مجد عيسى*- من غير الخفي على أحد التنسيق والدعم الكبير الذي يقدمه الكيان الصهيوني للمجموعات الارهابية في سوريا. والذي ظهر في عدة مناسبات وبأشكال مختلفة فمن جهة لم يخفي الاعلام الصهيوني صور الارهابيين الذين يتم نقلهم الى المستشفيات الاسرائيلية لتلقي العلاج، ومن جهة اخرى ظهر الدعم والتنسيق عسكريا وبشكل واضح عندما كانت هجمات الارهابيين على حواجز ونقاط الجيش السوري في دمشق تتزامن مع الغارات الجوية لطائرات العدو الاسرائيلي على دمشق ، فبعد ان ادركت اسرائيل عدم قدرة المجموعات الارهابية على اسقاط الدولة السورية حاولت فرض معادلة جديدة قوامها المجموعات الارهابية المتواجدة في ضواحي العاصمة دمشق. فقد وجدت انه بتقديم الدعم لهذه المجموعات الارهابية ستشكل طوقاً نارياً يحيط بدمشق يشكل ورقة ضغط على سوريا تساعد اسرائيل في اي حرب مقبلة مع محور المقاومة .
لكن الجيش السوري والمقاومة اللبنانية بالمقابل بدؤوا بكسر هذا الطوق بعملية عسكرية واسعة وتنسيق على الجبهتين السورية واللبنانية في مناطق جبال القلمون الممتدة على طول الحدود اللبنانية السورية التي تعد من اهم المناطق بالنسبة للجيش السوري كونها ممرا لتهريب الارهابيين والسلاح من لبنان الى سوريا وقد تمكن الجيش والمقاومة من دحر المجموعات الارهابية على كامل الشريط الحدودي ولم يتبقى منها الا منطقة الزبداني آخر معاقل الارهابيين على الشريط الحدودي.
تبعد مدينة الزبداني 45 كيلو متر عن العاصمة دمشق وثمانية كيلومتراتعن الحدود اللبنانية وتطل مباشرة على الطريق الدولي دمشق- بيروت وهذا ما اكسبها اهمية استراتيجية كبيرة وهي اليوم تشهد معارك ضارية وتقدم كبير للجيش السوري والمقاومة اللبنانية الذين تمكنوا من السيطرة على مساحة كبيرة من مدينة الزبداني مكبدين المجموعات الارهابية خسائر كبيرة حتى ان تلك المجموعات بدأت تحاول بشتى الطرق ايقاف المعركة فتارة يعرضون الهدنة مع الدولة السورية وتارة يحاولون الضغط على الدولة باستهداف دمشق ومناطق الساحل السوري بالصواريخ او بالهجمات المتكررة على منطقة الفوعة المحاصرة الا ان الجيش السوري والمقاومة اللبنانية واصلوا التقدم واثقين انه بالسيطرة على منطقة الزبداني سيقطع خط امداد المجموعات الارهابية من لبنان وتصبح المهمة اسهل للقضاء على المجموعات الارهابية في ريف دمشق .
ويبقى السؤال الذي يطرح نفسه ماهي ردة فعل العدو الاسرائيلي وهو يترقب بقلق فشل مخططه في دمشق؟
*كاتب سوري