أكد العميد المتقاعد في الجيش اللبناني الدكتور أمين حطيط على أن العرب اليوم في حالة إنهاك وانعدام الوزن ما يجعلهم عاجزين عن القيام بردة فعل مؤثرة تحمي الأقصى لذلك يمكن القول بانه لم يسجل ردة فعل حقيقية ضد إسرائيل من قبل العرب بشكل عام.

ورأى امين حطيط في تصريح لوكالة مهر للأنباء ان للاعتداء الصهيوني الحاضر على المسجد الأقصى ثلاثة اسباب: الأول وهو الأساس ويتصل وثوقا بالخطة الإسرائيلية الأساسية الرامية لتهويد القدس ووضع اليد على الأقصى وإقامة هيكل سليمان مكانه وتريد إسرائيل أن تصل إلى الهدف بشكل متدرج بما يستجيب لقرارها الأول غداة احتلال القدس في العام 1967 القاضي بتوحيدها تحت العلم الصهيوني وجعلها عاصمة ابديه للكيان الصهيوني.

واضاف ان السبب الثاني يتصل بواقع المنطقة وانشغال العرب والمسلمين بالحريق العربي الذي جعل القوى الرئيسية التي تعمل لتحرير فلسطين وتؤرق إسرائيل مشغولة بالدفاع عن نفسها فضلا عن ذلك تعلم إسرائيل بان العالم المشغول بأكثر من قضية حساسة لن يلتفت إلى ما تقوم به لا بل ترى أن الزمن يقدم  فرصة ذهبية لها.

وتابع ان السبب الثالث هو التشتت الفلسطيني وتراجع المقاومة في الضفة الغربية بسبب التنسيق الأمني، وتراجع الدعم العربي والإسلامي لما تبقى من مقاومة في غزة.

 واوضح الاستاذ الجامعي اللبناني انه من الخطأ النظر إلى الانتهاكات الإسرائيلية للأقصى على أساس انهها أحداث عابرة، فهي عدوان مخطط وممنهج يقع ضمن خطة محكمة وضعت منذ زمن بعيد وكانت تنتظر التوقيت المناسب لإطلاقها ولما حل الحريق العربي وانشغل معظم الأطراف عن فلسطين تسارعت الخطى الإسرائيلية التنفيذية باتجاه وضع اليد على الأقصى لهدمه وما اليوم الحديث عن تقسيم مكاني وزماني للاقصى سوى حديث عن مرحلة انتقالية  ستنتهي بالهدم أن تمكنت إسرائيل فعل ذلك.

وتعليقا على ما يقال حول تأثير الضغوطات الداخلية والاستقطابات السياسية في الكيان الصهيوني على قرار نتنياهو لدعم هذه الانتهاكات بحق الفلسطينيين في المسجد الاقصى قال الخبير السياسي اللبناني: لا اعتقد أن المسألة بهذه البساطة وانها يمكن أن تحصر بمصلحة أمنية عابرة لاحد الصهاينة في السلطة مضيفا: من يتابع يرى أن الإسرائيليين لا يبخلون جهدا في دعم من يسمونهم  "المتطرفين الصهاينة" وتأييد انتهاكهم لحرمة الأقصى وفي المسائل الكبرى كقضية القدس يتوحد الصهاينة ولا يأبهون لقلة تشذ عن المسار الصهيوني العام وما يقوم به نتنياهو يذكر بما قام به شارون سنة 2000 ونال بعد ذلك دعم الغالبية العظمى من الصهاينة.

وتطرق حطيط في حديثه لمراسل وكالة مهر للأنباء الى علاقات اسرائيل مع المجموعات الارهابية في المنطقة وقال: إسرائيل ترى فرصتها الذهبية في وجود تنظيمات تدعي الإسلام من مثيل "داعش"والنصرة واخواتها فهذه المنظمات الإرهابية تقدم خدمات ثمينة جدا لإسرائيل على أكثر من صعيد، فهي أولا تنهك أو تشغل القوى التي أعدت لقتال إسرائيل وتحرير الأرض منها، ثانيا انهها تقدم النموذج السيء من السلوك باسم الإسلام وتعطي لإسرائيل المبرر الكافي للقيام بالشأن ذاته ضد المسلمين وضد مقدساتهم من قبيل هدم المساجد وتهجير السكان وانتهاك الحرمات.

 وتابع: لذلك نرى أن علاقات إسرائيل بالمنظمات الإرهابية وثيقة سواء جاهرت بها كما هو حالها مع تنظيم النصرة الذي قدمت له المساعدات اللوجستية والعملانية والخدمات الطبية، أم أخفتها كما هو الحال مع علاقتها بداعش. أن إسرائيل تستثمر بالإرهاب وترعى المنظمات الإرهابية رعاية فاعلة.

وحول تقييمه بشأن ردة فعل العالم العربي  على الاعتداءات الإسرائيلية قال الدكتور امين حطيط: للأسف الشديد لا أستطيع أن أقول بان العالم العربي قام بردة فعل واضحة ضد إسرائيل وضد انتهاكاتها لحرمة الأقصى. فالعرب وللأسف مشغولون بالعدوان، أما لأنهم معتدون كما هو حال دول الخليج (الفارسي) ضد سورية والعراق واليمن، أو معتدى عليهم، أو يترقبون ما سيؤول إليه أمرهم بعد الحريق العربي.

وشدد على أن العرب اليوم في حالة إنهاك وانعدام الوزن ما يجعلهم عاجزين عن القيام بردة فعل مؤثرة تحمي الأقصى لذلك يمكن القول بانه لم يسجل ردة فعل حقيقية ضد إسرائيل من قبل العرب بشكل عام.

ورداً على سؤال حول احتمال انطلاق انتفاضة فلسطينية ثالثة عقب انتهاكات الصهاينة لحرمة المسجد الاقصى قال حطيط: لو كانت الظروف في الضفة الغربية عادية او شبه طبيعية لكان ممكنا القول باحتمال إطلاق انتفاضة ثالثة لكن وللأسف ورغم ما نتمنى أن يكون من انتفاضة ورغم أن الحدث جلل ويستدعي انتفاضة فلسطينية فإنني لا أرى هذه الانتفاضة في الأفق لثلاثة أسباب أولها التنسيق الأمني بين السلطة وإسرائيل والثاني ارتباط 40% من الفلسطينين بشكل مباشر أو غير مباشر برواتب تدفعها السلطة ويخشى عليها في حال الانتفاضة والثالثة إنعدام الثقة الفلسطينية بالقيادات العاملة على المسرح الفلسطيني. لكل ذلك لا أرى في الأفق انتفاضة جديدة ألا إذا حدث امر خارق فوق التوقع./انتهى/

اجرى الحوار: محمد مظهري