٠٢‏/١٠‏/٢٠٠٥، ٥:٣٩ م

تحليل سياسي

بريطانيا وحلم العودة الى العصر الاستعماري

بريطانيا وحلم العودة الى العصر الاستعماري

مازال التاريخ الاستعماري للثعلب العجوز "بريطانيا " في العالم وخاصة في الشرق الاوسط ونهبها لثروات المنطقة ماثلا في اذهان شعوبها.

فمنذ قرون عديدة شن "الثعلب العجوز" غزوا ثقافيا في الشرق الاوسط وافريقيا وشبه القارة الهندية من اجل زرع الشقاق بين الشعوب وتقسيم العالم الى دويلات صغيرة وهشه.
فقد روجت بريطانيا تجارة الرقيق في افريقيا ونقلت الآلاف من الزنوج كعبيد الى امريكا القارة الجديدة المكتشفة آنذاك وارتكبت مختلف انواع السلوك اللانساني والمنافي لحقوق الانسان بحق ابناء افريقيا السمراء.
وعملت بريطانيا على تصعيد النزاعات المذهبية والنعرات الطائفية في شبه القارة الهندية ونهبت ثروات الشعب الهندي على مدى فترة استعمارها البغيض ورحلت الآلاف من الهنود الى مختلف ارجاء العالم.
وفي منطقة الشرق الاوسط الغنية بالنفط فقد اسست بريطانيا الكيان الصهيوني اللقيط في هذه المنطقة بهدف احتواء الصحوة الاسلامية والتصدي للوحدة الاسلامية.
وكان وعد بلفور المشؤوم في اكتوبر عام 1917منعطفا في تأزم هذه المنطقة لانه ابتداء من هذا العام ارغمت بريطانيا وبمساعدة الوكالة اليهودية  الفلسطينيين على مغادرة ديارهم وفي المقابل شجعت اليهود في مختلف انحاء العالم على الهجرة الى الاراضي الفلسطينية.
وفي ايران كذلك ادى التدخل المؤذي "للثعلب المستعمر " في الحركة الدستورية الى اعادة الدكتاتورية الى الحكم , وبالتالي وقوع الانقلاب المشؤوم لرضا خان مير بنج نتيجة التآمر البريطاني ضد الشعب الايراني.
كما طمعت بريطانيا بالعراق بعد هزيمة الدولة العثمانية في الحرب العالمية الاولى واستولت على مقدراته عن طريق تنصيب فيصل الاول ملكا على العراق.
وتسبب تواجد القوات البريطانية في البصرة التي تعتبر منطقة نفطية مهمة بجنوب العراق الى نهب ثرواتها الطبيعية من خلال شركة بريتيش بتروليوم البريطانية.
وحاول الانجليز في هذه المنطقة زرع الفرقة بين عشائر جنوب العراق لاشعال نار حرب اهلية في هذه المنطقة الا ان هذا المخطط فشل بسبب يقظة زعماء العشائر العراقية.
والآن وبعد عشرات السنين تعود بريطانيا العجوز لتحقيق حلمها القديم بتاسيس امبراطورية كبرى لا تغرب الشمس عنها.
وعلى هذا الاساس فانه بعد سقوط بغداد استقرت القوات البريطانية في جنوب العراق لتنفذ مرة اخرى حلمها القديم من خلال اثارة الفرقة بين سكان هذه المنطقة الغنية بالنفط. 
وفي الحقيقة فان هدف بريطانيا يتمثل في تقسيم جنوب العراق عن طريق تاسيس كارتل نفطي بريطاني امريكي وتمركزه في احد الدول العربية المجاورة للعراق لنهب نفط المنطقة بسهولة.
ان هذه الفكرة الاستعمارية تطلبت استدعاء جواسيس جهاز المخابرات البريطاني المعروف باسم "ام اي 6" الى جانب القوات البريطانية في جنوب العراق للعمل على اثارة الاضطرابات والقلاقل في جميع ارجاء المنطقة.
فالتحركات الاخيرة التي جرت في البصرة وكذلك في جنوب ايران نجمت عن تدخل القوات الانجليزية ولكن توخي اهالي محافظة خوزستان قطع الطريق على المخططات البريطانية.
وحينما فشلت هذه التحركات عمدت بريطانيا الى ممارسة الضغوط على ايران من خلال تبني مجلس حكام الوكالة الدولية للطاقة الذرية قرارا ضد طهران والعمل على فرض عزلة على الجمهورية الاسلامية في المحافل الدولية.
ولكن بالرغم من هذه التحركات فان شعوب المنطقة وبيقظتها التامة لن تنطلي عليها خدع الاستعمار البريطاني العجوز تحت اية ظروف كانت مرة اخرى لان القرن الحالي يختلف اختلافا كليا مع القرن التاسع عشر.
وفي الوقت الراهن فان الشعب الايراني الذي يعي جيدا المخططات البريطانية المشؤومة , يطالب بتخفيض مستوى العلاقات الاقتصادية والسياسية للجمهورية الاسلامية مع بريطانيا حتى يتخلى الساسة الانجليز عن سياساتهم المعادية في المنطقة.
وبات تخفيض العلاقات بين طهران ولندن في الوقت الحاضر موضوعا يحظى باهتمام اوساط الشعب الايراني كافة , لان بريطانيا هي التي ستتضرر اكثر من تخفيض مستوى العلاقات الثنائية./انتهى/
     حسن هاني زاده - خبير الشؤون الدولية بوكالة مهر للانباء



رمز الخبر 236631

تعليقك

You are replying to: .
  • captcha