اشارت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية إن الرئيس الروسي حقّق نصراً فعلياً في سوريا، وأصبح ذلك ممكنا بفضل "عجز وتشتت" إدارة الرئيس الأمريكي التي جعلت من سوريا "مقبرة دامية للقيم الأمريكية".

وكالة مهر للأنباء - كتب روجر كوهين في مقالته بصحيفة نيويورك تايمز الأمريكية في عددها الصادر الاثنين أن "سياسة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في سوريا واضحة بشكل كاف، وتتلخص في تعزيز موقف حكومة الرئيس السوري بشار الأسد والاستمرار في قصف مواقع المعارضة حتى الاستسلام وقطع أي محاولات للغرب في تغيير النظام باستخدام "الثرثرة" الدبلوماسية في جنيف، ومنع تغيير الوضع في سوريا.

ورأى الكاتب أن ما يقلق في كل هذا هو أن سياسة الرئيس الروسي في سوريا اصبحمن الصعب عدم تمييزها عن سياسة الرئيس الأمريكي باراك أوباما، فإعلانات الولايات المتحدة "مجرد كلام"، وفعليا "من يطلب الموسيقى في سوريا" هو بوتين، ويرجع ذلك إلى عدم وجود سياسة واضحة لأوباما.

ولفت الكاتب إلى مدينة حلب التي أصبحت برأيه محاطة بشكل كامل بالقوات الحكومية مضيفاً: "مدينة حلب باتت في عزلة، وسبب ذلك تشتت إدارة أوباما".

وتابع الكاتب في مقاله: "التصريحات المتكررة من قبل حكومة الولايات المتحدة التي تقول إن سوريا لا تشكل عنصرا أساسيا في مصالح الولايات المتحدة القومية وإنه يجب بأي طريقة تجنب أي حرب جديدة في الشرق الأوسط، أدت إلى تحول السياسة الأمريكية إلى سياسة يتبعها بوتين، ولموافقة ضمنية مع هدف موسكو التي وبثمن قليل ستهزم داعش أيضا".

وارتأى الكاتب أن "العذاب السوري" لأوباما هو من أنتج الهجمات الإرهابية في باريس وسان برناردينو. وأنه (العذاب السوري لأوباما) ساهم بشكل كبير في انهيار محتمل لـ"نواة" الاتحاد الأوروبي، الذي يعود أعضاؤه مرة أخرى إلى مراقبة الحدود الوطنية بسبب أزمة اللاجئين.

وقالت قناة "روسيا اليوم" ان الكاتب الامريكي أكد على ان سوريا أصبحت "عارا" على إدارة أوباما، "وفشلا بحجم يغطي على كل الإنجازات التي حققها الرئيس في السياسة الداخلية.. سوريا أصبحت "مقبرة دامية للقيم الأمريكية".

واضاف كوهين: "نقطة التحول كانت مع الأسلحة الكيميائية معتبرا ان اوباما تسبب في تقويض الثقة في كلمة أمريكا، وتسبب في غضب مستمر من الدول السنية الحليفة، وتسبب في تعزيز موقف الأسد وفتح الطريق أمام بوتين لتحديد مصير سوريا".

وقال كوهين إنه فات الأوان لانتظار أي تغييرات في سياسة أوباما في سوريا، ومع ذلك، يمكن للولايات المتحدة أن تزيد من عدد اللاجئين السوريين لتخفف بطريقة أو بأخرى الأزمة في أوروبا.

وأضاف "اذا سمحنا للخوف بإملاء السياسات، فسينتصر الإرهابيون، أما بالنسبة لبوتين فقد انتصر فعليا في سوريا"./انتهى/