وحول حرب تموز وانجازات حزب الله في هذه الحرب قال قاسم قصير في تصريح لوكالة مهر للانباء: ان اللبنانيين يحيون هذه الأيام ذكرى مرور عشر سنوات على حرب تموز 2006، وقد شنّ الجيش الإسرائيلي هذه الحرب على حزب الله ولبنان رداً على أسر المقاومة الإسلامية جنديين إسرائيليين في منطقة خلة وردة قرب بلدة عيتا الشعب قرب الحدود اللبنانية - الفلسطينية.
واضاف: لكن أهداف الحرب الإسرائيلية على حزب الله ولبنان كانت أبعد من عملية الرد على خطف الجنديين. فهذه الحرب، باعترافات المسؤولين الأميركيين والإسرائيليين، كانت تهدف إلى تغيير الخريطة السياسية في لبنان والمنطقة، إضافة إلى أنها كانت تهدف إلى إنهاء الوجود العسكري للمقاومة الإسلامية في جنوب لبنان، على غرار الحرب التي شنها الكيان الصهيوني على لبنان عام 1982 والتي أدت إلى اخراج منظمة التحرير الفلسطينية في بيروت وانتخاب بشير الجميّل رئيساً.
وتابع: وقد أعلنت وزيرة الخارجية الأميركية آنذاك كونداليزا رايس "أن شرقاً أوسط جديداً سيولد"، لكن الحرب لم تحقق الأهداف السياسية والاستراتيجية المطلوبة، بعد ان نجح حزب الله والمقاومة الإسلامية في إنزال هزيمة كبرى بالجيش الإسرائيلي (باعتراف المسؤولين الإسرائيليين آنذاك)، وشُكِّلَت "لجنة فينوغراد" للتحقيق في أسباب فشل الجيش الإسرائيلي في تحقيق أهدافه، وأدت الحرب إلى استقالة المسؤولين عنها.
وعن ردود افعال بلدان اخری تجاه عدوان اسرائیل علی لبنان رأى قصير في تصريح لوكالة مهر للانباء ان حرب تموز 2006 شكلت تطوراً مهماً على صعيد الصراع مع العدوّ الصهيوني، لأن العدوّ الصهيوني ومن ورائه أميركا ودول غربية وعربية ومنها السعودية قد فشلوا في انهاء الوجود العسكري للمقاومة الإسلامية في لبنان رغم كل اشكال التدمير والمجازر التي حصلت خلال الحرب.
ولفت قصير الى ان المقاومة نجحت في تحقيق العديد من المفاجآت خلال الحرب، وخصوصاً عبر استهداف السفينة العسكرية (ساعر) في عرض البحر، ومن خلال حجم ونوعية الصواريخ التي أطلقت على الكيان الصهيوني والتي أدَّت إلى تغيير معادلات الصراع في المنطقة.
وفيما يخص تداعیات هزیمه الصهاینة في هذه الحرب و انکسار شوکتهم اكد المحلل اللبناني قاسم قصير ان أهم الإنجازات الاستراتيجية للحرب على لبنان، انتقال هذه التجربة إلى قطاع غزة من خلال تطوير الصواريخ وبناء المحميات والأنفاق في القطاع، ما أدى إلى صمود غزة في مواجهة حربين شنهما العدوّ الصهيوني عامي 2009 و2014.
واضاف:فرضت الحرب معادلة جديدة بين لبنان والكيان الصهيوني من خلال منع الجيش الإسرائيل من شن أية حرب جديدة طوال السنوات العشر الماضية، وبالمقابل نجحت المقاومة الإسلامية في تعزيز قدراتها العسكرية والصاروخية والبشرية، وإن كان دورها قد تحول من قوة هجومية إلى قوة دفاعية وردعية.
وحول تقيیم وضع حزب الله و الکیان الصهیوني في المجال العسکري في حال مواجهة محتملة مستقبلية قال قاسم قصير لوكالة مهر لللانباء : بعد مرور عشر سنوات على حرب تموز، ورغم قيام العدوّ الصهيوني بشن حربين على غزة في خلال السنوات الأخيرة وزيادة الاستيطان وتهويد القدس والتهديد بتدمير المسجد الأقصى وبناء هيكل سليمان.
واضاف: لم يعد هذا الصراع يحظى حالياً بالأولوية لدى العديد من القوى والحركات الإسلامية أو على صعيد القوى العربية الشعبية والحزبية، ولقد تقدمت الصراعات في المنطقة على أولوية الصراع مع العدوّ الصهيوني (سوريا، العراق، اليمن، البحرين، مصر، ليبيا)، كما ان الصراع مع المجموعات المتطرفة أو مواجهة العنف والإرهاب الداخلي أو ازدياد حالات الاستبداد والقمع يستحوذ على الأولوية في العديد من الدول العربية، ويضاف إلى كل ذلك تفاقم الصراع السعودي - الإيراني وازدياد مخاطر الصراع المذهبي، وانتشرت الدعوات إلى تشكيل "تحالف عربي - إسرائيلي" لمواجهة "العدوّ الإيراني الفارسي".
وتابع: رغم ان قادة حزب الله والمقاومة الإسلامية حرصوا خلال كل السنوات الماضية على تبرير المشاركة في الصراعات في المنطقة بأنها من أجل حماية مشروع المقاومة ولمواجهة المخاطر المستجدة وان الصراع مع العدوّ الصهيوني سيبقى الأولوية، فإن الوقائع على الأرض تشير إلى ان هذه الصراعات أسهمت في انشغال شعوب المنطقة عن مواجهة الكيان الصهيوني ومخاطره.
ولفت المحلل اللبناني الى ضرورة انتظار تبلور صورة أوضاع المنطقة في المرحلة المقبلة، فإن العدوّ الصهيوني سيبقى هو الخطر الأساسي وان كل الصراعات في المنطقة قد يكون هدفها تبرير وجود هذا الكيان وتفتيت الدول إلى كيانات مذهبية أو طائفية، ما يتطلب من الجميع اعادة تقويم ما جرى في السنوات العشر الماضية ووضع استراتيجية جديدة لمواجهه مختلف التهديدات./انتهى/