وحول تفاصيل العملية الميدانية الجارية في مدينة حلب وريفها بقيادة الجيش السوري رأى العميد الركن المتقاعد علي مقصود في تصريح لوكالة مهر للانباء ان مدينة حلب بزواياها الاربع لها اهمية استراتيجية لافتا الى ان معركة حلب هي المعركة الحاسمة والمفصلية في الميدان السوري.
واكد العميد مقصود ضرورة اعطاء الجيش السوري الاهمية للزاوية الشمالية التي تستحقها ايضا لانها تحقق اكثر من 90% من الى 95% من انهاء هذه المواجهة وهذه الحرب الارهابية الظالمة على سوريا.
واضاف: بعد ان نفذ الجيش في الزاوية الجنوبية لمدينة حلب التكتيك الدفاعي الذي استدرج من خلاله المجاميع الارهابية واخرجها من تحصيناتها والبيئة التي احتضنتها في قرى ومدن ونواحي واحياء وضواحي مدينة ادلب على محور "تلة العيس - خان طومان" ليحول هذا الخط بدءا من "تلول العيس" و"الزربة" و"ايكاردة" و"خلصة" و"زيتان" و"حدية" وصولا الى "خان طومان" الى مقابرا لهذه المجموعات الارهابية التي استنزفت قدراتها القتالية والنفسية والمعنوية وغير ذلك.
وتابع: وبعد ان حقق الجيش السوري هذا الهدف وافشل السيناريو الامريكي الاقليمي لاحداث تغيير في معادلة الميدان على جبهة حلب بدأ الجيش في هذه المعركة على الزاوية الشمالية لمدينة حلب ليسيطر على مزارع الملاح التي تحيط بالشريان الحيوي الشريان الابهر الذي يغذي احياء حلب الشرقية وايضا قطع هذه الشرايين عبر امتداداتها وتفرعاتها الى ان تصل الحدود السورية التركية.
واشار العميد الركن الى ان الجيش السوري سيطر عبر هذه العملية على المزارع الشمالية والشرقية، كما نفذت المجاميع الارهابية هجوما مضادا على المزارع الجنوبية انطلاقا من المزارع الجنوبية للملاح وبقيادة مايسمى "جيش التحرير" فتصدى لهم الجيش وقوى المقاومة التي تؤازر الجيش على هذا الاتجاه وكبدهم خسائر كبيرة ما أدى الى فشل هذا الهجوم المضاد وتقدم الجيش ليسيطر على المزارع الجنوبية، لافتا الى تقدم الجيش ليسيطر على الجرف الصخري الذي وضع الجيش والمقاومة على حالة تماس مع طريق الكاستيلو وسيطر سيطرة نارية كاملة على هذا الشريان.
واوضح العميد الركن ان الجيش بالتزامن مع سيطرته ناريا على طريق الكاستيلو بدأ يتقدم على محور الليرمون الخالدية ليسيطر على هذا الجزء الذي يلامس الاحياء الشمالية الشرقية لمدينة حلب منوها الى سيطرت الجيش في المرحلة الاولى على "محلج الرصافة" و"الثورة" و"التبغ" ومن ثم سيطر على عدة كتل من الابنية وعدة معامل كان آخرها "سادكوب" ومعمل "سرحين" الاستراتيجي.
وبيّن علي مقصود ان الجيش السوري استهداف مواقع المجموعات الارهابية التي كانت تخرج من معامل "سادكوب" و"سرحين" لتنفيذ هذه الهجمات المضادة وبشكل خاص في محيط حندرات سواء في المزارع ام المعامل وايضا في "عندان" و"حيان" و"حريتان"، حيث تم استهداف هذه المواقع للمجموعات المسلحة وايضا تقدم الجيش في محيط حندرات ليسيطر على جزء كبير من المعامل وايضا المزارع الجنوبية.
واضاف: بعد ذلك اقام الجيش جدارا في الاحياء الشرقية لمدينة حلب بعد ان وصل من ثلاثة محاور، المحور الذي تحركت القوات عليه من الخالدية الليرمون، وقوات المقاومة والنمور كانوا قد تقدموا من جمعية الزهراء على الجندول و محيط ضهرة عبدربو، والتقوا مع بداية طريق الكاستيلو ليسيطر الجيش على دوار الليرمون الذي يتوضع في هذا المثلث ليتم قطع هذا الشريان وطريق الكاستيلو بشكل كامل.
ونوه مقصود الى افشال الجيش السوري اكثر من عشر هجمات مضادة لاحداث كوة في ذلك الجدار ولكن كان هناك فشل كبير ومن ثم احكام هذا الطوق ليتحول المسلحون الى معارك في الانفاق بعد ان فشلوا في المواجهة فوق الارض وهذا ماحصل عندما فجروا هذا النفق بإتجاه فرع المرور في احياء حلب القديمة.
واشار العميد مقصود الى احكام الطوق حول حلب بشكل تام لان المحاولة الاخيرة التي كانت منذ خمسة ايام لاحداث ثغرة وممر عبر الزاوية الجنوبية من احياء حلب الشرقية بإتجاه احياء حلب القديمة، منيت بالفشل مع فشل بإتجاه زيتان اي محاولة تكرار هذا الهجوم من الزاوية الجنوبية، منوها الى فرار واستسلام المئات من المجموعات المسلحة وعلى رأسهم فصيل نور الدين زنكي الذي ارتكب جريمة في محيط حندرات وقام بذبح الطفل الفلسطيني بحجة انه ينتمي الى لواء القدس الذي يؤازر الجيش في عملياته ومعظم بنيته القتالية المنتسبين اليه هم من ابناء مخيم النيرب ومخيم حندرات.
واختتم العميد الركن بالقول: ان المعركة لم تبدأ طالما ان مخيم حندرات وجزء كبير من حندرات وطريق حندرات لم يقطع بشكل كامل فهو الذي يربط مدينة حلب شمالا مع تركيا بغض النظر عن اغلاق عدة معابر ولكن مازال هناك الريف الشمالي الشرقي بدءا من حندرات والتركس والمنطقة الصناعية بإتجاه الريف الشرقي لمدينة حلب حيث الباب ومنج ومسكنة الخ.. مؤكدا على ضرورة السيطرة على حندرات لكي نقول بأن المعركة حسمت بشكل كامل لصالح الجيش العربي السوري./انتهى/