اعتبر سفير الجمهورية الإسلامية الإيرانية لدي لبنان محمد فتحعلي أنه 'ليس غريبا أنه كلما اقتربنا من طريق تحرير فلسطين كلما ازدادت المؤامرات وحيكت الفتن بين أبناء الأمة الواحدة التي هي «خير أمة أخرجت للناس» لحرفها وصرفها عن عدوها الأساسي الذي يتربص بها'.

كلام السفير فتحعلي جاء في سياق كلمة ألقاها خلال حفل إفطار أقامته السفارة الإيرانية في لبنان مساء أمس الخميس  إحياءً لمناسبة «يوم القدس العالمي» حضره ممثلون عن رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري، وعن رئيس الحكومة تمام سلام، وعن الرئيس الأسبق إميل لحود، وممثلون عن القيادات الروحية ورؤساء الطوائف في لبنان وحشد من الوزراء والنواب والقيادات الحزبية والشخصيات السياسية والعلمائية اللبنانية والفلسطينية، ودبلوماسيون.

وقال السفير فتحعلي في كلمته: لقد "أعلن إمام الأمة الراحل الإمام الخميني (قدس سره) يوم القدس العالمي في آخر جمعة من شهر رمضان المبارك لتبقي القدس حية في وجدان وضمير الأمة حتي تتحد الإرادات الحرة من أجل تحريرها وإنقاذها من براثن الاحتلال الصهيوني".

ولفت الى أن "يوم القدس العالمي يمكنه أن يلعب دورا هاما في مصير الشعب الفلسطيني وأن يكون مناسبة مؤثرة لاتحاد الأمة بكافة أطيافها وأحرارها وبجميع طوائفها ومكوناتها في الدفاع عن الحقوق القانونية والتاريخية للشعب الفلسطيني، فتعبر عن إيمانها الراسخ الداعم لفلسطين وبالحل الناجز للقضية الفلسطينية الذي ينطلق من الإعداد والتعبئة الشعبية الشاملة في سبيل القضاء على الغدة السرطانية واستئصالها ومن أجل التعهد بالولاء والثبات في مواجهة كل الطروحات والمشاريع الاستسلامية ورفض كل الحلول الدولية التي تغفل حقوق الشعب الفلسطيني وحقه في الحرية والسيادة والاستقلال والعيش بسلام علي كامل أرضه".

وأضاف السفير الايراني ببيروت: 'لقد اختار الإمام الخميني (قدس سره) هذا اليوم ليكون تظاهرة سياسية تعم كافة مدن العالم الإسلامي لتكون صوتا واحدا ونداء قويا يتصاعد من حناجر الشعوب وليكون تعبيرا سنويا لتجديد الموقف المبدئي لأحرار هذه الأمة ومصداقا لالتزام الشعوب العربية والإسلامية بقيمها الدينية ورفضها لكل الأنظمة المرتهنة لإرادة الاستكبار العالمي والحلول المستوردة وكشفا لكل الألاعيب والمؤامرات التي تحاك لتصفية القضية الفلسطينية ولتكون القضية قد رسخت جذورها في عمق الوجدان الإنساني لا يطويها النسيان مهما طال الزمن ولتكون شاخصا حيا يعبر عن ضمير الأمة... وإن كانت هذه المؤامرة تعبر عن نفسها في هذه المرحلة من خلال التنظيمات الإرهابية التكفيرية التي تنفذ عملياتها الإرهابية في كل حدب وصوب، وآخر هذه الأعمال المروعة تجلت في القاع (شمال شرق لبنان)".

وأكد سفير ايران لدى لبنان 'أن فلسطين لن تعود إلا بالجهاد والمقاومة وأن أي طريق آخر لن يعيد فلسطين ولا أي أرض محتلة... كما أثبتت التجربة العملية في لبنان أن الجيش الصهيوني لم يندحر عن الأرض اللبنانية المحتلة إلاّ من خلال المقاومة الإسلامية الباسلة التي حطمت أسطورته ومرغت وجهه في التراب ، ولهذا فنحن نعتقد أن المفاوضات والقرارات الدولية منذ احتلال فلسطين عام 1948 لم تكن إلا تسويفا وخداعا وسرابا".

وختم السفير فتحعلي كلمته قائلاً: 'إننا في الجمهورية الإسلامية الإيرانية وفي ظل القيادة الحكيمة لقائد الثورة الإسلامية آية الله العظمى الإمام السيد علي الخامنئي دام ظله الشريف وحكومة فخامة الرئيس الدكتور حسن روحاني نقف دائما وبكل فخر واعتزاز الى جانب الشعب الفلسطيني ومقاومته الشريفة مؤكدين على وحدة كافة القوي الفلسطينية المقاومة في مواجهة العدو الصهيوني لدحره عن كامل فلسطين من البحر الى النهر"./انتهى/