وافادت وكالة مهر للأنباء أن موقع "غلوبال ريسيرش" الأمريكي قال في دراسة مطولة له :ان الولايات المتحدة لديها تاريخ طويل بدعم الجماعات الإرهابية الأمر الذي سيكون مثل المفاجأة لأولئك الذين يشاهدون الأخبار ويتجاهلون التاريخ، ففي خلال عام 1970 استخدمت وكالة الاستخبارات المركزية جماعة الإخوان المسلمين في مصر بمثابة حاجز، وذلك لإحباط التوسع السوفيتي ومنع انتشار الفكر الماركسي بين الجماهير العربية، فالولايات المتحدة دعمت علناً الإرهابيين في إندونيسيا وفي باكستان، وأخيرا وليس آخرا، تنظيم القاعدة.
وتابع الموقع بالقول: ولكي لا ننسى، قامت وكالة المخابرات المركزية بولادة أسامة بن لادن ومنظمته وأنشأته على رضاعة طبيعية خلال عام 1980، حيث قال وزير الخارجية البريطاني السابق روبن كوك، في مجلس العموم أن تنظيم القاعدة كان بلا شك أحد المنتجات من وكالات الاستخبارات الغربية، وأوضح كوك أن تنظيم القاعدة، الذي يعني حرفياً اختصار لـ "قاعدة البيانات" في العربية، كان في الأصل قاعدة بيانات الكمبيوتر والتي تتألف من آلاف المتطرفين الإسلاميين، الذين تم تدريبهم من قبل وكالة الاستخبارات المركزية والممولة من قبل السعودية.
واردف الموقع: كانت علاقة أمريكا مع تنظيم القاعدة دائماً هي علاقة "الحب والكراهية" وذلك اعتماداً على ما إذا كانت جماعة إرهابية خاصة مثل "تنظيم القاعدة" في منطقة معينة تعزز المصالح الأمريكية أم لا حيث يزعم صناع السياسة الخارجية الأمريكية بمعارضة التطرف الإسلامي، بينما في الواقع هي ليست سوى سلاح للسياسة الخارجية الامريكية، فتنظيم "داعش" هو أحدث سلاح، لأنه ليس مثل تنظيم القاعدة، فنتائجه باتت عكسية بالتأكيد، فزيادة نشاطات تنظيم "داعش" ازدات مؤخراً على الساحة الدولية بعد أن بدأ التنظيم بقطع رؤوس الصحفيين الأمريكيين، فالآن تنظيم "داعش" يسيطر على منطقة في حجم المملكة المتحدة، ومن أجل أن نفهم لماذا تنظيم "داعش" نمى وازدهر بسرعة، على المرء أن يلقي نظرة على جذوره المدعومة من الولايات المتحدة في المنطقة، فالغزو الأمريكي للعراق عام 2003، واحتلال العراق خلق الشروط المسبقة لجماعات سنية متطرفة، مثل "داعش"، فقد تسبب الاحتلال الأمريكي ببطالة واسعة في العراق، من خلال رفض الاشتراكية وإغلاق المصانع على أمل ساذج بأن اليد السحرية من السوق الحرة من شأنها أن تخلق فرص عمل، وبدلاً من تعزيز التكامل الديني والوحدة، أدت السياسة الأمريكية في العراق إلى تفاقم الانقسامات الطائفية، وخلق أرضية خصبة للفتات في المجتمع العراقي.
واضاف الموقع: فاستخدمت امريكا تنظيم "داعش" الإرهابي في العراق وسوريا لها باسم مختلف، بعد ان كان هذا التنظيم –أي تنظيم "داعش"- هو تنظيم القاعدة في العراق، فبعد عام 2010 تم إعادة تسمية هذه المجموعة وإعادة تركيز جهودها على سوريا، حيث إن الحرب الباردة الجديدة هي معركة جعلت صناع السياسة الخارجية للولايات المتحدة يقررون أن تعتمد على تسليح المتمردين الاسلاميين في سوريا.
فإن المتمردين السوريين قد تحولوا الآن بلطجية يلوحون علناً بـ "M16" البنادق الأمريكية الصنع، وهذه هي السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط والتي تدور حول النفط وإسرائيل، فغزو العراق سببه العطش الامريكي نحو "النفط العراقي" وفي الوقت ذاته فإن الغارات الجوية المستمرة في سوريا وفرض عقوبات اقتصادية على إيران هو جميعه يصب في صالح "إسرائيل".
واختتم الكاتب بالقول: الإمبريالية الأمريكية في الشرق الأوسط هي السرطان. وببساطة، فإن الحرب على الإرهاب هو الإرهاب بعينه.
يذكر أنه وتأكيداً لهذا المنطق، أكد كبير الباحثين في معهد قضايا الأمن الدولي التابع لأكاديمية العلوم الروسية ألكسي فينينكو، أن العلاقة بين تنظيم "داعش" الإرهابي والولايات المتحدة ليست سرية بل هي أبعد من ذلك لأن وجود هذا التنظيم الإرهابي على الأرض يساعد بشكل موضوعي الولايات المتحدة في تحقيق جملة من المهام وأولها خلق ذريعة لتواجدها العسكري المطول في المنطقة، ورأى فينينكو أن التدخل الأمريكي الجديد في المنطقة سيكون بحجة أنه موجه ضد تنظيم "داعش" الإرهابي تحديداً وليس ضد غيره ما قد يشكل ضغطاً مباشراً على سوريا بعد أن فشلت التهديدات بالعدوان عليه بذريعة السلاح الكيميائي، وحذر فينينكو من أن عودة الأمريكيين إلى العراق بداعي محاربة الإرهابيين من تنظيم "داعش" ستقدم لهم بشكل مباشر إمكانيات لتحقيق هدفهم في تقسيم العراق./انتهى/