رأى المحلل اللبناني أمين محمد حطيط إن الخطة التي تلجأ لها امريكا الآن لتقسيم سورية وزرع كيان كردي في شمالها فاشل كما خططها السابقة، مؤكداً إن التحالفات الجديدة في الشرق أحبطت المؤامرة الامريكية.

وأفادت وكالة مهر للأنباء إن المحلل السياسي اللبناني امين محمد حطيط أشار في مقال له صباح اليوم في جريدة الثورة السورية إلى انهزام المشروع الامريكي في المنطقة وانتقالهم إلى خطة أخرى تستخدم فيها أدواتها في المنطقة لتحقيق أهدافها، حيث يرى الكاتب إن الفشل الامريكي في تحويل سورية إلى  مستعمرة أميركية كما هي حال ممالك ومشيخات الخليج  أجبرها على الانتقال إلى خططها الأخرى. 

ورأى حطيط إن امريكا  اتجهت إلى خطة التقسيم التي اعتمدتها الى انشاء دولة في الشمال والشمال الشرقي السوري تؤمن عمليا فصل بين مكونات محور المقاومة في الشرق (إيران) والغرب (سورية وحزب الله)، وتقطع الطريق على العراق الذي يتأهب للانضمام الى هذا المحور مهما وضعت العراقيل والعوائق في وجهه، لكن سورية وحلفاؤها نجحوا أيضا في اسقاط الخطة البديلة ووضعوا اميركا في مازق الفشل المؤكد.

ونوه المحلل اللبناني إن اسقاط الخطة الاصلية (خطة السيطرة على كامل سورية)  استلزن حوالي 40 شهرا عملت فيها اميركا بثلاث استراتيجيات او خطط (الاخوان – البدرية – داعش) فيما لم يستلزم اسقاط خطة تقسيم سورية الى دولتين أكثر من أربعة أشهر (من نيسان الى اب الحالي).  والدولتين هما كما بات معلوما حسب الخطة الأميركية دولة جنوبية عربية عاصمتها دمشق ودولة شمالية شرقية وعاصمتها حلب وتكون مستعمرة أميركي ويكون خط البوكمال عفرين خط الفصل بينهما.

وأضاف حطيط إن محور المقاومة وظهور مثلث "راس" الدفاعي المشكل من روسيا و ايران وسورية صدم اميركا وخاصة بعد ان اعلن و لأول مرة عن التعاون الصيني السوري بشكل علني فضلا عن العراق التي فتحت اجواءها للطيران الروسي القادم من مطار همدان الإيراني ليقصف الإرهاب في سورية .

وأشار المحلل اللبناني إلى إن اميركا تكرر الان في الشمال السوري ما حصل في فلسطين وهذه المرة بأداة كردية متسائلاً عن مدى نجاحها وعما إذا كان الأكراد يرغبون بدولة منفصلة عن الدولة الأم انفصالا كليا كما حصل في جنوب السودان او انفصالا مقنعا كما حصل في كردستان العراق، منوهاً إلى ان الاكراد السوريين ليسوا جميعا مؤيدين او ملتزمين بالمشروع الأميركي التقسيمي الانتحاري، وان الفئة التي انخرطت في هذا المشروع تكاد لا تصل الى الأكثرية المطلقة منهم وتمثلت في حزب العمال الكردستاني المعروف بتاريخه وعلاقاته المشبوهة والذي انخرط في المشروع واتخذته اميركا مطية وأداة تنفيذية بيديها هو من يتولى التنفيذ، لكن هذا المشروع يفتقر الى مقومات النجاح ويواجهه عقبات وصعوبات لا يستطيع أصحابه تخطيها.

وذكر العميد حطيط أصحاب الطموحات الاجرامية بإن عالم اليوم ليس عالم مطلع القرن العشرين وإن من استطاع فرض إسرائيل في غفلة من زمن لا يستطيع فرض إسرائيل كردية في سورية، في ظروف تغيرت وموازين قوى اختلفت وان هناك من إمكانات المواجهة وقدرات اجهاض المشروع ما لا يستطيع أصحابه تجاهله او تخطيه. فمحور المقاومة مع ما يملك من قدرات عسكرية رفدها بقدرات اضافية من حلفاء دوليين صادقين في طليعتهم روسيا واخرون لن يسمحوا بتمرير هذا العدوان الاجرامي على امن المنطقة ووحدة أقاليمها.

واعتبر المحلل اللبناني حطيط إن المشروع الأميركي الجديد هو مشروع عارض غير قابل للنجاح او البقاءلعدة أسباب منها رفض الدولة السورية المركزية للمشروع هذه الدولة ورفض معظم أهالي المنطقة السوريين لهذا المشروع الانتحاري، فلا الاكراد يجمعون ولا العرب يقبلون بتهجيرهم ورفض إقليمي وبشكل خاص من إيران وتركيا اللتين تريان في دولة كردية في الشمال السوري مسا بأمنهما القومي المباشر وبالأمن الإقليمي العام إلى جانب صعوبة في تسويق الفكرة دوليا لأكثر من اعتبار مصلحي الواقعي.

و خلص حطيط إلى إن مشروع كردستان السوري ليس مشروع كيان سياسي قابل للحياة بل طفرة عابرة شاءتها اميركا في مرحلة ما قبل الانتخابات و احتاجها الديمقراطيون لتكون ورقة اقتراع تعزز حظوظ مرشحتهم الى الرئاسة بعد ان فشلوا في سورية في مشروع السيطرة و مشروع التقسيم الشرق أوسطي . /انتهى/.