بعيدا عن نارالحرب التي تدور رحاها على الارض السورية وبعيدا عن الارهاب الذي دق ناقوس كل بيت سوري لم يجد الكثير من السوريين ملاذا ولا مهربا من الحرب وويلاتها الا اللجوء الى دول الجوار او داخل البلد نفسه بعد ظهور منظمات ارهابية تحت مسميات مختلفة.

وافادت وكالة مهر للأنباء ان اعداد اللاجئين السوريين في تزايد مستمر طالما ان الحرب على الارهاب قائمة من قبل الدولة السورية لا سيما وان حدة التوتر تضاعفت في الاشهر القليلة الاخيرة حيث قامت الجماعات الارهابية سواء داعش اوجبهة النصرة اوجيش الفتح او لواء الاسلام اوفصائل اخرى مختلفة بترويع المواطنين السوريين الآمنين وهجرتهم من بيوتهم و هنا نورد اهم الاحصائيات المنتشرة عن اعداد اللاجئين السوريين وتوزعهم خارج وداخل سورية والمشاكل التي يرزحون تحت رحمتها .  

وقد اعلنت الامم المتحدة لشؤون اللاجئين ان عدد اللاجئين الفارين من الصراع في سوريا إلى البلدان المجاورة تجاوزحاجز الـ 4 ملايين شخص مما يؤكد أن هذه الأزمة هي الأكبر في العالم منذ حوالي ربع قرن من الأزمات التي تقع تحت ولاية المفوضية.

وتشير البيانات المتعلقة بالقادمين الجدد إلى تركيا والبيانات المحدثة الواردة من السلطات التركية حول اللاجئين الموجودين أصلاً في البلاد إلى أن إجمالي عدد اللاجئين السوريين في البلدان المجاورة تخطى الـ4,013,000 شخص بالإضافة إلى ذلك، فقد نزح 7.6 مليون شخص إضافي على الأقل داخل سوريا، ويعيش عدد كبير منهم في ظروف معيشية صعبة وفي مواقع يصعب الوصول إليها.

وفي ظل عدم بروز أية بوادر لانتهاء الازمة في سوريا التي تمر في عامها الخامس، تتفاقم الأزمة بشكل مأساوي ويتواصل عدد اللاجئين في الارتفاع. فقد وصل عددهم إلى 4 ملايين شخص بعد 10 أشهر فقط من إعلان بلوغ عددهم حاجز الـ3 ملايين. واستنادا إلى المعدلات الراهنة، تتوقع المفوضية أن يصل عددهم إلى 4.27 مليون شخص بحلول نهاية عام 2015.

وسجلت تدفقات اللاجئين في يونيو/حزيران 2015 وصول أكثر من 24,000 شخص إلى تركيا من تل أبيض وغيرها من المناطق في شمال سوريا. وتستضيف تركيا الآن، وهي البلد الذي يأوي أكبر عدد من اللاجئين في العالم، حوالي 45 في المئة من إجمالي عدد اللاجئين في المنطقة.

ومن بين الأربعة ملايين لاجئ سوري هناك 1,805,255 لاجئاً في تركيا و249,726 في العراق و629,128 في الأردن و132,375 في مصر و1,172,753 في لبنان و24,055 في مناطق أخرى في شمال إفريقيا. ولا يشمل هذا الرقم طلبات اللجوء التي يفوق عددها الـ270,000 طلب والتي قدمها سوريون في أوروبا وآلاف آخرين أُعيد توطينهم من المنطقة في أماكن أخرى.

في هذه الأثناء، أصبح التمويل المتعلق بوضع اللاجئين السوريين مشكلة ملحة أيضاً. فقد طالبت المفوضية وشركاؤها بتوفير مبلغ 5.5 مليار دولار أميركي لعام 2015 للمساعدات الإنسانية والتنموية الدولية. رغم ذلك، واعتباراً من أواخر شهر يونيو/حزيران، تم الحصول على أقل من ربع هذا المبلغ (24 في المئة)، مما يعني أن اللاجئين سوف يواجهون انقطاعاً حاداً وإضافياً من حيث المساعدات الغذائية، مما سوف يجعلهم يصارعون من أجل تحمّل نفقات الخدمات الصحية المنقذة للحياة أو لإرسال أطفالهم إلى المدرسة.

وكان الأمين العام للأمم المتحدة قال في وقت سابق إن نحو 12.2 مليون شخص في سوريا يحتاجون لمساعدات بينهم أكثر من 5 ملايين طفل.

واما حياة من ينجح من اللاجئين بالعبور الى بلاد اللجوء فتتزايد حياتهم صعوبة. إذ يعيش حوالي 86 في المئة من اللاجئين الموجودين خارج المخيمات في الأردن تحت خط الفقر المحدد بـ3.2 دولار أميركي يومياً. وفي لبنان، يعيش 55 في المئة من اللاجئين في مآوٍ دون المستوى المطلوب.

وفي جميع أنحاء المنطقة، يتضاءل أمل العودة إلى الوطن مع استمرار الأزمة. وأصبح اللاجئون أكثر فقرا، وباتوا يلجأون على نحو متزايد إلى ممارسات التكيف السلبية كعمالة الأطفال والتسول وزواج الأطفال. ويشكل التنافس على فرص العمل والأراضي والإسكان والمياه والطاقة في المجتمعات المضيفة الضعيفة أصلاً ضغطاً على قدرة هذه المجتمعات على التعامل مع الأعداد الهائلة والحفاظ على دعمها لهم./انتهى/