يعاني لبنان من شغور منصب رئيس الجمهورية بعد انتهاء ولاية الرئيس السابق ميشال سليمان عام 2014 بسبب معارضة اكثر القوى والتيارات السياسية لتمديد ولايته بسبب مواقفه الضعيفة حيال التطورات على الصعيدين الداخلي والاقليمي ، ولم تفلح جلسات الحوار بين حزب الله وتيار المستقبل , في التوصل الى مرشح يتم التوافق عليه لتولي منصب رئيس الجمهورية، كما فشل مجلس النواب اللبناني في جلساته المتعددة في انتخاب رئيس جديد بسبب عدم اكتمال نصابه القانوني.
ونتيجة للصراع السياسي فقد اعلن سمير جعجع المرشح السابق لفريق 14 آذار وبشكل مفاجئ وغير متوقع دعمه لميشال عون مرشح فريق 8 آذار , ومن المقرر ان يتخذ مجلس النواب اللبناني في جلسته المقبلة قرارا بشأن انتخاب الرئيس الجديد , وفي هذا الشأن اجرت وكالة مهر للأنباء حوارا مع الدكتور مسعود اسد اللهي استاذ الجغرافيا السياسية والخبير بشؤون الشرق الاوسط حول الاستحقاق الرئاسي في لبنان.
واعتبر اسد اللهي , تخلي "سمير جعجع" عن الترشح لانتخابات الرئاسة اللبنانية ودعمه لـ "ميشال عون" يعود الى المواقف الاخيرة لـ "سعد الحريري" رئيس تيار المستقبل التي اتخذها خلال الاسابيع الماضية ، والتي اعلن فيها الحريري رسميا خلال لقائه "سليمان فرنجية" ، ان تيار المستقبل على استعداد لدعم فرنجية في انتخابات رئاسة الجمهورية بدلا من سمير جعجع. وكما نعرف فان فرنجية هو احد الشخصيات البارزة في فريق 8 آذار, ولديه علاقات وثيقة مع حزب الله وسوريا , وعلى هذا الاساس فان مثل الحدث في انتخابات رئاسة الجمهورية في لبنان يعد تطورا كبيرا.
واضاف الخبير بشؤون الشرق الاوسط : في البداية كان يتصور ان اقدام الحريري على اعلن دعمه لسليمان فرنجية بدلا من سمير جعجع ، بانها مناورة تستهدف تفكيك صفوف فريق 8 آذار ، وحتى الآن توجد شكوك حول اجراء الحريري الاخير , فبالرغم من اعلان الحريري في لقائه مع سليمان فرنجية دعمه للاخير , الا انه لم يكن على استعداد للاعلان ذلك بشكل علني ورسمي.
واوضح اسد اللهي ، ان خطوة الحريري اثارت حليفه سمير جعجع ، لان جعجع لديه عداء قديم مع سليمان فرنجية , فوالد ووالدة وشقيقة سليمان فرنجية تم قتلهم من قبل قوات سمير جعجع , حيث اعتبر جعجع خطوة الحريري ضربة قوية لموقعه بين القوى المسيحية في فريق 14 آذار , ولذلك قام سمير جعجع بتغيير موقفه ودعم ميشال عون , للرد بقوة على اجراء سعد الحريري.
واعتبر اسد اللهي ان تصدعا حدث في صفوف كلا من فريقي 14 آذار و8 آذار بسبب مواقف الحريري وجعجع ، ففي فريق 8 آذار يدعم رئيس مجلس النواب نبيه بري المرشح سليمان فرنجية , كما ان سعد الحريري ووليد جنبلاط من فريق 14 ىذار يدعمان فرنجية , وفي حين سدعم سمير جعجع من فريق 14 آذار , وحزب الله وفريق 8 آذار المرشح ميشال عون.
واشار الخبير بشؤون الشرق الاوسط ، الى ان السعودية غاضبة جدا من خطوة سمير جعجع المدعوم من قبل قطر , حيث اعتبرت دعمه لميشال عون خطيئة كبيرة , ومن جهة فان قطر تدعم موقف سمير جعجع و مما يشير الى بلورة منافسة بين السعودية وقطر حول المرشح للانتخابات الرئاسية في لبنان ، الا ان هذا الخلف بين البلدين لم يظهر الى العلن في المحافل الرسمية , لافتا الى ان قطر تسعى الى القيام بدور على صعيد الانتخابات اللبنانية ، وايجاد موطئ قدم لها على الساحة السياسية في لبنان./انتهى/