصول حزب العدالة والتنمية الى السلطة في تركيا .

وهناك قضية هامة أخرى هي مشاركة الاتراك الذين يسكنون المانيا والنمسا في هذه الانتخابات من اجل التأثير على نتائجها وهذا ما كان يخشاه اردوغان بشده لعلمه بمعارضة هؤلاء له .

 وقد اظهرت نتائج الانتخابات التي جرت يوم أمس في تركيا ان احزاب "الشعب الجمهوري" و"الشعوب الديمقراطي" و"الحزب القومي" واحزاب المعارضة الاخرى يستطيعون كسب الاصوات الصامته ويمتلكون بذلك القدرة على التغلب على اردوغان وحزب العدالة والتنمية .

رغم وجود خلافات بين ۴ معارضين كبار لاردوغان وحزبه وهم "كمال قليجدار اوغلو" و"دولت باغجه لي" و"صلاح الدين دميرتاش" و"احسان اوغلو" بشأن كيفية ادارة المجتمع والسياسات التركية لكن الهدف المشترك لهؤلاء هو تخطي "الاردوغانية" ومنع تحويل اردوغان الى الشخصية الاولى في البلاد في وقت يحاول فيه اردوغان ورئيس الوزراء احمد داود اوغلو تعديل الدستور بشكل جذري وبأية طريقة ممكنة .    

 ان هذا الحدث الكبير في الانتخابات البرلمانية سيترك تأثيرا على مواقف اردوغان الاقليمية وذلك بالاضافة الى الشأن الداخلي وسيتم مواجهة سلوك اردوغان العدائي الناجم عن نظرية اعادة احياء الامبراطورية العثمانية بشكل جدي في الداخل التركي ، وهو سلوك وضع اردوغان الى جانب آل سعود كعدوين رئيسيين للشعب السوري والنظام السوري ومحور المقاومة في المنطقة وجلب مصائب كبيرة للعالم الاسلامي .

 ولذلك يبدو ان الايام المقبلة ستكون اياما مصيرية لتركيا وللحزب الحاكم فيها لأن "لا" التي قالها الشعب التركي لاردوغان هي "لا" قوية لكل الاستئثارات والدكتاتورية وتعاونه مع عملاء الغرب واسرائيل في المنطقة ضد المسلمين ولكن يبقى السؤال "هل التقط اردوغان ورئيس وزرائه هذه الرسالة الهامة ؟" /انتهى/ .   

 *خبير في السياسة الخارجية والعلاقات الدولية