وقد أدلى الرئيس التركي بتصريحات متناقضة خلال 24 ساعة الماضية حيث طلب من جانب واحد زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وتهدئته ووصف من جانب آخر اجراءات موسكو بعد اسقاط المقاتلة باللعب بالنار. وفي محاولة لتهدئة غضب روسيا أعلن أردوغان الأمس انّ تركيا لم تتعمّد اسقاط المقاتلة الروسية ثمّ قال: انّه يطلب لقاء نظيره الروسي على هامش "مؤتمر باريس للمناخ" يوم الاثنين. هذا وقد أفادت التقارير أنّ بوتين يتجنب الردّ على طلبات واتصالات أردوغان.
ولكن لم يكتف أردوغان بهذه التصريحات بل حاول استرضاء حلفائه الذين قام باسقاط المقاتلة بمساندتهم قائلاً: "أحذّر روسيا من اللعب بالنار، هذا لعب بالنار حيث يتمّ قصف المعارضة المعتدلة ذات الشرعية الدولية بذريعة مكافحة داعش."
وأفادت وكالة "رويترز" أنّ أردوغان أشار في تصريحات له في مدينة "بايبورد" شمال شرقي تركيا إلى تصرفات روسيا غير المناسبة إزاء المواطنين الأتراك ووصفها باستمرار اللعب بالنار إلّا أنّ التقرير أفاد أنّ اعتقال التجار الأتراك خلال مشاركتهم في معرض تجاري في روسيا كان بسبب وجود مشاكل في تأشيرات دخولهم.
واعتبر أردوغان العلاقات الموجودة بين انقرة وموسكو علاقات هامّة معرباً عن عدم رغبته في توتّرها مشيراً إلى احتمال اجراء محادثات مع نظيره الروسي في اجتماع باريس للمناخ خلال الأسبوع القادم إلّا أنّ بوتين قد تجنّب لقاء أردوغان عقب اسقاط المقاتلة الروسية فيما طالب أردوغان روسيا تقديم الاعتذار بسبب انتهاك مجال تركيا الجوي.
وفي هذا السياق أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف عن تعليق نظام السفر بدون التأشيرة للأتراك من بداية شهر يناير للعام المقبل. ومن جانب آخر نصحت السلطات الروسية مواطنيها بتجنّب السفر إلى تركيا وقد تؤثر هذه الخطوة بشكل سلبي على مجال السياحة التركية كما وشددت روسيا الرقابة على المنتجات الزراعية التركية.
يذكر أنّ تركيا أسقطت فجر الثلاثاء الماضي مقاتلة روسية من طراز سوخوي 24 في عملية غير مسبوقة منذ ستة عقود حيث قام احد أعضاء حلف شمال الأطلسي باسقاط مقاتلة روسية. وقد اعتبرت روسيا هذه العملية "بطعنة فى الظهر" وطالبت تقديم اعتذار تركيا إلّا أنّ تركيا وصفت ردّ فعل روسيا بـ"العاطفي" و "غير لائق للسياسيين". /انتهى/.
تعليقك