تاريخ النشر: ٢٢ نوفمبر ٢٠١٥ - ١٢:٤٦

كتب الاعلامي الاردني هشام الهبيشان مقالا لوكالة مهر للأنباء اكد فيه ان الأوراق والمساومات التي طرحها الأميركيون -والسعوديون، للضغط على الروس والإيرانيين لدفعهم إلى التخلي عن سوريا قد باءت بالفشل،أمام الاصرار الإيراني والروسي الثابت والمتجذر بدعم الدولة السورية بحربها على الإرهاب .

هشام الهبيشان- تزامناً مع الموقف المبدئي الإيراني والروسي الثابت الداعم للدولة السورية ،تأتي زيارة الرئيس بوتين للجمهورية الإسلامية الإيرانية ،في الوقت الذي  كثر فيه الحديث عن مستقبل وطبيعة العلاقة بين الدولة الروسية والجمهورية الإسلامية الإيرانية بعد التوقيع على الاتفاق النووي وبما يخص حربهم المشتركة على  الإرهاب في المقبل من الأيام، وخصوصاً بعد ما نشر في الكثير من  الصحف ووسائل الإعلام الإقليمية والدولية،وحمل مجموعة تفاصيل مضللة وغير موثقة بدلائل عن خلافات روسية –إيرانية بما يخص ملف الحرب على الإرهاب بسوريا ، اليوم تأتي زيارة الرئيس بوتين للجمهورية الإسلامية ،لتفند بشكل قطعي كل هذه الراويات الإعلامية ،بل ولتؤكد وبشكل مباشر حجم التنسيق المتصاعد بين موسكو وطهران بما يخص مختلف ملفات المنطقة ،ولتؤكد على ثبات الموقف المبدئي الروسي –الإيراني بما يخص ملف الحل السياسي والحرب على الإرهاب في سوريا.
زيارة الرئيس بوتين للجمهورية الإسلامية ، والمتوقع أن يلتقي من خلالها بمجموعة من كبار المسؤولين الإيرانيين ،تؤكد أن هناك مجموعة من الملفات الكبرى التي يحملها بوتين إلى طهران ،والتي سيتناقش حولها مع الإيرانيين ،وعلى ضوء هذا النقاش ستخرج هذه الزيارة ،بمجموعة نتائج كبرى سيبنى عليها بشكل أو بآخر مستقبل مجموعة ملفات عالقة بالاقليم من اليمن إلى لبنان وغيرها، وعلى محور آخر ستكون لهذه الزيارة "التاريخية "،نتائج كبرى بما يخص ملف الحرب على الإرهاب ،ومن المؤكد إنها ستثمر عن تصعيد كبير بالعمليات العسكرية ضد هذا الإرهاب بسوريا بشكل خاص، وعلى المحور الداخي الخاص الإيراني –الروسي ، من المتوقع أن تثمر الزيارة عن توقيع اتفاقيات عسكرية واقتصادية واستثمارية وثقافية كبرى بين البلدين .

على محور آخر ،يبدو واضحاً أن الرئيس بوتين سيحمل معه ملف هام آخر لإيران ،وهو ملف معركة الجنوب السوري الكبرى،التي باتت نقطة تهديد لمستقبل وجود وأمن الكيان الصهيوني ،فاليوم هناك مخطط كبير تعمل القيادة العسكرية السورية وبالتعاون مع قوى المقاومة اللبنانية وبدعم من الجمهورية الإسلامية الإيرانية ،على إنجازه والرامي إلى اطلاق معركة كبرى تستهدف تطهير اجزاء واسعة من الجنوب السوري وخصوصاً المناطق الحدودية السورية المحاذية للحدود الشمالية للأراضي المحتلة والجولان العربي السوري المحتل ،هذه العمليات السورية المتوقعة قريباً بدأت تقلق قادة ودوائر صنع القرار بالكيان الصهيوني  ،وخصوصاً بعد الحديث الذي يتداول بدوائر صنع القرار لحلف المقاومة ،عن تحويل المنطقة الحدوية واجزاء من محافظة القنيطرة بعد تحريرها  إلى نقطة مواجهة دائمة مع الكيان الصهيوني ،وهذا ماعبر عن خشية حدوثه صراحة نتنياهو بزيارته الاخيرة لموسكو، وهذا ما تحدث به الروس ومن خلف الكواليس مع السوريين وسيتحدثوا به مع الإيرانيين ،وهنا سيحاول الروس بشكل أو بآخر محاولة ضبط  ظروف وواقع المعركة المقبلة بالجنوب السوري،للتخفيف من حدة القلق الصهيوني،وبمحاولة تجنيب المنطقة حرب جديدة ومواجهة جديدة قد تتطور إلى صراع عالمي .

اليوم من الواضح أن موسكو بدأت تلعب دوراً دولياً  كبيراً بالفترة الأخيرة، فموسكو اصبحت مسرحاً لمجموعة لقاءات، ومنطلقاً لطرح مجموعة رؤى لملفات المنطقة، ومع استمرار الحراك الدبلوماسي والسياسي الروسي ، يبدو واضحاً أن زيارة الرئيس بوتين إلى طهران ستكون علامة "تاريخية " فارقة ،فمن المتوقع أن تثمر هذه الزيارة عن نتائج متوقعة عند البعض وغير متوقعة عند البعض الاخر .
ختاماً ،ستؤكد زيارة بوتين إلى طهران مدى التقارب بالمواقف السياسية والأمنية بين البلدين، وذلك سيظهر جلياً من خلال تفعيل النتائج المتوقعة لهذه الزيارة على مختلف الصعد بشكل سريع، فهذه الزيارة وتقارب الآراء وثبات الموقف الروسي –الإيراني بخصوص سوريا، ضحدت جميع الإشاعات التي كانت تطلقها بعض الصحف الصفراء، ووسائل الإعلام، بخصوص الخلاف بالمواقف بين الموقف الرسمي الروسي والإيراني تجاة الحرب المفروضة على الدولة السورية./انتهى/