أكد السفير الإيراني السابق في العراق حسن كاظمي، ان تحرير الموصل من قبل القوات العراقية هزيمة للخلافة المزعومة لتنظيم داعش حسب الظاهر لكن في الحقيقة هي دفن لمشروع "من النيل إلى الفرات" الصّهيونيّ.

وقال  السفير الإيراني السابق في العراق في تصريح لوكالة مهر للأنباء حول العمليات العسكريّة الجارية لاستعادة الموصل من قبضة داعش : تختلف هذه العمليّات عن باقي العمليّات العسكريّة التى أدت إلى استعادة مناطق عديدة في أنحاء العراق.

واوضح قائلا : أولاً على خلاف كل ما كان أطلقه الأميركيون سابقا عن عزمهم قيادة العمليات العسكرية في الموصل فان هذه العملية كانت بتخطيط و قيادة عراقية. الخصوصية الثانية و كما صرّح رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي أن كل القوات الّتي تقاتل لإستعادة الموصل هي قوات عراقية و لاحاجة لوجود قوات أجنبية وأن العراقيون هم من خططوا وينفذون هذه العملية.

خصائص عملية الموصل

وصرّح الدبلوماسي الإيراني المخضرم: باستطاعة العراق الآن أن يخطط وينفذ العمليّات بمفرده. ويعتبر اشتراك مختلف القوات المشاركة في العملية من الجيش و  الإتحادية و قوات مكافحة الشغب و البيشمركة و الحشد الشعبي من أهم خصائص هذه العمليّة العسكريّة.

وأضاف كاظمي قمّي: دائما ما كان يدّعي الأميركيون أن مشاركة الحشد الشعبي ستؤدي إلى نزاع قوي، لكن ذلك لم يكن إلّا ذريعة لمنعه من ذلك، وقد رفضت الحكومة العراقية هذا الأمر وأصرّت على حضوره في مسرح العمليات. تجدر الإشارة الى أنّه قد أوكل للحشد الشعبي المهمّة الأصعب الّتي تقتضي تحرير 14 ألف كيلومتر مربع غربي الموصل، لذا فإن حضوره هو حضور أساسي ولا غنى عنه.

وأضاف أن الخبراء العسكريون يدركون أن جغرافية العمليات العسكريّة هي جغرافية معقدة و أن التقارير و الأخبار الواردة من الجبهة تشير إلى تقدم ملحوظ للقوات العسكرية وقال : إن أحد أهداف هذه العملية هي تحرير مدينة "تلعفر" حيت أصبحت القوات المهاجمة على بعد مئة كيلومتر من  مركز المدينة.

تابع كاظمي قمي حديثه وأشار إلى أن وجود إتحاد بين الشعب و الحكومة و سائر الأحزاب العراقية من أجل تحقيق الإنتصار في هذه المعركة. وأشار الى أن الجيش والحكومة ينالون  دعم الحشد الشعبي من جهة و من مختلف الأطراف السياسية من جهة أخرى. كما  أوضح السفير الإيراني السابق أن التعددية السياسية والمذهبية لم تعد مهمّة لأن ما يجري اليوم هو عملية عسكرية في منطقة حساسة من البلاد تشترك فيها مختلف التوجهات السياسية و الشعبية بالإضافة لدعم المرجعيات الدينية من أجل الإنتصار.

تحرير الموصل و نتائجها الإقليمية و الدوليّة

وحول التبعات الإقليمية و الدوليّة لمعركة الموصل صرّح الدبلوماسي الإيراني: لقد بات من الواضح مع وجود كل المواضيع و خصائص عمليّات الموصل أن  أبعاد نتائج تحريرها تتخطى بأهميتها المشهد السياسي و الأمني العراقي ولن تقتصر على إضعاف وجود داعش وتحرير منطقة واسعة من الخريطة العراقية أو أن قسما مهما من الشعب العراقي الّذي كان تحت سلطة داعش سينتقل إلى سلطة الحريّة، كلّ ذلك تبعات للعمليّة العسكريّة ولكن المهم هو ما سيتبعها من نتائج على صعيد المنطقة ودوليًّا.

وأضاف كاظمي قمي: تذكرون عند احتلال داعش للموصل فانه أعلن الخلافة الإسلامية مباشرة ووسّع حدودها حتّى تصل إلى شمال أفريقيا وشرقا إلى الهند. لذا فإن تم تحرير الموصل فقد تم بالواقع تدمير المشروع الصهيوني "من النيل إلى الفرات".

وأردف كاظمي قمي أن تحرير الموصل أظهر النفاق الأميركي الذين لم يكتفا بالنظر إلى محاربة داعش من خلال عدم تقديم الدعم المطلوب بل تعداه إلى وضع العراقيل أمام مشاركة الحشد الشّعبي في تحرير الموصل من قبضة تنظيم داعش الإرهابي.

ورأى الدبلوماسي الإيراني أن تحرير الموصل لن ينهي الإرهاب في هذ البلد لأن أميركا وبعض الأنظمة الرجعيّة لا تريد أن ترى العراق مستقرًا.

وفيما يخص الشأن الإيرانيّ و تأثير إنتخاب ترامب على تطبيق الإتفاق النووي أوضح كاظمي قمي أن ذلك هو استمرار لما شهدناه في عهد أوباما من عدم الإلتزام بتطبيق الإتفاق وهو ليس شيئا جديدًا./انتهى/