٠٦‏/١٢‏/٢٠١٦، ١١:٠٤ ص

الجليل يدقّ ناقوس الخطر: حزب الله قادمٌ إلينا حتمًا

الجليل يدقّ ناقوس الخطر: حزب الله قادمٌ إلينا حتمًا

تتنامى القدرات العسكريّة للمقاومة الإسلاميّة اللبنانيّة-حزب الله، من حيث زيادة التّسليح والتدريبات العسكريّة من جهة، ومن خلال كسب التجارب العسكريّة من خلال مواجهة الإرهاب في الميدان السّوري، الأمر الّذي يؤرّق قادة العدوّ وينتزع طعم الرّاحة من أفواههم.

بغض النظر عن الأوضاع الملتهبة في المنطقة، والمعادلات العسكريّة بين حزب الله والكيان الصّهيونيّ، فقد أثبتت الحرائق المندلعة في فلسطين المحتّة ضعف تل أبيب في مواجهة الأحداث الطبيعيّة.

فقد امتدّت النيران إلى المدن والمستوطنات الصهيونية بسرعة الأمر الّذي يؤشر على ضعف الكيان الصّهيوني في منع إنتشار الحرائق والسّيطرة عليه، وما يؤشّر على ضعفه أكثر طلبه للمساعدات الخارجيّة للإسهام في إطفاء الحرائق.

يطرح المحللون إستنادًا إلى الحوادث الأخيرة، تساؤلًا حول كيفيّة مواجهة الكيان لأي حرب مستقبليّة وكيفية التّعامل مع آلاف الصّواريخ الّتي ستمطر هذا الكيان الغاصب؟

ويلقي هذا البحث مزيد من الأهميّة غداة كل تصريح لقيادات العدوّ عقب كل تمرين أو مناورة عسكريّة بأنّهم في أعلى جهوزيّة لماجهة أي تطوّر أمني قد تواجهه حكومة الكيان الصّهيوني. أصبح من المحتّم أنّ أيّ حرب مستقبليّة بين حزب الله  والكيان الصّهيوني ستتحوّل إلى مصيبة عظمى بالنسبة لهذا الكيان بسبب النيران الّتي سيشعلها حزب الله في بيت العنكبوت الصّهيوني من كريات إلى إيلات.

وحسب التقارير الواردة من الإعلام الصّهيوني فإن أي حرب مستقبليّة مع حزب الله ستترافق مع إمطار المستوطنات والمدن الإسرائيليّة بآلاف الصّواريخ، في الوقت أنّ "إسرائيل" لم تستطع إطفاء الحرائق الّتي اندلعت بصورة طبيعيّة وطلبت العون من الخارج للمساهمة في ذلك. إليكم التّصور الآن بأن هذه النيران ستشتعل بفعل صواريخ المقاومة ولن تستطيع إسرائيل طلب المعونة الخارجيّة بسبب ظرو الحرب لإطفاء النيران المشتعلة بفعل صواريخ المقاومة.

 من المؤكّد أن حزب الله قد درس بدقّة الضعف الإسرائيلي في مواجهة الحرائق الأخيرة، ويرصد للكيان الغاصب صورة نيران أكبر حجمًا بإمكانهم تخيّلّها جيدًا في مناماتهم أو صحوًا إن لم تستطيع أن تغفو أعينهم من الرّعب المقبل.

الأمر الّذي لا بد أن يبقى في الّهن، هو الخوف الصّهيوني من تنامي قدرات المقاومة العسكريّة وهذا مايؤكّده المناورات والتمرينات العسكريّة المتواصلة لهذا الكيان في شمال فلسطين المحتلّة. وبإعتراف الصّهاينة فإن قدرات المقاومة قد تضاعفت بشكل كبير وهو مستعدّ بشكل أكبر لأي مواجهة مستقبليّة.

مجاهدو المقاومة الإسلاميّة ومن خلال مشاركتهم في الحرب على الإرهاب في سوريا فإنّهم يركمون تجارب ضخمة تزيد من قدرات الفرد، وتزيد من قدرة التنسيق الفعلي بين القيادات العسكريّة عللى الأرض، ومن خلال التعامل مع كافة أنواع الحروب في الازمة السورية من حرب العصابات إلى الحروب النظاميّة. من المؤكّد أنّ التجارب الّتي استطاع أن يكسبها حزب الله من خلال المشاركة في الحرب في الميدان السّوري لم يكن ليستطيع أن يكتسبها في ظروف غير ظروف الحرب.

هذا الأمر يمثّل كابوس يرعب الصّهاينة، أنّه فيما لو وقعت أيّ حرب مستقبليّة سيستطيع حزب الله من الإستفادة جيّدًا من مواقعه العسكرية لينقض على شمال فلسطين المحتلّة وسيكون بمقداره دخول الجليل. ولن تكون المستوطنات والمدن الصهيونيّة بمأمن عن تجارب حزب الله الّذي كان قد اكتسبها في الميدان السّوري.

لقد أصبح حزب الله خبيرًا في موضوع تطهير المدن والقرى من الإرهابيين، ويصبح الأمر أكثر إهتمامًا ويستدعي لفت الأنظار أنّه عندما نعرف أن هؤلاء الإرهابيين يلقون الدعم والتّدريب الصهيوني وينفذون خططه العسكريّة للحفاظ على مواقعهم وشنّ الهجمات على الجيش السّوري والمقاومة الإسلاميّة.

لا يخفى قلق القيادات العسكريّة من نجاحات حزب الله في سوريا وقلقهم من أن يكرّر تجربته في الجليل على أحد، لهذا فهم يحضّرون جيشهم والمستوطنين، من خلال تنفيذ مناورات على الصعيدين العسكري و للجبهة الدّاخليّة بصورة أكثر من طبيعية.

الآن يستطيع كلّ من بمقدوره تحليل الواقع الحاليّ من فهم كلام الأمين العام لحزب الله السّيّد حسن نصر الله بأنّ المواجهة المستقبليّة مع العدو الصهيونيّ ستكون متفاوتة بشكل جذريّ وأنّها ستغيّر وجه المنطقة.

ولن يكون على الصهاينة في هذا الحرب فقط إستقبال آلاف الصواريخ والّتي ستهطل كالمطر على رؤوسهم، بل وسيشهد ميدان شمال فلسطين المحتّلة لتحرّك من قبل مجاهدي المقاومة الإسلاميّ لإرجاعها لأصحاب الأرض.

وإلى ذلك فإن حزب الله قد درس نقاط الضعف الّتي ظهرت واضحة في وجه الكيان الغاصب من خلال النيران الّتي اشتعلت في فلسطين المحنلّة، وقد درس جيّدًا الحرب الإسرائيليّة على غزّة واستفاد من تجاربها ودوّن في كتابه العسكريّ الدّروس المستفادة ليُصار إلى الإستفادة منها مستقبلًا.

ويشكّل الإستعراض العسكريّ الّذي نفّذه حزب الله في مدينة القصير رسالة واضحة المعالم إلى الكيان الصّهيوني بأنّنا لا نخشى تهديداتكم، وسيتمّ الإستعراض الفعلي في المكان المناسب وتحت شمس ساطعة تكشف الوهم لمن لا زال الضباب يغشي أبصارهم.

ولم يكن من العبث أن تُذعن القناة العاشرة في التلفزيون الصّهيونيّ بالتسليم لتنامي قدرات حزب الله والقول بأن حزب الله قد تحوّل بالفعل إلى جيش كلاسيكي، كما اعتبرت أن الإستعراض العسكريّ لحزب الله بعث برسالة قويّة إلى لدّاخل الصّهيونيّ و أنّ الجليل وأراضٍ أخرى من فلسطين المحتلّة أصبحت بالفعل في خطر. ويعتقد المحلّلون الصهاينة أن النّزاع المسلّح لم يسقط من بال حزب الله بأن "إسرائيل" هي عدوّه الأوّل، كما لم يسقط من حساب إسرائيل بأن حزب الله هو العدوّ الأكثر جدّيّة في المنطقة.

وإن كان بالمقدور القول بأن الحدود الجنوبيّة للبنان مع فلسطين المحتلّة تشهد نسبة أمان حذر، فإنّ أي شعلة للنار قد تتدحرج بكتلة اللّهيب لحربٍ شاملة، سيكون على الصهاينة مواجهة تقدّم المقاومة الإسلاميّة إلى الجليل، وتسلّل المقاومة الفلسطينيّة إلى خلف خطوط العدوّ إنطلاقًا من غزّة./انتهى/
 

وكالة مهر للأنباء - فرزاد فرهادي 

رمز الخبر 1867501

سمات

تعليقك

You are replying to: .
  • captcha