قال رئيس مركز بيروت للدراسات والمعلومات عبدو سعد ان انتخابات البلديات جاءت ولاتزال روائح الفساد المستشري وروائح النفايات عاصفة في بيروت مؤكداً ان هناك استياء شديد من اداء تيار المستقبل الذي يمثل السلطة السياسية في لبنان احد رموزها الاساسيين.

وحول اسباب اجراء الانتخابات البلدية في فترة تتميز بالتمديدات وقرار القوى السياسية احترام هذا الاستحقاق والتهرب من الانتخابات النيابية والرئاسية رأى رئيس مركز بيروت للدراسات والمعلومات عبدو سعد في تصريح له لوكالة مهر للانباء ان صورة لبنان اصبحت صورة بشعة جدا في العالم وبالتالي هناك نوع من الضغط على الحكومة اللبنانية ان تجري الانتخابات مشيراً الى ان الانتخابات البلدية لايوجد فيها حساسية الانتخابات النيابية اي لم تحرج الكثير من القوى السياسية فتيار المستقبل استطاع ان يغطي فراغه الشعبي من خلال الاصطفافات.

وعن طبيعة الاصطفافات والخصومات في بيروت والبقاع قال عبدو سعد " في بيروت شكل تيار المستقبل تحالفا عريضا مع جميع القوى السياسية باستثناء حزب الله لكي يضمن الفوز في لائحته وفي البقاع نسج تحالفات مع العوائل ومع القرى البقاعية، اما حزب الله لديه حضور قوي في البقاع الشمالي وجزء من البقاع الغربي وكان دوره في تشكيل اللوائح مع العوائل بارزا حيث طلب من العوائل ان تختار مرشحيها وكان بمثابة الراعي للوائح حيث فازت كل اللوائح التي ساعدها حزب الله.

وأضاف : "ان تيار المستقبل لم يكسب مقاعد باستثناء بيروت هو وحلفائه وفي بعض البلدات البقاعية بينما حزب الله كسب اصوات معظم بلدات البقاع الشمالي غير المسيحية وغير سنية وهو يمثل الاكثرية وبالتاكيد عدد المقاعد التي حصل عليها حزب الله هي اكثر بكثير من عدد مقاعد تيار المستقبل التي حصل عليها في هذه الانتخابات.

وفيما يخص عدم تحمس الشارع البيروتي للاقتراع رغم تحشيد تيار المستقبل لها نوه المحلل السياسي اللبناني عبدو سعد الى ان هذه الانتخابات جاءت ولاتزال روائح الفساد المستشري وروائح النفايات عاصفة في بيروت مؤكداً ان هناك استياء شديد من اداء تيار المستقبل الذي يمثل السلطة السياسية في لبنان واحد رموزها الاساسيين على رأس السلطة منذ عام 1992 فبالتاكيد لم يكن هناك حماس من قبل البيارتة للاقتراع على اساس ان لائحة الرئيس الحريري سوف تفوز وبالطبع هي فازت بنسبة غير مريحة له وليس سعيد بهذا الفوز ابدا لان هذا الفوز هو اقل من الفوز الذي حققه في عام 2010 اذن هناك تراجع في شعبية الحريري.

وفي موضوع الدعم الذي اعلن عنه الكثير من اللبنانيين عبر وسائل التواصل الاجتماعي للوائح المجتمع المدني والذي لم يترجم على الارض شدد عبدو سعد على ان المشكلة الاساسية هي في طبيعة قانون الانتخاب الفريد من نوعه في هذا الكون بحيث الناخب لاينتخب في الحي الذي هو فيه ويمكن القول ان نحو 40% من القاطنيين في بيروت لايحق لهم الانتخاب وهذا سبب رئيسي بالاضافة الى قانون الانتخاب الذي يعتمد الاكثري مع الصوت المتعدد مضيفا: " نحن في لبنان بحاجة الى تغيير قانون الانتخاب من الاكثري الى نسبي سواء على مستوى الانتخابات النيابية او على مستوى الانتخابات البلدية وهذا ضروري جدا والا لن يكون هناك حماس لدى الناخبين للذهاب الى صناديق الاقتراع".

وتابع : لو كان هناك قانون انتخابي يعتمد النسبية بالتاكيد لفازت لوائح النخبة وسقط تيار المستقبل ولن يستطيع الحصول على اكثر من 8 مقاعد في المجلس النيابي فالناخب عندما يرى ان صوته يذهب هدرا لايتحمس للمشاركة بالانتخابات.

وبشأن تصريح الحريري حول غياب حزب الله عن لائحة بيروت بيّن رئيس مركز بيروت للدراسات والمعلومات أن الحريري كان يتمنى ان يشارك حزب الله لانه يضمن النجاح في لائحته وكان باستطاعة حزب الله رفد هذه اللائحة ببضعة الاف اضافية قائلاً : الرئيس الحريري لايترك مناسبة الا و يشن هجوما على حزب الله فهذا جزء من خطابه السياسي.

ورداً على سؤال حول ان الانتخابات البلدية هل ستشكل مفتاحاً لاستحقاقات اخرى مؤجلة ابرزها الرئاسية والنياية قال سعد: نحن في لبنان نولي الاهمية الى قانون انتخاب جديد واجراء انتخابات نيابية هذا هو الاساس لانه لم يعد هناك صلاحيات لرئيس الجمهورية في لبنان هو رئيس فخري اكثر من تنفيذي وبالتالي ليس كما يدعي الساسة اللبنانيون بأن الرئاسة هي الاساس، ليس صحيحا على الاطلاق حيث كان لدينا رئيس من سنتين ولم يحصل اي تغيير او اي شيء هي عبارة عن "ذر الرماد في العيون".

واكد الاولوية هي اجراء انتخابات نيابية تكون وفق قانون النسبية والا لا امل في لبنان ولا مستقبل له اذا لم يتم تغيير القانون الى النسبي لن نستطيع بناء دولة في لبنان./انتهى/

اجرى الحوار: مجد عيسى