وافادت وكالة مهر للأنباء ان حسن روحاني قال في كلمته التي القاها اليوم الخميس في اجتماع الجمعية العامة للامم المتحدة، "يمضي على الكارثة الارهابية المؤلمة التي وقعت هنا في هذه المدينة(نيويورك) اكثر من 15 عاما، هذه الكارثة التي طال تأثير ابعادها الانسانية، الجميع، في ذلك اليوم لم يكن احد يتصور ان هذه الكارثة ستشكل ارضية لكوارث اكبر وتسبب حربا مدمرة في الشرق الاوسط وتنشر الفوضى في العالم، ان هذه الحرب زرعت بذرة الارهاب الجامح في كل نقطة في جميع انحاء العالم".
واضاف الرئيس الايراني، ربما اليوم ان اكثر الاسئلة الحاحا والذي يجب على المحافل الدولية ان تسئل عنها، لماذا وصلنا الى هكذا اوضاع؟ اي توجهات وسياسات وخطوات خاطئة شكلت ارضية انتشار الفوضى في جميع انحاء العالم؟ وماهي رؤيتنا المستقبلية للأعوام الــ15 القادمة؟
وتابع، ان الامن بات قضية عالمية، حيث سعت معظم القوى الكبرى في العالم جاهدة استخدام اساليب مختلفة من القمع والتدخل العسكري تحت ذريعة إبعاد المخاوف حول عدم استقرار مواطنيها، ان ظاهرة الارهاب الجامح والعنف والتطرف ربما يمكن اعتبارها نتيجة الاستراتيجيات الامنية للقوى الكبرى في العالم خلال الـ15 عاما الماضية، والعبرة التي ينبغي هنا اخذها هي ان توفير الامن في نقطة ما من العالم على حساب زعزعة استقرار نقاط اخرى ليس مستحيلا فحسب بل سيؤدي الى مزيد من الفوضى.
واردف: وصل الامر الى درجة زعم الارهابيون فيها تشكيل دولة في الشام والعراق وليبيا ، والاكثر حزنا اخفوا نيتهم الخبيثة تحت عباءة الدين وحولوا دين الرحمة والمحبة الى اداة للعنف والرعب عبر من ترويج التعاليم المتطرفة والتكفيرية.
ونوه روحاني الى ان القرن الذي بدأ بالارهاب والعنف في نيويورك، يستمر عبر المنافسات الشرسة واشغال الحروب المتزايدة في الشرق الاوسط.
ولفت الرئيس الايراني الى ان ظهور العنف في منطقة الشرق الاوسط وشمال افريقا تسارع بشكل محير وان هذه المنطقة ابتليت بأبشع انواع العنف واكثر السياسات المخربة، وان الملايين من السوريين باتوا مشردين في الصحاري والبحار وامتزجت دماء الاف البشر بالتراب، كما ان العراقييين بجميع مذاهبهم قلقون على سيادة بلادهم ومستقبله، والشعب اليمني الاعزل يتعرض لعمليات القصف المدمر يوميا وافغانستان لم يهنأ لها بال بسبب العنف والاغتيال خلال عقود من الاحتلال والجرائم، والفلسطينيون المظلومون لايزالون يعانون من قيد تمييز الكيان الغاصب الصهيوني العنصري.
واضاف روحاني، على بعض دول المنطقة الكف عن قصف جيرانها وعن دعم المجموعات التكفيرية الارهابية وتقبل المسؤولية وتعويض الخسائر الناجمة، كما انه اذا ارادت حكومة السعودية تحقيق رؤيتها الجديدة في التنمية والامن في المنطقة عليها التوقف عن الاستمرار في سياسات التفرقة وعن الترويج لافكار الكراهية والاعتداء على حقوق الجوار وتقبل مسؤوليتها حيال حياة وحرمة الحجاج وتنظم علاقاتها على اساس الاحترام المتبادل وتقبل المسؤولية امام شعوب المنطقة.
واوضح حسن روحاني ان التوجه المبدئي لايران هو المشاركة البناءة مع دول الجوار بغية تحقيق نظم مستدامة قائمة على الامن الجماعي ودعم تطور دول المنطقة وايجاد علاقات اقتصادية متبادلة، قائلا: لن يكون متاحا اجتثاث جذور الارهاب في المنطقة دون سيادة شعبية وتعزيز لحقوق المواطن والتنمية الاقتصادية.
وتابع: ان ايران تعارض اي نوع من انواع التفرقة واثارة النعرات الطائفية وان المسلمين، سواء الشيعة ام السنة، عاشوا منذ قرون الى جانب بعضهم البعض باحترام واتحاد واخوة وسيعيشون، وان تحويل الاختلافات الطائفية الى مواجهات متأزمة ينبع من الاطماع السياسية لبعض الدول التي تسعى الى اخفاء مآربها في الهيمنة عبر الغطاء الطائفي.
وبيّن الرئيس الايراني انه لمن الضروري بالنسبة الى ايران، تسوية المشاكل الاقليمية والحفاظ على سيادة الدول وعدم تغيير الحدود، وحق تحديد الدول لمصيرها وعدم اللجوء الى القوة والاستفادة من القدرات الدبلوماسية لتسوية الاختلافات.
واكد رئيس الجمهورية الاسلامية الايرانية ان الاتفاق النووي نموذج ناجح للسياسات المعتدلة والتعامل البناء واللجوء الى الحوار، موضحا أن هذا الاتفاق انهى أزمة لاضرورة لها لكنها معقدة وطويلة عبر تبني مبدأ رابح –رابح.
وتابع: ان هذا الاتفاق كان مصداقا على البرنامج النووي السلمي الايراني وذلك عبر طرح آليات مبنية على الثقة وانهاء الاتهامات المزيفة "الابعاد العسكرية المحتملة" وقبول حق التخصيب، كما انه انهى المخاوف المصطنعة والعقوبات الظالمة على الشعب الايراني.
واردف: ان الاتفاق النووي يحمل معه دورسا هامة بغية تسوية المشاكل المعقدة ايضا، وان الاتفاق النووي ليس اتفاقا سياسيا فحسب بل توجها جديدا واسلوبا خلاقا للتعامل البناء في سبيل الحل السلمي للازمات والتحديات، علينا ان لاننسى ابدا ان الضغوط والعقوبات غير القانونية التي تم التخطيط لها بهدف ازالة منشآت التخصيب، واجهت الفشل الذريع واليوم قد اعترف مجلس الامن والوكالة الدولية للطاقة الذرية رسميا ببرنامج ايران النووي السلمي، وان الولايات المتحدة تدرك جيدا ان الاتفاق النووي هو الان وثيقة متعددة الاطراف وان اهمال امريكا في تنفيذه سيعتبر انتهاكا دوليا وسيثير احتجاج المجتمع الدولي وان اي نوع من انواع نكث الوعود في تنفيذ الاتفاق النووي سيزيد من عدم مصداقية الولايات المتحدة علي مستوي العالم.
ونوه روحاني الى ان مماطلات الولايات المتحدة في تنفيذ تعهداتها القانونية خلال الاشهر الاخيرة هو بمثابة خطأ استراتيجي ويجب التعويض عنه فورا، قائلا : للاسف ان هكذا خطوات غير قانونية ومسبوقة حدث لها وان وقعت وآخر نموذج على ذلك، قرار المحكمة العليا الاميركية المؤيد للاعتداء على مليارات الدولارات من اموال الشعب الايراني خلال الاعوام الماضية، ان هذه التجربة اثبتت للعالم ان لوبيات الضغط الصهيونية من شأنها اجبار القضاء الامريكي علي انتهاك ابسط المبادئ الملزمة في الحقوق العرفية والتعاقدية الدولية عبر قرارات الكونغرس غير المبررة.
وشدد روحاني على ان مسيرة تعافي الظروف الاقتصادية في ايران بوصفها اكثر المقاصد امنا للاستثمار والمشاركة في المنطقة، شهدت في الربيع الماضي نمو بنسبة 4% وتضخم احادي الرقم واقتراب معدل الانتاج والتصدير في المجال النفطي الى مستوى ماقبل العقوبات وسنشهد ازهارا اقتصاديا اوسع وعلميا وتقنيا في ايران./انتهى/