محمد قادري*- وربما بالنسبة للعديد من غير الايرانيين وخاصة الاوروبيين لم يكن لهم مفهوما اطلاق هذه الصفة على الانجليز , او على الاقل لم تتضح اسبابها بشكل دقيق , ومن هذا المنطلق نشير فيما يلي بشكل موجز الى بعض الشواهد على اساليب الخداع وخيانة وخبث الانجليز طيلة المائة عام الماضية على الاقل , بغية ان يعرف القراء غير الايرانيين ويفهموا لماذا غالبية الشعب الايراني لديهم منطق ودليل واضح على هذه التسمية.
فالتاريخ يذكرنا انه خلال العهود المختلفة سواء قبل الثورة الاسلامية عندما كان النظام الشاهنشاهي عميلا للقوى الاستعمارية في العالم لاسيما الانجليز , او بعد الثورة الاسلامية , سعت الحكومة البريطانية دوما عبر سفارتها بطهران الى تحقيق اهدافها الاستعمارية , والامثلة التي سنذكرها هي غيض من فيض من ردود الافعال هذه والتي لها طبعا قاسم مشترك الا وهو الشعور بالقلق من اعادة افتتاح وكر "الثعلب العجوز".
الف) دور بريطانيا المؤثر في انحراف الثورة الدستورية
بدأت الحركة الدستورية بهدف التخلص من الاستبداد الداخلي ونشر العدالة في البلاد , ولكن في نهاية المطاف انحرفت عن مسارها الرئيسي من خلال مؤامرة السفارة البريطانية , وتحولت من حركة دستورية مشروعة الى دستورية انجليزية.
ب) التخطيط لانقلاب 22 فبراير 1920 وتنفيذه
في قضية انقلاب 22 فبراير 1920 والتي كانت حركة دستورية ناقصة , تم القضاء عليها من خلال الانقلاب الخياني , فقد اوكلت السفارة البريطانية باعتبارها المخطط الرئيسي لها الى الجنرال «آيرونسايد» و «نورمن» باختيار «رضاخان ميربنج» كزعيم عسكري و«سيد ضياء الدين طباطبائي» كزعيم سياسي للانقلاب , واجراء التنسيق اللازم معهما , وفي هذا السياق كان دور «اردشير ريبورتر» الجاسوس الانجليزي في ايران محوريا.
ج) عرقلة تأميم صناعة النفط الايرانية
نفط ايران بعد اكتشافه لاول مرة في عام 1908 في مسجد سليمان منح امتيازه لشركة «ويليام ناكس دارسي» النفطية البريطانية التي بدأت بنهب نفط ايران , فتأميم صناعة النفط كان في الحقيقة قطع ايدي الشركة البريطانية عن هذه الثروة الوطنية , وفي هذا السياق قامت بريطانيا بوضع العراقيل امام هذا الاجراء , فبعد عدم مصادقة البرلمان الايراني على لائحة مشروع "غس – غلشائيان" حول استمرار امتياز دارسي , قامت بريطانيا مرارا برفع شكاوى الى محكمة لاهاي ومجلس الامن , وبما انها لم تنجح في ذلك فقد ارسلت وفدين عسكريين برئاسة "«بازيل جاكسون» و «ريتشارد ستوكس» لتهديد ایران.
د) المشاركة في تنفيذ انقلاب 19 اغسطس 1953
بعد فشل الحكومة البريطانية في نهب مزيد من النفط الايراني , خططت للقيام بانقلاب ضد حكومة مصدق , وعلى هذا الاساس تم اقامة اتصالات بين عملاء المخابرات البريطانية «ام آي 6» مع عملاء وكالة المخابرات المركزية الامريكية «سي آي ايه» ونفذوا انقلابا بدأ بكلمة السر «بوت» تم تغيرت الى كلمة السر «آجاكس» بادارة البريطاني «موني وود هاوس» وشنت هيئة الاذاعة البريطانية «بي بي سي» حربا نفسية بمساعدة الامريكان.
هـ) التعاون مع جهازي المخابرات الامريكية والاسرائيلية للقضاء على الثوريين
اثناء نضال الشعب الايراني الثوري ضد نظام بهلوي العميل , كانت السفارة البريطانية الى جانب السفارتين الامريكية والاسرائيلية تمثل غرف افكار لتدريب وتوجيه السافاك والشرطة و ... للقضاء على الثوريين.
و) الدور المؤثر للانجليز في فتنة عام 2009
هناك أمثلة متعددة على اعمال التخريب التي قام بها عملاء بريطانيا في الاحداث التي تلت الانتخابات الرئاسية عام 2009.
ومنها
- التواجد المفضوح للدبلوماسييين البريطانيين بين مثيري الشغب وادارة الاضطرابات ميدانيا.
ومن بين هذه القضايا يمكن الاشارة الى القضايا التالية :
- نفوذ بعض الموظفين الامنيين بالسفارة البريطانية في اللجان الانتخابية لبعض المرشحين.
- ارسال الجواسيس البريطانيين تحت ستار مراسلين صحفيين الى ايران وتغطية جميع الاحداث المتعلقة بالانتخابات.
هذه شواهد تاريخية موثقة وهي قسم من الممارسات الخيانية والخداع الذي قامت به الحكومة البريطانية الخبيثة ضد الشعب الايراني – الحرب النفسية التي شنتها «بيبيسي» لتضخيم الاحداث وتأزيم اوضاع ايران, وهذه ادلة دامغة لنطلق على بريطانيا «الثعلب العجوز»./انتهى/