اشارت صحيفة "زمان" التركية أن اسقاط أنقرة للمقاتلة الروسية في الرابع والعشرين من الشهر الجاري، يوشك على هدم العلاقات الوثيقة التي أُنشئت بشق الأنفس وصعوبات بالغة بين البلدين حيث وصلت الاتهامات المتبادلة بين الرئيسين التركي رجب طيب أردوغان والروسي فلاديمير بوتين إلى أبعاد خطيرة.

وأكدت الصحيفة ان الأتراك الذين يعيشون في روسيا يتعرضون اليوم لمعاملات عنصرية، كما واعتقل بعض رجال الأعمال الأتراك الذين ذهبوا إلى روسيا للعمل نظراً الى أن هناك أكثر من ألفي شركة تركية في روسيا لديها استثمارات تفوق 10 مليارات دولار وهناك نحو 60 ألف تركي يعملون بشكل فعّال فضلا عن أن شركات البناء والإنشاءات التركية أقامت أعمالاً بنحو 60 مليار دولار.

واوضحت ان الأتراك كانوا يواصلون معيشتهم في روسيا باعتبارهم أكثر الجاليات أمنًا وحريةً في العالم إلا أنّ أزمة اسقاط المقاتلة الروسية أدّت إلى انكسارات حادة للغاية في نظرة المواطن الروسي تجاه الأتراك. 
و لفتت الصحيفة التركية الى تهديد المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف تركيا بصورة واضحة للغاية بقوله: "إن إسقاط الطائرة الروسية لن يبقى أمرًا بلا رد". غير أن الرد الذي تحدث عنه بيسكوف -الذي نعرف عنه تحدثه اللغة التركية بطلاقة ومساهماته المهمة للغاية في العلاقات التركية الروسية- لا يزال يكتنفه الغموض.
واضافت ان إنزال السفينة "موسكو" إحدى أكبر السفن الحربية الروسية إلى البحر المتوسط بعد مرورها من مضيق البوسفور، ونشر منظومة الدفاع الجوي الصاروخيّة (إس-400) في سوريا، يزيد من حجم المخاطر العسكريّة في هذا الصدد. ومن الممكن أن تقوم روسيا بإسقاط مقاتلة تركية تنتهك المجال الجوي السوري حتى وإن كان ذلك بشكل غير متعمد بينما لم تحصل أنقرة على الدعم الكافي من الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي "الناتو" وقد تبقى وحيدةً في مواجهة إحدى أكبر القوى النووية في العالم.
وتجدر الاشارة الى ان رئيس الوزراء الروسي ديميترى ميدفيديف قد اعلن أن موسكو بدأت في أعمال تتعلق بحزمة عقوبات تشمل وقف برنامج التعاون الاقتصادي، والقيود على المعاملات المالية، والقيود على التجارة الخارجية، وتغيير الضرائب الجمركية، والتدابير التي سيتم اتخاذها في مجالي السياحة والنقل.
ومن المتوقع أن تكون السياحة والمنسوجات والأغذية من أكثر القطاعات التجارية التركية التي ستتأثر سلبًا بتراجع علاقات الدولتين./انتهى/