وقال سفير الجمهورية العراقية لدى ايران راجح صابر عبود الموسوي في حديث لوكالة مهر للأنباء حول أصداء مشاركة الزوار من الدول الاسلامية في مراسم الاربعين الحسيني والتدابير المتخذة لتسهيل مرور الزوار أن الأربعينية انتصار كبير سلمي، وجه من خلالها المسلمون رسالة إلى أعدائهم فهم مجتمعون وبدون سلاح ولا شيء بأيديهم (لا عصا ولا بندقية) يشاركون في هذه المسيرة المليونية وكما وصفها قائد الثورة آية الله العظمى السيد علي الخامنئي أطال الله في عمره إنها معجزة.
واضاف انه كان هناك قرار صادر من الحكومتين العراقية والايرانية بافتتاح إحدى عشرة قنصلية وكان هذا القرار خلال فترة ضيقة أمام هذه الرغبة المليونية والتحدي الكبير، موضحاً: قمنا بفتح ۱۱ قنصلية في ۱۱ محافظة بالإضافة إلى القنصليات الأربعة السابقة في طهران ومشهد وكرمانشاه والأهواز والحمد الله كنا نعمل كل نهار من الساعة ۸ صباحاً حتى الساعة ۲ بعد منتصف الليل وأحيانا حتى الساعة ۴ فجراً لتنتظيم خروج الأعداد المليونية وتوفير عناء السفر على المواطن الايراني.
وتابع السفير العراقي في طهران "انّنا حرصنا على راحة الزائر الايراني بأن تكون القنصلية قريبة من مسكنه كي لا يتكرر ما حدث في السابق من اختراق حدود وكان الحرص من الجانب الايراني ومن الجانب العراقي على أن لايتم الدخول إلى العراق بدون تأشيرة وكان هناك تعاون كبير بين المؤسسات والأجهزة الايرانية العراقية لإنجاز هذه المهمة .
ورأى "إننا نجحنا بنسبة ۱۰۰% ، فالطرفان العراقي والايراني يريدان تحويل هذه المناسبة إلى مناسبة تاريخية انشالله بأن تكون منظمة ومأمنة تواجه اي تحدي يواجه المسيرات، والحمد الله نجحنا وتمكنا من العودة من هذه المسيرات بدون سلاح، وهذه عظمة مسيرتنا وعظمة المذهب الذي نؤمن ونعتقد به طريق الحق انشالله".
وحول رسالة المشاركة الشعبية في مراسم الاربعين لأعداء الامة الاسلامية قال راجح صابر الموسوي ان هذه المسيرة تحمل رسالة كبيرة للإرهابيين رسالة مزعجة وصاروخ في قلوبهم انشالله معتقدا أن محبي أهل البيت عليهم السلام جاؤوا يتحدون الموت والإرهاب في هذه الظروف المعقدة إقليمياً ودولياً بالإضافة إلى قطع مئات الكيلومترات على الأقدام للوصول إلى زيارة الإمام الحسين عليه السلام، متسائلاً "كيف يستطيع أن يتجرأ أحد أن يسيء للامام أو الاماكن المقدسة؟"، ورأى أن الرسالة وصلت لهم، فمن يأتي متحدياً طريق الموت ليزور الامام الحسين صعب أن يتمكن أحد من التغلب والانتصار عليه.
ونوه الموسوي الى ان "مثل هذه المسيرات تزيد همتنا وتوحد كلمتنا وتعطينا دفعة قوية لمواجهة الدواعش وهي رسالة بؤس حقيقة لاعدائنا ، الحمد الله كانت رسالة عظيمة والكل يشيد بتجربتنا والتعاون بين السفارة والقنصيلات والشعب الايراني، فنحن سعداء جداً بإن أهم بلد يأتي لزيارة الامام الحسين هو الجمهورية الاسلامية الايرانية."
واردف قائلا: وصل تعداد الزوار الايرانيين هذه السنة إلى مليون و۷۰۰ ألف زائر وكانت الزيارة دقيقة وناجحة وبالمقارنة مع المملكة العربية السعودية وهي تستقبل حدود المليوني حاج وتواجه مشاكل وأحداث كما حدث في الموسم الأخير من ارتفاع عدد الشهداء والضحايا الذين ذهبوا ضحية سوء التنظيم، لكن العراق تمكن من استقبال الملايين وتمكنوا من اقامة المراسم بنجاح.
وبخصوص دور المرجع الكبير آية الله السيستاني في تشجيع العراقين لمواجهة الارهاب اوضح السفير العراقي "لولا هذا المرجع لتمزق العراق، واعتبر نجاح ايران يعود إلى تمسكها بخط الامام الراحل الخميني واعتمادها على هذا الطريق سبب انتصارها، فوجود قائد الثورة الاسلامية آية الله العظمى السيد علي الخامنئي يعني استمرار انتصار ايران".
وأضاف الموسوي إن الشعب الذي يحترم قياداته ويحترم مرجعيته سيتقدم، ولولا فتوى السيد السيستاني العظيمة لكان العراق في خبر كان وكانت المنطقة في وضع آخر، فالجدار العراقي هو جدار الأول في حماية الجدران الأخرى في المنطقة، لو سقط هذا الجدار لسقطت جميعها ودخلت المنطقة في فوضى وتبعها المجتمع الدولي أيضاً إلى فوضى عارمة وهذه مشكلة كبرى، لكن المرجعيات كان لها دور أكبر في حفظ الأمن وتوحيد الشعب العراقي، بالإضافة إلى الدعم الكبير الذي حصل عليه الشعب العراقي من أخوانا في الجمهورية الاسلامية الايرانية والذي مكن العراق من الصمود أكثر ومتابعة الانتصارات الكبيرة ليمتزج الدم الايراني بالدم العراقي في ساحات قتال الحق للباطل کالحرب مع المجرم صدام، الحرب الآن مقدسة قتال المسلمين لأعداء الاسلام داعش والقاعدة، حيث كان دور ايران دائماً دور موحد مرشد موجه، ونحن نعتز بمراجعنا.
وبين السفير العراقي في طهران إن عودة ايران إلى أوبك سيضاعف التعاون العراقي الايراني على كل المستويات ولاسيما في المحافل الدولية وفي الاجتماعات لافتاً إلى إن هناك تنسيق بالرأي في هذا الموضوع، مستبعداً وجود تنافس بين العراق وايران وإن وجد فهو تنافس إيجابي يتقدم فيه أحد على الآخر لكي يساعد على تهدئة الأوضاع في السوق النفطية وهذا الأمر طبيعي.
وأضاف إن برميل النفط كان السنة الماضية ۱۲۰ دولار الآن أصبح ۳۰ دولار وهذا يهدد الوضع الاقتصادي المالي الدولي من جهة والأمن الدول من جهة أخرى، فعلاقة الاقتصاد بالأمن مهمة معتبراً علاقة العراق بايران هي مصدر قوة ومصدر استقرار لسوق النفط الدولية، بالإضافة إلى المشاريع الأخرى بين البلدين ومنها مشروع الغاز الذي يمر عبر العراق و يستقر عبر۱۵ مليون متر مكعب ويستثمر بمقدار ۱۰ مليون دولار، وهو مشروع ضخم له تبعيات سياسية دولية كبيرة اقتصادية وأمنية.
وأردف السفير العراقي أنه متفائل ولايعتقد إن الاسعار ستبقى في هذا المستوي، متوقعاً إن عام ۲۰۱۶ سيشهد ازدياد الاسعار السوق النفطية الدولية ، موضحاً إن التنافس سيضر الجميع وليس من مصلحة أحد ابداً فالتنافس ينبع من اختلافات سياسية تحقق بعض الغايات السياسية واعتقد إن من سلك هذا الطريق أدرك خطورة السياسة الخاطئة التي اتبعها وسيعود لدراسة سياسته، آملاً أن المستقبل القريب سيشهد تحسن في اسعار النفط العالمية .
كما وأكد على أهمية العراق اقليمياً معتبراً إن المنطقة لا تساوي شيء بدونه، وخاصة بالنسبة لدول الخليج الفارسي، معتبرا ان جميع التعاملات الموجودة في منطقة الخليج الفارسي تسلتزم وجود العراقمؤكداً ان العراق يقاتل بالنيابة عن الجميع، فالجمهورية الاسلامية الايرانية لها دور كبير في مواجهة داعش، أما الخليج الفارسي فيتوجب عليهم خلق حوار ايراني خليجي والاستجابة لدعوة الخارجية الايرانية بعد الاتفاق النووي، لمناقشة الوضع الاقتصادي والأمني، داعياً جميع اللاعبين في المنطقة إلى تجنب حالة الفوضى وسفك الدماء، ولفت إلى إن الدول الكبرى لا تحمي المنطقة الأمر الذي أثبتته التجارب السابقة، فالمنطقة لا تحل مشاكلها إلا من خلال أبنائها، وهذا ما تدعو إليه ايران بشكل دائم لبدء تعاون جديد ونسيان الماضي ولا سيما دعم الخليج لصدم حسين في حرب المفروضة، فايران اليوم أعلنت إنها مستعدة لتنسى الماضي و تفتح صفحة جديدة وهذا يدل على عقلانية وحكمة.
وأضاف الموسوي إن الدول الكبرى لن تحل مشاكل المنطقة إلا إن البعض يعتدي على بعض الدول الأخرى في محاولة لإبعاد ايران من الحوارات ولخدمة العدو الصهيوني والدول الامبريالية. ومن جهتها ايران لم تعتدي يوماً على أحد ولا تريد أن تعتدي على أحد، معتبراً إن من الأفضل ومن الحكمة أن يكون هناك حوار خليجي ايراني لتحقيق الاستقرار بعيداً عن الدول الكبرى فهي لا تمكن أن ترعى مصالحنا.
واعتبر السفير العراقي زيارة رئيس أقليم كردستان الأخيرة وسفره إلى تركيا تصرف فردي، فالدستور العراقي حدد وحدة الأراض العراقية ووافق عليه الأكراد والعرب والسنة والمسيحیة والشيعة والتركمان والإيزيدين وحدة الشعب والأراضي العراقية محفوظة بالدستور، ولا يحق لإي أحد أن يتصرف خارج نص الدستور العراقي.
وأضاف السفير العراقي في طهران إن مثل هذه التحركات فردية لا تعبر عن رغبة الشعب الكردي أو الشعب العراقي وهناك مسؤولين عراقيين انتقدوا هذه الزيارات، فالشعب العراقي بعد عام ۲۰۰۳ نص دستور واضح وبين مهمام وبرلمان ولاقليم كردستان ايضاً ممثلين وله وزراء.
ونوه الموسوي إلى إن استقلال الأكراد في دولة كردية فإن العراق وسوريا وتركيا غير موافقين أبداً وعليه فإن هذه الدولة لا يمكن أن تقام وليس هناك إي تفكير منطقي أو استراتيجي أو عقلاني في هذا الموضوع. مشيراً إلى إن التحالفات الدولية تتجه نحو التوحد وليس التفكك معتقداً إن التقسيم بعيد فهناك مناقشات بين المركز والاقليم لحل المشاكل العالقة وهناك اختلافات في وجهات النظر ولكن الجميع متحدين لمواجهة الخطر الذي يهدد العراق، فالكورد والعرب متجهين يد واحدة لمواجهة الارهاب وهذا شيء مهم، فلابد من وضع الخلافات العالقة جانباً فهناك مشاكل في الموازنة والمال والنفط، فهذه المشاكل محكومة بالحوار.
وأردف السفير العراقي في ايران إن تركيا لا يمكنها شراء الغاز من كردستان إلا بموافقة الحكومة العراقية، وهذا ما أعلنته تركيا عدة مرات وفقاً للقانون الدولي، لافتاً إلى إنه يمكن معالجة الموضوع من خلال المقاصة من استحقاقات كل اقليم، معولاً على الحوار في حل مشكلة الغاز، فهناك دائماً وفود من الاقليم الكردي إلى بغداد مضيفاً إنه طالما هناك لقاءات فلا خوف استراتيجي من الموضوع.
وأوضح الموسوي إنه التقى قائد الثورة آية الله العظمى السيد علي الخامنئي بصحبة رئيس الجمهورية العراقية حيث تطرق الحوار إلى وحدة العراق ورفض التدخل الأجنبي، مشيراً إلى إن الشعب العراقي يحدد مصيره بنفسه موضحاً إن التدخل التركي مؤخراً خلق أزمة جديدة وأعاق التحرك نحو الموصول لمحاربة داعش، واختتم السفير لقاءه بإن كل مكونات الشعب العراقي يرفض التقسيم وأصدقاء العراق يساعدونه على تثبيت هذه الوحدة. /انتهى/.
أجرى الحوار: محمد مظهري وسمية خمار باقي