كتب المحلل السياسي الايراني محمد مظهري مقالا تطرق فيه الى مهرجان افلام المقاومة معتبرا ان السينما في العالم العربي تغافلت عن انجازات محور المقاومة ودوره الهام في صدّ الاستعمار الجديد في المنطقة.

انطلق مهرجان افلام المقاومة في طهران تحت شعار "تجسيد الخطاب الثقافي للثورة الإسلامية" 24 سبتمبر الماضي متناولاً موضوع المقاومة في السينما الايرانية والعربية والعالمية. وعلى الرغم من القفزات والتطورات النوعية التي شهدتها ايران في المجال السينمائي خلال الاعوام الاخيرة وبشكل عام بعد انتصار الثورة الاسلامية لكن هناك عوائق قد حالت دون تحقيق فكرة السينما الثورية على الصعيدين العربي والاسلامي وترسيخ قيم المقاومة في المشهد الفني العربي حيث لا نرى اليوم اثرا ملحوظاً من هذه السينما الثورية والمقاومة على الشاشة العربية.
وللأسف فقد تغافل الفنانون وكذلك المعنيون في السينما العربية والاسلامية عن انعكاس قضايا واحداث هامة ترتبط بالثورة الاسلامية في ايران وثمارها في المنطقة مثل حركات المقاومة في لبنان وفلسطين واليمن.
في الحقيقة فان الثورة الاسلامية في ايران قدمت خطابا جديدا في المشهد السياسي العالمي وهو خطاب شهد تمددا ملحوظا على الصعيدين الاقليمي والعالمي حيث مهد الطريق لتشكيل حركات حديثة وتقدمية في وجه الاستعمار الجديد.
ولا شك ان مفجر الثورة الاسلامية الامام روح الله الخميني (ره) غيّر مسار التاريخ وأتى بافكار جديدة للمجتمع العالمي من خلال اقامة ثورة اسلامية تؤكد على القيم الانسانية وضرورة مقاومة الاستعمار والاحتلال أينما كان ،كما قام بتحدي التوجهات والانظمة السياسية والاقتصادية النخرة والرجعية في العالم ، واطلق موجة من افكار جديدة وبديعة على المستويات السياسية والجامعية ومن هذا المنطلق بث روح المقاومة في نفوس المسلمين والاحرار.
وقد لا نبالغ القول اذا اعترفنا ان رؤية الامام الخميني المتجسدة في الثورة الاسلامية هي رؤية فنية ممزوجة بعقائد دينية خالصة وحكمة متعالية تسقي القلوب المتعطشة بين ابناء البشر وهذا رمز تطور وانتشار فكرة الثورة والمقاومة الى اقصى انحاء العالم؛ رؤية تهدف الى تحطيم الهيكليات والتعاريف القديمة في الفن والادب والسينما ومن ثمارها هي الافلام الايرانية التي تحصد جوائز المهرجانات السينمائية العالمية.
فقد قام الخميني الكبير باطلاق حركة حديثة في مختلف المجالات السياسية والثقافية والفنية من خلال الثورة الاسلامية حيث كسر الحدود الوهمية وفتح آفاقاً جديدة نحو مستقبل مزدهر على اساس القيم الاسلامية والانسانية والتأكيد على مكانة الفن في ترسيخ الأخلاق الا ان السينما الايرانية والاسلامية اليوم لم تستطع ان تعكس جميع جوانب الثورة الاسلامية على الصعد الاقتصادية والسياسية والاجتماعية وما زال أمامنا طريق طويل لتحقيق أهداف الخميني الكبير.
لكن يجب ان نعتبر الفن والسينما مفتاحا لتطور وتنمية البلاد الاسلامية في عالمنا اليوم حيث يحمل في طياته تاريخنا وثقافتنا وقيمنا ويوسع شبكة تعاملاتنا الاجتماعية والاقتصادية والسياسية مع المجتمع العالمي ويوصل صوتنا الى اسماع الأحرار.
ومن هذا المنطلق نتوقع ان يرتقي الفن الثوري المقاوم على الصعيدين العربي الاسلامي ويشهد امتداد اقليميا وعالميا في المستقبل القريب، أمر يتطلب جهود خالصة من جانب الفنانين والسينمائيين الايرانيين الى جانب نظرائهم العرب والمسلمين لمراجعة التوجهات والمناهج السابقة ومعرفة القدرات المتاحة لتقديم خطاب جديد في المشهد الفني.

سمات