وكالة مهر للأنباء- بيمان يزداني. إن اعدام الشيخ النمر وعدد من معارضي النظام السعودي أثار توترا فى المنطقة ما أسفر عن قطع العلاقات الدبلوماسية بين طهران والرياض وبعض حلفائها.
وفي حال التدقيق فى الأعمال الأخيرة للسعودية يبدو أنّ آل سعود قاموا بهذه الجريمة الشنعاء في خطوة استفزازية وبالتناسق مع البيت الأبيض حيث انّ ردود فعل ايران ومسلمي المنطقة والعالم كان أمراً متوقّعاً وقيام الرياض بهذه الخطوة فى الوقت الراهن يقع ضمن خطة مدروسة للحصول على نتائج فى المنطقة والعالم.
ومن جانب آخر بما أنّ هناك علاقات وثيقة بين وزير الداخلية السعودي "محمد بن نايف" والسلطات الأمريكية وعلى رأسها أوباما من المستبعد عدم اطلاع البيت الأبيض من اعدام الشيخ النمر كما أنّ الولايات المتحدة لم تقم بادانة هذه الجريمة واكتفت بالاعراب عن قلقها بهذا الشأن حيث يتقوّى احتمال اطلاع الادارة الأمريكية من الاعدام الجماعي للمواطنين للسعوديين.
فبناء على الوضع الراهن فى المنطقة يمكن شرح أبرز أهداف السعودية في عدة نقاط:
من أبرز أهدافها هو التخوف من دور ايران فى المشهد الاقليمي والدولي بعد تنفيذ الاتفاق النووي حيث حاولت السعودية مرات أثناء المفاوضات النووية بين ايران ومجموعة 5+1 الحيلولة دون الوصول إلى الاتفاق الّا أنّها لم تحصل على مقاصدها بهذا الشأن فتقصد ايجاد عوائق في تنفيذ الاتفاق النووي بواسطة قطع علاقاتها مع ايران.
والهدف الآخر للسعودية هو اعاقة الحل السياسي للأزمة السورية بهدف تقليص دور ايران فى المنطقة نظراً إلى الانجازات الكبيرة الّتي حصل عليها التحالف الايراني الروسي فى الاراضي السورية في توجيه ضربات قوية على الارهابيين الذين تدعمهم السعودية حيث نجحت ايران وحلفاؤها في ارغام السعودية وحلفائها الغربيين على البحث عن حل سياسي للأزمة السورية فآل سعود يتخوّفون من بروز الدور الايراني في مستقبل الحكومة السورية.
ويمكن الاشارة إلى تعقيد حسابات مكافحة تنظيم "داعش" الارهابي كهدف آخر لرياض في قطع علاقاتها مع طهران حيث يمكن للسعودية التوسل بذريعة عدم وجود العلاقات الدبلوماسية مع ايران واعاقة مكافحة تنظيم "داعش" الارهابي الّذي تتمتع بدعم السعودية.
ومن الأهداف الأخرى للنظام السعودي من اعدام الشيخ النمر وقطع العلاقات الدبلوماسية مع ايران يمكن الاشارة إلى توجيه رسالة إلى الشيعة المتواجدين داخل البلاد والّذين يبلغ عددهم 5 ملايين نسمة انّ السطات السعودية لن تتسامح مع المعارضين ولن تسمح بالنفوذ الثقافي لايران داخل اراضيها.
وبما أنّه تمّ اعدام عدد من المعارضين غير الشيعة بالتزامن مع اعدام الشيخ النمر فيمكن القول انّ هناك أهدافاً أخرى للسعودية من هذه الأعمال مثل لفت انتباه المعارضين غير الشيعة إلى قضية قطع العلاقات مع ايران بدل الاهتمام بهذه الاعدامات مضافاً إلي توجيه رسالة تهديد إلى المعارضين غير الشيعة أيضاً /انتهى/.