وكالة مهر للأنباء- محمد مظهري: اشار الشيخ "احمد اسماعيل"، في حديث لوكالة مهر للأنباء، ان أمام محراب كربلاء يُخيّل لمن لم يفقه رسالتها أنها تحمل في طيّاتها العديد من التناقضات، مع أنها هي بذاتها الجواب الشافي والحجة الدامغة والمنطق الحق في عالم التكالب على الدنيا والانسحاق أمام شهواتها.
ولالقاء الضور اكثر على واقعة الطف ومكانة الامام الحسين بين ابناء المذاهب الاسلامية وأيضا غايته من التوجه نحو كربلاء وعدم بيعة يزيد قمنا بالحديث مع الشيخ احمد اسماعيل.
وكان نص الحوار:
س: ما هي رسائل واقعة الطف واستشهاد الامام الحسين عليه السلام بيوم عاشوراء للمسلمين؟
هي رسالة السماء تُوجِّه أهل الأرض وتصوِّب أهدافهم وغاياتهم. من أراد فهم لغتها فعليه أن يدرسها هي بمفرداتها ومصطلحاتها، بعمقها وأسرارها، لأن الحكمة المتعالية لا يستوعبها كل أحد، فمن لا يُتقن لغة الحكماء لا يحق له أن يتحدث ويحدِّث عن فلسفتهم للحياة، ولا أن يشكك في فهمهم ما لم يدخل رحاب لغتهم ويتعرّف الى أسرارها. وكربلاء لها قيمها ومفاهيمها، منطقها ولغتها.. فحذار من تقحّم معانيها بسقف ثقافتنا المحدودة وأفق معرفتنا الضيقة للعظماء،
فهلمَّ بنا مع كربلاء نتعملق بها ونكبر فيها، لا أن نقزِّم معانيها ونستصغر أهدافها، فنفعل حيالها كما الطفل مع البحر، حيث يجلس على الشاطئ ويبني بيوتاً رملية ويبلل جسده وثيابه، ظناً منه أنه يسبح في غماره ويغوص في أعماقه، فيُحرم من جواهر البحر وأصدافه وكنوزه.. وهكذا نحن الذين حرمنا من كنوز كربلاء، فلا نتقن الغوص في أعماقها ونتصور أننا من أهل معرفتها، تماماً كذاك الطفل الجاثي والمجافي للحقائق بحكم قصوره الذهني والمعرفي، أو كالأعمى الذي يتنطح ليعرِّف الناس على جمال المناظر الجميلة، أو كالأصم يريد أن يتذوق عذوبة لحن الأصوات الشجية، أو كالأخرس المشدوه أمام المشاهد الأخّاذة، وفي الأثناء لا يطاوعه لسانه معبراً عن مخزونات مشاعره وأحاسيسه.
وكربلاء صفحة مظلمة سوداء في تاريخ الأمة التي قاتلت وبايعت وقتلت النجباء، وهي صفحة منيرة بيضاء في سجل كل من يمتّ لها بصلة من الشهداء والسبايا وكل جنودها وأنصارها، وهي التي أزالت الغطاء عن كل مدّعٍ متستر بالدين، وهي التي كشفت عن روعة الإيمان وكانت محلاً لعروج العابدين.
س: ما هو هدف الامام الحسين بن علي عليهما السلام من التوجه نحو كربلاء وعدم بيعة يزيد بن معاوية؟ ذهب بعض المؤرخين الى ان واقعة كربلاء سببها كانت الخلاف على الملك... ما هو تعليقكم؟
وإن كان ذهب بعض المؤرخين إلى ان الخلاف كان على ملك و هذا لا اساس له من الصحة. الإمام الحسين عليه افضل الصلاة والسلام، انما يريد ان يعيد هذا الاسلام إلى رونقه تماماً كما جاء به الرسول (ص) لذلك اعتبر الإمام الحسين انه هل من الممكن بعد وفاة الرسول جد الحسين بخمسين عاما ان تتحول الامة إلى هذا المستوى ويكون على رأس لحكم يزيد بن معاوية شارب الخمور ويتجاهر الفسق والفجور وبالطبع هذا منحى غير طبيعي للأمة الإسلامية وبالتالي إذا بقيت الأمة بهذا الاتجاه فمعنى ذلك فعلا كما قال افضل الصلاة والسلام عليه قد بليت الأمة براع مثل يزيد. وان الأمة عنما تبتلى براعِِ مثل يزيد فأن أي شيء يمكن أن يحصل وبالتالي ليس غريباً على الاطلاق ان يكون هناك حاكم باسم الإسلام ويجزر بالمسلمين.
تماماً كما يحصل بين المملكة العربية السعودية واليمن وتقتل هذه المملكة المسلمين والمؤمنين بلا ذنب على الاطلاق هم يشعرون ان لهم هذه السطلة وبالتالي على كل المسلمين ان ينقادوا الى هذه المملكة كما كان يفعل و يتعاطى يزيد بن معاوية. اذن الامام الحسين لم يكن عنده منطلقات ان يصل إلى الحكم وانما كان يريد الوصول ان يعود الإسلام إلى سابق عهده وإلى رونقه تماماً كما كان في عهد جده رسول الله (ص).
س: كيف يمكن ان تؤدي ذكرى الامام الحسين دورا في تقارب المذاهب الاسلامية بدلا ان تكون موضعا للخلافات الطائفية؟ هل كان الحسين عليه السلام امام للشيعة فقط؟
الامام الحسين عليه السلام لكل انسان يريد العدل والعدالة والحقيقة، وهو امام العدالة والحق. وهو كما ورد في زيارة وارث، هو عملياً وارث بني الله ادم ونوح وابراهيم ووارث نبي الله محمد (ص) وبالتالي لا يمكن ان يكون فقط الامام الحسين منحصر على مستوى الشيعة او انه ليس للسنة علاقة بهذا الامام. الامام الحسين هو امام كل المسلمين وكل من يريد الحق. وحصر الإمام بالشيعة معنى ذلك ان فعلاً هذه مظلومية اخرى تضاف للإمام الحسين لانه امام لكل ثائر و ولكل من يثور على الظلم. وبالتالي غاندي كان يقول تعلمت من الحسين كيف اكون مظلوماً فانتصر هو امام المظلومين والمحرومين والمضهدين لذلك لا ينبغي ان نحصره فقط وفقط للشيعة. بالتالي الكثير من الشيعة يدعون انهم يتصلون بالامام الحسين وان الامام الحسين سيشفع لهم وهذه فكرة خاطئة الامام الحسين هو قريب من كل انسان يريد تحقيق العدالة وهو بحق يحمل سالة كل الانبياء وبالتالي يختصر رسالة 124 الف نبي. الم يكن النبي محمد اخر الانبياء والمرسلين وقد قال عن الامام الحسين "الحسين مني وانا من الحسين"، لذلك استمرارية رسالة النبي (ص) تكمن في رسالة الامام الحسين وفي ثورته المباركة وفي واقعة الطف./انتهى/
تعليقك