وتطرق آية الله " أحمد بناهيان" في مقابلة أجرتها معه وكالة مهر للأنباء الى مبادئ ثورة سيد الشهداء أبي عبدالله الحسين (ع) وماهية الشعارات والأهداف التي كان الامام حسين (ع) قد قاد ثورته من أجلها، حيث أكد أن الغاية الرئيسة التي كان الإمام حسين (ع) أراد تحققها من خلال ثورته التاريخية هو ترسيخ مبدأ " مناهضة الإستكبار" وجميع أشكال الغطرسة والاستبداد.
وأشار آية الله بناهيان الى قول أبي عبدالله الحسين القائل فيه "ألا وإن الدعي بن الدعي قد ركز بين اثنتين السلة أو الذلة ـ وهيهات منا الذلة"، معتبرا هذه القول وقول آخر يشبه وهو " وعلى الاسلام السلام إذ قد بليت الأمة براع مثل يزيد" أنها الشعار الذي يرفعه أتباع آل البيت في الوقت الراهن ونعتقد جازمين أن الاستسلام للطغاة والمستكبرين يعني نهاية الاسلام وفنائه.
وشدد آية الله بناهيان على ضرورة التمسك بالمبادئ والقيم الحسينية وأن لا يتم التوجه الى من هم على شاكلة يزيد، مشيرا الى قول الإمام الحسين عليه السلام " مثلي لا يبايع مثله".
ورأى الناشط في مجال الدعوة الاسلامية آية الله " أحمد بناهيان" أن تعبير الإمام الحسين بمفردة " مثلي" يريد منها تعميم القول ليشمل كل الأزمان والعصور ولا ينحصر على زمان دون آخر.
وتابع آية الله بناهيان " أننا نقرأ في دعاء الندبة " أين الطالب بدم المقتول بكربلاء" كما نسمع القرآن يقول " من قتل مظلوما فقد جعلنا لوليه سلطانا" وهذا يعني أنه لو قتل أحد ما فان على وليه أن يأخذ بثأره وينتقم لمن قتل ظلما وبهتانا.
وفي رد على تسائل مراسل وكالة مهر للأنباء والذي يذكر على لسان البعض الذين يستندون الى قول للإمام الحسين عليه السلام القائل " لا يوم كيومك يا أباعبدالله" ويقولون أن عاشوراء وكربلاء محصورتان بتلك الواقعة وأنه لا يمكننا أن نجد في هذا الزمان " يزيدا" أو حسينا" آخر، قال الداعية الديني آية الله بناهيان أن القبول بهذا التفسير يستلزم أن لا يكون لكلام الإمام حسين عليه السلام اي معنى، مضيفا أن الإمام حسين (ع) نفسه كان يقول خرجت تلبية لحديث رسول الله ما يعني أن هذه المدرسة هي مستمرة وتعود جذورها الى النبي الأكرم محمد (ص).
وتابع آية الله بناهيان أن كربلاء لم يصنعها الإمام حسين وإنما هي وليدة مدرسة الرسول حيث كان يقول" من رأى سلطانا جائرا ... الخ" ويعني الكلية من قوله " مَن" أي كل أحد وفي كل زمان ومكان.
وأكد أن قضية الانحرافات لم تكن جديدة انما تعود بداياتها الى صدر الاسلام حيث كان أعداء الاسلام وبعد وفاته (ص) تم اتلاف أحاديثه الصحيحة ووضعت مكانها أحاديث موضوعة وذلك من أجل تشويه صورة رسول الله (ص).
وقارن آية الله بناهيان بين واقع الاسلام آنذاك والتحريفات التي طرأت عليه وبين سنوات الأولى للثورة الاسلامية حيث كان البعض يزعم ان " الأئمة" ليسوا معصومين وقد تبدر منهم أخطاء وزلات وأن الثورة الاسلامية كانت تستوحي قيم ومبادئ الأئمة (ع) وبالتالي فان هناك أخطاء وقعت من الثورة الاسلامية، مؤكدا أن هذه الآراء والأقوال يراد منها زعزعة جميع القيم والمبادئ بحيث لا يبقى أي أصل يمكن الرجوع اليه.
واعتبر آية الله بناهيان أن المؤمنين الصادقيين لن تغيرهم الأزمان والسنون مشيرا في ذلك الى قوله تعالى "مِنَ الْمُؤْمِنِینَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَیْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَی نَحْبَهُ وَ مِنْهُم مَّن یَنتَظِرُ وَ مَا بَدَّلُوا تَبْدِیلًا" وأضاف عندما يزعم البعض أن الإمام غير مصعوم وأنه لو كان في هذا العصر لتغيرت بعض مواقفه وآراه هذا يعني ان الإمام لا يملك مبدأ وعقيدة راسخة.
وأوضح العالم الديني آية الله بناهيان أن المناسك والعبادات الدينية اذا كانت تقرب من شعائر أبي عبدالله ولا تنافي شخصية الإمام (ع) يمكن أن نعتبرها شعائر حسينية، مضيفا أن مجالس العزاء والمدائح والبكاء هي من الشعارات الحسينية لكن " التطبير" ليس من ضمن شعارات الامام حسين ومبادئ ثورته أنها ظاهرة دخيلة على الاسلام حيث أورد هذه الظاهرة اول مرة البريطانيون قبل 350 سنة.
وتابع آية الله بناهيان أن البكاء والعويل على سيد الشهداء هو أمر مستحب وحتى أن هناك روايات وردت تحث على رفع الاصوات في البكاء.
وحول بعض الإنحرافات الموجودة في مراسيم العزاء الحسيني طوال التاريخ قال بناهيان أن من المهام الرئيسة للأئمة هو التصدي للخرافات والانحرافات التي قد تحدث في المناسبات، مشيرا الى قول الامام علي (ع)«إِنَّمَا بَدْءُ وُقُوعِ الْفِتَنِ أَهْوَاءٌ تُتَّبَعُ وَ أَحْکَامٌ تُبْتَدَعُ».
وشدد على ضرورة اجتنام السب والشتيمة الا لمن كانوا يجاهرون بعداء آل البيت عليهم السلام، مشيرا ان أهل السنة ليسوا معادين لأهل البيت عليهم السلام ذلك لانهم يشاركون في مراسم العزاء للامام حسين ويذرفون الدموع، مستندا في ذلك الى قول الإمام الصادق عليه السلام والذي يقول فيه ما نصه" أحبوا هؤلاء، انهم مؤمنون مستضعفون" ولم يقل أنهم أعداء.
وأكد أن أهل السنة اليوم يجاهدون مع الشيعة جنبا الى جنب في سوريا كما أن هناك الكثير من أهل السنة استشهدوا في الحرب المفروضة دفاعا عن الجمهورية الاسلامية الايرانية ومبادئها.
واعتبر آية الله أحمد بناهيان أن المستفيد الوحيد من الخلافات المصطنعة بين السنة والشيعة اليوم هي أمريكا واسرائيل لا غير./انتهى/