وأفادت وكالة مهر للأنباء ان بشارالجعفري شدد خلال كلمته أمام قمة الأمم المتحدة على دور الارهاب في سورية والمنطقة قائلا ان الارهاب يحاول تدمير اقتصاد سورية وبنيتها التحتية وسرقة مواردها بشكل ممنهج ويهدد أمنها وسلامة مواطنيها ويعمل لإلغاء دور وطاقات الشباب والنساء ويبدد حضارتها.
وقال الجعفري إن موجة الإرهاب تلك لم يكن ليكتب لها الحدوث والاستمرارية إلى يومنا هذا لولا السياسات الخاطئة للبعض وقصر النظر للبعض الآخر حول هذه الأوضاع في سورية وكذلك حول ما يجري في أنحاء المنطقة كذلك.. خاصة مع انخراط بعض الدول في تأجيج الأزمات تحقيقا لمصالح سياسية لا أخلاقية من جهة وتغاضي البعض وعدم جديته في مكافحة انتشار التطرف والإرهاب في المنطقة .
وحول ما تشهده سورية من موجة تطرف وإرهاب يقودها إرهابيون ومتطرفون وسماسرة ودوائر استخبارات إقليمية ودولية معروفة أضاف مندوب سورية الدائم لدى الأمم المتحدة ان الجميع يعلم الآن أين تصدر فتاوى الإرهاب التي تحرض السوريين ضد بعضهم البعض والكل يدرك الآن من يقدم السلاح والدعم اللوجيستي والرواتب الشهرية للإرهابيين المرتزقة الأجانب القادمين من أنحاء العالم ومن يسهل عبورهم الحدود إلى داخل سورية لضربها وتدمير مؤسساتها وتهديد أمن وسلامة مواطنيها ومن يوزع على هؤلاء الإرهابيين أذون العبور إلى وهم جنتهم.
وأوضح الجعفري أن الهدف النهائي لهؤلاء الإرهابيين ومشغليهم هو تدمير سورية وما تمثله كأهم قلاع الاعتدال والتسامح والتعايش السلمي في المنطقة مشيرا إلى أن الصراع الذي تخوضه سورية حالياً حكومة وشعباً هو صراع الاعتدال مع التطرف صراع الحضارة والتنمية مع التخلف وصراع الاستقرار مع الفوضى.
وأكد مندوب سورية الدائم لدى الأمم المتحدة أن بيئة سورية تتعرض للخطر أيضاً نتيجة لسرقة هؤلاء الإرهابيين للنفط والغاز وتكريره بدائياً ومن ثم بيعه لدول الاتحاد الأوروبي عبر سماسرة أتراك… وكلكم اطلعتم على الاستنزاف المحزن الذي يتعرض له التراث الثقافي السوري وآخرها آثار مدينة تدمر التاريخية العريقة على أيدي إرهابيي “داعش” وكذلك التراث الثقافي العراقي في الموصل ونمرود”.
وشدد الجعفري “على أنه وفي ضوء معاناة سورية من آفة الإرهاب فإننا نؤيد بقوة الإشارة في الوثيقة المعتمدة إلى اعتبار مكافحة الإرهاب أولوية لتحقيق التنمية المستدامة وننوه بأن مكافحته تتم على أسس أهمها احترام ميثاق الأمم المتحدة ومبادئ القانون الدولي وخاصة مبدأ احترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية وتنفيذ قرارات منظمتنا ذات الصلة بمحاربة الإرهاب وتعرية ومحاسبة الحكومات والمنظمات والأشخاص المنخرطين في تمويل الإرهاب ودعمه وتوفير تعاون دولي فوري للتنسيق في مكافحة الإرهاب اقتصاديا وعسكريا وسياسياً والحيلولة دون استفادة الإرهابيين من التكنولوجيا الحديثة لنشر أيديولوجيتهم الإرهابية وتمويل عملياتهم”.
وبين مندوب سورية الدائم لدى الأمم المتحدة أن العائق الآخر أمام التنمية المستدامة في المنطقة هو الاحتلال الإسرائيلي المستمر لأكثر من ستة عقود والذي يتمتع بحصانة بعض النافذين في هذه المنطقة والتي تحميه من أي محاسبة على انتهاكاته وجرائمه ضد الفلسطينيين والسوريين في الجولان وهي الحصانة التي شلت كل أفق للسلام وإعادة الأمن والاستقرار والتنمية للمنطقة.
وحول اوضاع اللاجئين السوريين أوضح الجعفري أن ظاهرة الهجرة ما هي إلا نتيجة للنهج الخاطئ الذي تتعامل به بعض الدول مع الأوضاع في البلدان النامية ولا سيما عدم الجدية في دعم الدول النامية اقتصادياً أو انخراط بعض الدول في تأجيج الأزمات والتدخل في استقرار الدول وخيارات شعوبها وشؤونها الداخلية كما يحدث بحق بلادي أو بسبب الاحتلال كما يحدث في فلسطين أو غزو الدول وانتهاك سيادتها كما حدث في العراق وليبيا أو بسبب فرض عقوبات اقتصادية ضد دول أخرى كبلادي سورية وكوبا وفنزويلا والسودان وإيران وبيلاروس… وجميعكم تشاهدون حالياً نتائج هذا النهج من موجات هجرة غير مسبوقة .
واختتم الجعفري كلمته بالقول إن “معالجة أزمة اللاجئين لا تتم عبر استجداء البعض للأموال فقط بل تتم بوقف هذا البعض لدعمه للإرهاب في بلادي وعبر إغلاق حدوده مع بلادي أمام شتات الإرهاب والمرتزقة العالمي”./انتهى/