كتب زيدون النبهاني مقالا تعليقاً على إعدام الشيخ النمر معتبرا إن السعودية باتت تبتاع مفاهيمها من الدول الديانات الأخرى، الشريعة الاسلامية، القصاص، حُرمة الدَولة، الاسلام كَكل الذي شَرعَ هذه الشَرائع، كُلَ هذه المفاهيم وما يَتبعها مِن تفصيلات، بضاعةً تستوردها السعودية، مشيراً إلى إن مصدرها غير مُهم، المُهم الوحيد هو؛ وجود غِطاء شَرعي لفعل لا شرعي، وهذا ليسَ الاسلام السماوي لامِن قريبٍ أو بعيد.
وأردف النبهاني إن هُبل واللات وعزة ومنات، وسَلمان وابنه وابن أخيه وأجداده السالفون، سلالة يَعود نَسبها لهُبل "إله التجارة عند مشركي قُريش"، تِجارة بضائع أو حُكم، لافرق كُلها تِجارة!
وأضاف النبهاني مديناً ماحدث يوم الثاني مِن كانون الثاني؛ حيث كَشفت السُعودية عَن لِثام دينها الجَديد،منفذة حُكم "الاعدام" بحق الشيخ النِمر، متسائلاً ما هو هذا الدين الجديد الذي يُشرع تنفيذ القَصاص بمسلم فقط لأنه أبدى رأيه؟.
وأورد النبهاني إن الدِين الاسلامي شَرع القصاص حِفاظاً على المُجتمع؛ موضحاً إنه ليس فقرة زائدة في موضوعة الحَياة، بَل أنه هو الحياة بنفسها، لذلك حدد شُروط تنفيذه وأسهب فيها، لكن لم يورد الاسلام في جميعِ أحكامه حُكماً يُشرع القصاص مِن مُعارض.
وكانت السعودية نفذت حكم الاعدام بحق الشيخ النمر ووصفته بالقصاص، لكن اي قصاص؟ ولفت النبهاني إن التهمة التي ساقوها للشيخ النمر، هي تبني أفكار متشددة وهذه التُهمة ليست مِن مسببات القصاص، ولا يُمكن قياسها بغياب الأدلة الواقعية،فالسعودية لم تُسرب خبراً واحداً على حالات عُنف قام بها الشيعة.
وأضاف النبهاني إن هذا الأمر يذكرنا بما تقوم به داعش التي تُحاربها السعودية فعقوبة القصاص عند داعش ليسَ للقتلة فلا قتلة غيرهم وانما تطبق على من يتذمر من حكمها وهذا ما يربط بينَ الحالتين لا محال، فكلاهما يطبقان النظام نفسه للتُهمة نفسها.
وأشار النبهاني إلى إن السيف هو الأداة المُفضلة عند الطرفين في تنفيذ الاعدام منوهاً إلى إن بعض التسريبات أظهرت مقطع فيديو يوثق اعدام الشيخ النمر ذبحاً بالسيف، معتبراً السيف معيارا آخر مشتركا لِكلا النظامين (السعودية وداعش)، فهُما الوحيدان اللذان يشتركان بهذه الطريقة في تنفيذ الاعدامات، أمام الناسَ، في ساحاتٍ عامة.
وأضاف النبهاني إن فِهم حادثة إعدام الشيخ النِمر، يستلزم معرفة إنه أولاً مُعارض رأي لا حامل صاروخ، وثانياً خَرجَ بمطالب قابلة للتنفيذ في حِراك سِلمي، لم يخرج بمدفعيات ثقيلة وطائرات، وهذه تتكرر في مناطق نفوذ داعش، فلا رأي يُعلى على رأي الخليفة.
وأكد النبهاني إن الحكومة السعودية حاولت إبعاد الرأي العام عن طريقة تنفيذ الاعدام بحق الشيخ النمر هرباً مِن عواقب الكارثة التي افتعلتها أيديهم المُجرمة، لكن ما رافق الحادثة من امور،يدل على أن بني سُعود ذبحوا الشيخ النمر، فهم لم يُسلموا الجثة بعد جريمتهم، ولم يسمحوا لأحدٍ مِن أهله بالحضور.
واعتبر النبهاني إن الفكر واحد والمشروع واحد والسيف واحد، والضحايا في كُلِ مكان، وحشية المال، الفتاوى الزائفة، الصمت الدولي، المخزي، التهمة، الطريقة والأحداث، كل هذه الأدلة يجب أن تدفع المُجتمع الدولي، الى اعتبار اعدام الشيخ النمر، جريمة اغتيال سياسي. /انتهى/.
تاريخ النشر: ١٠ يناير ٢٠١٦ - ١٨:٣٢
يبحث الأخوة التوأم داعش والسعودية عن مبررات دينية يقتنصها من النص الإسلامي أو يخترعان إن لم توجد، ليحملا باسم الشرع سيفاً يقطع الرؤوس ویرهب النفوس.