رأى الناقد الادبي الايراني حسن مير عابديني إن التيارات الأدبية المعاصرة تفتقد للقدرات المطلوبة، معتبراً إن القصة المعاصرة منهكة وتحتاج إلى إعادة تأهيل وعودة إلى زمن الإبداع الجميل للأدب الكلاسيكي.

وأفادت وكالة مهر للأنباء إن الأكاديمي الايراني والناقد الأدبي حسن مير عابديني أشار في محاضرة أدبية له تحت عنوان "دراسة العلاقات بين الأدب القديم والقص المعاصر" إلى إن تناول هذا الطرح في العلاقات الأدبية يوحي للذهن بالضعف الأدبي الحاصل في عصرنا الحالي، منوهاً إلى إن هذا الضعف ينم عن ابتعاد القراء الشباب وحتى أهل القلم عن أمهات الكتب والمراجع. 

وأضاف صاحب كتاب "مئة عام من القص الايراني" إن هذا الانقطاع بين الأدب القديم والحديث لايلحظ في الدول المتطورة، فهناك دائماً جسور ربط بين الأدبين، مشيراً إلى العلاقة القوية مابين الأدب الجديد في اوروبا وأدبها الكلاسيكي والتي تقوم على الاستفادة من تجربة القدماء. 

واعتبر الكاتب الايراني "مير عابديني" إن الانقطاع مابين الأدب الكلاسيكي الايراني ومعاصره يعود إلى سببين، موضحاً إن ايران خطت أول خطواتها إلى عصر النهضة منذ "ثورة المشروطة" إلا إنها قليلاً قليلاً ابتعدت عن الماضي بسبب ردة فعل التيارات المعاصرة من المجتمع التقليدي الأمر الذي  أحدث شرخاً اجتماعياً بين الماضي والحاضر في مجالات مختلفة أهمها الثقافة. 

وأضاف مؤلف كتاب " ثمانون عاماً في القصة القصيرة الايرانية" إن السبب الثاني للقطيعة بين الأدب الكلاسيكي والأدب المعاصر الايراني هو ماتنصه مؤسسات التعليم الديمقراطية من تمسك متعنت بالأدب الكلاسيكي دون مجاورته للأدب المعاصر، فلا يقرأ الطلاب في ايران شعر مولانا جلال الدين الرومي إلى جانب نيما يوشيج باعتبارهما سلسلة للأدب، مما يعمق هذه الفجوة بين المرحلتين الأدبيتين. 

كما نوه "مير عابديني" إلى إن توجه الباحثين وطلبة الدراسات إلى تناول معظم أبحاثهم حول الأداب الكلاسيكية أبعد الباحث المعاصر عن قضايا عصره. مضيفاً إن هذه القطيعة بين الكلاسيكية والمعاصر لها أسباب خارجية وداخلية، موضحاً إن ماهو داخلي يرتبط بالإبداع الفردي لكل باحث وكاتب، أما الخارجية فترجع إلى المشكلات التي تواجه المطبوعات بشكل عام والرواية بشكل خاص، مشدداً إن ما يسمى بالمعاصر يجب أن يكون حلقة متابعة منطقية للأدب الكلاسيكي. 

وأكد الناقد الأدبي "مير عابديني" على ضرورة وضع الأدب المعاصر على خط الادب الكلاسيكي، منتقداً حال الأدب المعاصر ومعتبراً إن القصة الايرانية اليوم تفتقد للقدرة والطاقة اللازمة بل هي منهكة حسب تعبيره، مضيفاً غلى إن الأدب المعاصر يجب أن يلتفت إلى الأدب الكلاسيكية ويقتدي به، منوهاً إلى إن الابتعاد عن المعايير الأدبية الكلاسيكية لايمكن أن تخلق نصاً أدبياً عظيماً.

وأوضح الباحث الأدبي "مير عابديني" إن العودة إلى الأدب الكلاسيكي لا تعني التقيد بمعاييرها بقدر ما تعني فهم ودرك النصوص الأدبية العظيمة وعوامل خلقها، مشيراً إلى إن الجيل الجديد يمكن أن يستفيد من الأدب الكلاسيكي في ثلاثة ركائز: الفكر واللغة والشاعرية، منوهاً إلى رواد الأدب المعاصر الايراني تمتعوا بهذه الركائز وخلقوا نصوصاً معاصرة ممتعة جداً مثل كتاب "نون والقلم" لجلال آل أحمد أو "روضة الشهدا" لهوشنك كلشيري وبهرام صادقي وغيرهم من الرواد. /انتهى/.