وأفادت وكالة مهر للأنباء إن رئيس تحرير مجلة "مرايا" اللبنانية تناولت الأحداث الأخيرة في الشرق لأوسط متسائلةً "لماذا تقصف القاذفات الروسية الجماعات المسلحة في حلب من قاعدة همدان الايرانية وليس حميميم في شمال سوريا؟ ولماذا يلتقي المبعوث الروسي بوغدانوف المعارضة السورية في الدوحة وليس في الرياض؟"
ورأي الكاتب بودية إن إنطلاق القاذفات الروسية من قاعدة همدان الايرانية يحمل رسائل متعددة الوجهات: روسية من جهة وإيرانية من جهة أخرى، روسياً ، إذ أرادت أن تؤكد على عمق العلاقة الاستراتيجية مع الجمهورية الاسلامية الايرانية في مكافحة الارهاب وضرب التنظيمات الارهابية، وهي التي صرّحت أكثر من مرة بعدم وجود معارضة معتدلة، بمن فيها جبهة فتح الشام أو النصرة سابقاً في ظل صمت أميركي واضح ما يعكس تفاهماً مشتركاً ترفض واشنطن الاعتراف به علناً لكنها تذعن له في كواليس الحرب ومن جهة أخرى ، دحضت روسيا أقوال وتحليلات كل المشككين في صدقية تحالفها مع سوريا ، وهو ما عبّر عنه الرئيس بشار الاسد في معظم خطاباته منذ بدء العمليات الروسية في الاراضي السورية .
وأشار رئيس تحرير مجلة مرايا اللبنانية إلى ما قاله مُحلل الشؤون العربيّة في صحيفة (هآرتس) الإسرائيليّة تسفي بارئيل بإنّ السماح الإيرانيّ لروسيا باستخدام أراضيها يمنح موسكو تفوقاً عسكرياً مُهّماً للغاية ، مضيفاً أن الرئيس فلاديمير بوتين أصبح لاعباً مركزياً في رسم خريطة الشرق الاوسط الجديد بعد إنتصاره وحلفائه في سوريا.
وأضاف المحلل اللبناني بودية إنه من ناحية ايران يبدو المشهد أكثر تشعباً ، فهي لاول مرة في تاريخها الحديث (37 عاماً )بعد إنتصار الثورة الاسلامية تسمح بوجود قوات أجنبية على أراضيها وهذا ما أقلق الكيان الاسرائيلي أولاً بشكل لافت حيث ورأى مُحلل الشؤون العربيّة في صحيفة (هآرتس) الإسرائيليّة، تسفي بارئيل أنّ روسيا وإيران، عبر هذه العمليّة تعرضان حلف مصالح يعتمد على فرضيات باردةٍ، وأضاف إنّ منح إيران لروسيا الفرصة لاستخدام أراضيها يؤكّد على وجود تحولٍ جذريّ إيجابيّ في العلاقات بينهما، ولكن الأخطر من ذلك، قال المُستشرق الإسرائيليّ، إنّ إيران وروسيا يُمكنها الآن الهجوم على أهدافٍ أخرى وتفعيل أجندات مختلفة تحت غطاء الكفاح المُشترك ضدّ جماعة داعش الارهابية.
ورأى بودية إن إيران أرادت من خلال تحالفها مع روسيا أن تحاصر المملكة العربية السعودية سياسياً ، وقد نجحت في إحداث تحوّل مهم في الموقف الروسي على صعيد الازمة اليمنية ، وايضاً على الساحة السورية إستطاعت أن تعزل السعودية عن كونها لاعباً مقرراً إلى جعلها لاعباً ثانوياً بعدما اصبحت دولة سيئة السمعة كما وصّفها الجنرال سيرجيو اتشيغوين، المسؤول الأعلى على المستوى الأمني البرازيلي، مضيفاً إنه في المحصّلة الايرانية ، لقد بات جليّاً انتصارها وتفوّقها في المنطقة بعدما إنتزعت إعترافاً دولياً بسلمية مشروعها النووي تلك الشعرة التي قصمت ظهر البعير بين اميركا والسعودية وإسرائيل .
وتساءل رئيس تحرير مجلة مرايا لبنان الدولية في نهاية مقاله عن العرب ومكانهم من كل هذه المعادلات، مضيفاً إلى متى تبقى الدول العربية تلعب على مقاعد الاحتياط عند طلب أسيادهم وأين الاعلام العربي الذي بات مرتهناً لانظمة البترودولار والمساهم في تضليل وعي الشعب العربي ألم يسمعوا بالمقولة الاسرائيلية التي تحذّر من حملة الوعي التي يشنّها حزب الله على سكان المستوطنات؟. /انتهى/.