ووصف مساعد وزير الخارجية للشؤون العربية والافريقية حسين امير عبداللهيان في مقابلة مع قناة العالم الإخبارية اجتماع فيينا بالفريد الذي ضم جميع البلدان المرتبطة بالشأن السوري سواء التي تؤدي دوراً إيجابياً كالجمهورية الإسلامية الايرانية ، أو تلك التي تؤدي دوراً سلبياً وغير بناء في الأزمة السورية.
واشار الى أن البيان الختامي قد أفصح كذلك عن الاختلاف في وجهات النظر، وقال: أجمعت الاطراف على أن يتم الاتفاق على بعض المبادئ، لكي نتمكن من الاستمرار في الاجتماعات القادمة وذلك إلى جانب الدور التي ستؤديه الأمم المتحدة.
وأوضح عبداللهيان أن الجمهورية الإسلامية الايرانية ستشارك في المحادثات المقبلة اذا كانت مثمرة وتساهم في ايجاد حل سياسي للازمة السورية.
وأضاف: أن بعض الدول والسعودية خاصة أدت دوراً غير فاعل وسلبيا في الاجتماع الأول، إذ أخفقت في اتخاذ منطق قوي بهذا الشأن، كما أن بعض الأطراف كانت ترغب بالتدخل في شؤون سوريا هي في الأساس من صلاحيات الشعب السوري, وقال ك إما أن ينوي آخرون أن يقرروا لمستقبل سوريا فنحن لا نؤيد ذلك.
وأكد كذلك على ضرورة تمكين الشعب السوري من ظروف يستطيع من خلالها القرار للمستقبل السياسي في بلده.
وأضاف: إن أريد للاجتماعات أن تستمر في هذا الإطار فإن جمهورية ايران الإسلامية سوف تدعم مسار الحوار ورفد العملية السياسية ومكافحة الإرهاب في سوريا، وإن توصلنا إلى إيجابية هذه الاجتماعات فسوف نرافقها في المستقبل.
واكد مساعد وزير الخارجية الإيراني أنه ليست هناك أية محادثات مباشرة مع الولايات المتحدة حول القضايا الإقليمية والأزمة السورية.
لكنه أكد في الوقت ذاته أن: الحوار مع الأعضاء الأربعة في مجلس الأمن والاتحاد الأوروبي لمتابعة الحل السياسي في سوريا هو محل اهتمامنا الجاد ومدرج في جدول أعمالنا.. وهذا يأتي ضمن حوارنا مع المنطقة كسياسة عامة في الجمهورية الإسلامية.
وصرح عبداللهيان: ليس لطهران وواشنطن أي برنامج أو جدول أعمال للحوار المباشر بخصوص الشؤون الإقليمية.
وحول المبادرات الإيرانية والروسية لحل الأزمة في سوريا نوه أميرعبداللهيان إلى اشتراك الرؤى الإيرانية والروسية بشأن الأزمة في سوريا مبيناً أن لطهران وموسكو خطوطا حمراء واحدة في الكثير من المسائل وأضاف: أن الجانبين سعيا في اجتماع فيينا الى متابعة ما نتفق عليه في إطار مستقبل سوريا السياسي والذي يقع ضمن استراتيجينا المشتركة حيال سوريا، وإلى تبنيه في البيان الختامي، ولحد كبير نجحنا في ذلك.
وأضاف: أن هذا المنحى الذي تتابعه بعض الدول الإقليمية وغيرها المبتني على استخدام العناصر الإرهابية والأعمال المسلحة لإسقاط حكومة قانونية يعد من خطوطنا الحمراء.. ولا نرى ذلك أمراً معقولاً ومحموداً لا لسوريا ولا لأي بلد آخر.. كما أن معيارنا لمستقبل سوريا هو ما يقرره الشعب السوري فحسب.
وقال عبداللهيان: لذلك نرى أن في أي حل سياسي لسوريا إن الحوار الوطني بين ممثلي الحكومة والأطراف السورية المختلفة ومنها المعارضة المعتقدة بالحلول السياسية وكذلك المكافحة الجادة للإرهاب والوصول إلى دستور جديد يقره الشعب السوري من شأنه أن يكون مخرجاً جيداً من هذه الأزمة.
وحول أولويات إيران بشأن حل الأزمة في سوريا صرح عبداللهيان أن: موضوع مكافحة الإرهاب أمر جاد , وللاسف فان الأطراف الأجنبية الدخيلة في سوريا لم تعره الجدية اللازمة.. وليس لم توليه الأهمية اللازمة بل حتى أنها استغلته كأداة.
وقال: نحن نرى ضرورة أن تسير مكافحة الإرهاب تزامناً مع العملية السياسية في سوريا وذلك وفقاً لما يرتأيه الشعب السوري في محصلة الأمر.
ووصف مساعد الخارجية الإيراني للشؤون العربية والإفريقية حسين أميرعبداللهيان تصرفات وزير الخارجية السعودية بغير المتزنة؛ مؤكدا أن الوزير السعودي لم يدعم العملية الديمقراطية في سوريا.
وقال عبداللهيان، أن المشكلة الأساسية هي أن عادل الجبير وزير الخارجية السعودي لم يكن يدعم العملية الديمقراطية في سوريا، وكان مصراً على أن يقرر نيابة عن الشعب السوري في موضوع الرئيس القانوني في سوريا بشار الأسد.
وأضاف: من النقاط الغريبة في اجتماع فيينا أن السعودية وبعض الدول كانت مصرة على ألا يحسم موضوع بشار الأسد عن طريق الانتخابات ورأي الشعب السوري، وعلى أن تعطى ضمانات في هذا الاجتماع أو من خلال عملية سياسية انتقالية لكي يتنحى الرئيس الأسد من السلطة.
ونوه عبداللهیان إلى أن وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف اعترض وبصراحة على هذا الأمر، وكانت لدينا تحديات هامة في هذا المجال، وفي المحصلة تم إدراج بند في البيان الختامي ينص على أن الشعب السوري هو من يقرر مستقبل بلاده.
وحول موقف أميركا وروسيا من الرئيس الأسد، أشار إلى أن الأميركان يتابعون كما في السابق خروج بشار الأسد من السلطة.. ولربما فرق السعودية وأميركا في هذا المجال أن السعودية مستعجلة في هذا الأمر وتريد أن يتم ذلك على أسرع وجه لكن الأميركان يريدون متابعة ذلك من خلال عملية انتقالية.. لكن موقف إيران وروسيا وبعض الدول المشاركة في هذا الاجتماع كان منطقياً وحكيماً حيث كان ينص على أن مستقبل سوريا يقرره السوريون فقط، وفي هذا الاجتماع كان موقف طهران وموسكو متطابقا.
وحول أنباء عن حدوث مشادة لفظية بين وزير الخارجية الإيراني محمدجواد ظريف ونظيره السعودي عادل الجبير في اجتماع فيينا صرح عبداللهيان قائلا: للأسف إن عادل الجبير يقوم بتصرفات غير متوازنة في السياسة الخارجية السعودية، لا تليق بوزير خارجية.
وأضاف: في اجتماع فيينا وبعد أن أخفق الجبير في عرض استدلال منطقي حول مايطالب به وبعد أن شاهد أن الجمهورية الإسلامية نجحت في إدراج مقترحاتها عبر استدلال منطقي في البيان الختامي للاجتماع.. شرع في طرح قضايا وهمية وكاذبة مكررة لكثرة طرحها في الإعلام.. فهو ادعى تدخلاً إيرانياً في بعض دول المنطقة .. لكن الدكتور ظريف وفي رد صريح رد عليه بإجابة شافية كما بيّن بعض الإجراءات الخاطئة السعودية في هذا الخصوص.
وأكد عبداللهيان تعليقا على ادعاءات وزير الخارجية السعودي، نؤكد أن ليس لدينا مقاتلين في سوريا بل لدينا مستشارين هناك؛ تم إيفادهم بناء على طلب الحكومة السورية وذلك في إطار مكافحتها للإرهاب؛ كما أننا أعلنا في الأسبوع الأخير أننا زدنا من عدد مستشارينا وذلك وفقا لما اقتضته التحركات الميدانية على ساحة مكافحة الإرهاب في سوريا.. كما أن الآلية التي تتبعها الجمهورية الإسلامية الايرانية في مكافحة الإرهاب في سوريا لاتخص السعودية أو أي بلد آخر./انتهى/