تشهد منطقة غرب آسيا منذ سنوات مديدة من النزاعات والاضطرابات الامنية . فالمنطقة تعاني من انتشار الارهاب والانفلات الامني المفتعل من قبل الدول الغربية , فتأجيج الخلافات واثارة الصراعات في غرب آسيا فضلا عن انه يوفر الامن للكيان الصهيوني , فانه ادى الى انشاء سوق جيدة ايضا لبيع الاسلحة الغربية , وسنناقش في هذا المقال تاريخ تأسيس الجيش العراقي وقدراته القتالية , فالجيش العراقي تأسس في عام 1921 , ومنذ البداية ولحد الآن لم يكن ادائه جيدا بالرغم من تاريخه الطويل , واهم الحروب التي شارك فيها الجيش العراقي هي الحرب التي خاضتها الدول العربية مع اسرائيل اعوام 1948 و1967 (نكسة حزيران) و1973 (حرب تشرين) , والحرب المفروضة على ايران في الثمانينات من القرن الماضي (اطول حروب القرن) , وغزو الكويت , والاحتلال الامريكي للعراق , وفي جميع هذه الحروب هزم فيها الجيش العراقي , بدون ان يحقق اهدافه , بحيث ان الجيش العراقي فقد القسم الاكبر من معداته اثناء حرب الخليج الفارسي بعد غزو العراق للكويت , وشن عمليات التحالف الدولي بقيادة امريكا , ولم يتمكن من اعادة قدراته حتى سقوط صدام.
وبعد الغزو الامريكي للعراق في عام 2003 واحتلال هذا البلد , تم حل الجيش العراقي , وبدأ مرحلة اعادة بناء الجيش العراقي الجديد بقوات قوامها 9 آلاف عسكري تحت اشراف شركة امريكية , وبعد ذلك تم تأسيس القوات البرية والجوية والبحرية بالجيش العراقي , والنقطة الهامة في تواجد المستشارين الامريكيين , عدم التدريب الجاد والمبرمج للقوات العراقية , حيث شاهدنا عدم قدرتها على التصدي لاعتداءات داعش واستعادة المدن العراقية المحتلة خلال العام الماضي , واذا لم تكن فتوى المرجعية الدينية بوجوب الجهاد الكفائي وتشكيل الحشد الشعبي , لكانت اوضاع العراق في الوقت الحاضر اكثر تعقيدا وبعبارة اخرى يبدو ان الامريكيين كانوا يسعون بذريعة تأسيس وتدريب الجيش العراقي الجديد , استمرار تواجدهم في هذا البلد وسيطرتهم على الجيش العراقي الحديث التأسيس , مع ايجاد سوق جيدة لعقد صفقات لبيع اسلحتهم .
وهذه الصفقات التسليحية لم يتم تنفيذها بشكل كامل من قبل الجانب الامريكي بالرغم من تسديد العراق ثمنها.
وتزامنا مع تدريب قوات الجيش العراقي من قبل الامريكان , فقد تدفقت المعدات العسكرية الامريكية الى العراق والتي تم ابتياعها بالدولارات النفطية , ففي قسم المعدات البرية , زودت امريكا الجيش العراقي بدبابات ابرامز والتي تعبر من احدث الدبابات في العام , ولو انها لم تتمكن من اثبات قدرتها القتالية في مواجهة داعش بالرغم من الدعاية التي روجت لها , اذ تكبد الجيش العراقي خسائر فادحة و كما تم تجهيز الجيش العراقي بانواع العجلات المدرعة وناقلات الجنود مثل BTR و BMP.
وتم تزويد القوة الجوية للجيش العراقي بمعدات جديدة بعد سقوط صدام , حيث تم عقد صفقة لشراء 36 طائرة من اف 16 الامريكية , تم لحد الآن تسليم 7 مقاتلات منها. وهذا المقاتلات من فئة بلاك 52 , وتنفذ حاليا غارات جوية ضد مواقع داعش , كما يمتلك الجيش العراقي مقاتلات من طراز سوخوي 25 الروسيو يعود قسم منها الى عهد صدام , والآخر تم شراؤها قبل من فترة من اوكرانيا , ومقاتلات السوخوي تشارك حاليا في الحرب ضد عصابات داعش الارهابية , ويلاحظ ان التغيير في القوة الجوية العراقية كان اكثر باقي صنوف الجيش العراقي , ففي قسم النقل العسكري تم استخدام طائرات من طراز هركولس C 130, اضافة الى مروحيات ميل الروسية وبيل الامريكية.
لكن الدفاع الجوي العراقي لم يتطور , وما زال يستخدم نفس المعدات من عهد صدام والتي يتكون اغلبها من صواريخ سام الروسية , كما يمتلك الدفاع الجوي العراقي صواريخ رولند الفرنسية , لكن لم ينشر عنها اي شيء في السنوات الاخيرة.
وتعتبر القوة البحرية العراقية , القوة الثالثة بالجيش العراقي ويتكون عديدها من 2000 شخص يعملون في اطار وحدة عسكرية صغيرة , واكثر معداتها تتكون من زوارق وسفن حربية صغيرة , ومن اهمها سفن من فئة MK4 و Predator./انتهى/