وكالة مهر للأنباء- فاطمة صالحي، أثار الهجوم الذي شنّته القوات العراقية علی مقر "كتائب حزب الله" العراقي موجة من الردود السلبية حيث أعلن كثير من السياسيين العراقيين إستنكارهم للهجوم وضرورة الحفاظ علی مكانة قوات الحشد الشعبي.
ويبدو بأنّه تسعی الأوساط الأمريكية لضرب قوة ومكانة الحشد الشعبي نظراً إلی الدور الهام الذي لعبته في مجال مكافحة تنظيم داعش الإرهابي وإفشال المخططات الأمريكية في العراق.
وفي هذا المجال أجرينا مقابلة مع الكاتب والإعلامي العراقي "علي فاهم"وجاء نص الحوار كما يلي:
س: برأيك ما هي أهداف بعض الأطراف في العراق من بث الخلافات بين الحشد الشعبي والأجهزة الأمنيىة ؟
لا يخفى على أي متابع لما واجهه العراق في عام 2014 أثناء إجتياح داعش لمحافظات العراق ووصولها على أعتاب حدود العاصمة، الدور المفصلي الذي لعبه الحشد الشعبي وفصائل المقاومة في تغيير مسار الحرب لصالح العراق حتى تحقيق النصر على داعش وإفشال المشروع التهديمي الخطير، وهذا ما إلتفت إليه القائمون على هذا المخطط الشيطاني الخطير وشخّصوا نقاط القوة التي جمعت في بوتقة العراقيين لتحصنّهم من هذا المخطط وهي:
أولاً، القاعدة الجماهيرية العقائدية التي كانت المادة الأولية لصناعة الحشد الشعبي والقيادة الحكيمة المرتبطة عقائدياً مع هذه القاعدة إلا وهي المرجعية الدينية التي وجّهت القاعدة الشعبية.
ثانياً، العمق والدعم الإيراني للعراق الذي وفّر التسليح والتدريب والتخطيط والإستشارة العسكرية للعراقيين، حيث قام الإحتلال الأمريكي على إضعاف وتجريد العراقيين من الدعم الإيراني، حيث قام الإحتلال بإستغلال الإعلام لإظهار إيران على أنها المخرب في المنطقة، وهذا واضح وضوح الشمس في رابعة النهار، وكانت نتيجة هذا التشويه الإعلامي والشيطنة الأمريكية أن حرّفت شعارات وأهداف إنتفاضة تشرين التي خرجت ضد فساد السلطة والأحزاب والمحاصصة وتصحيح مسار العملية السياسية الى أهداف تصبّ في مصلحة أعداء الجمهورية الإسلامية، وقام أعداء الجمهورية الإسلامية بالعمل على إضعاف المرجعية الدينية عن طريق أطراف مشبوهة مرتبطة بمخابرات دول خارجية وهي مستمرة في حربها الخبيثة في هذا المجال،
ثالثاً، بالنسية إلى إنهاء مسروع الحشد الشعبي هو الأهم والأخطر لأنه الهدف الأكبر لهذه القوى، لما يتمتّع به من عمق جماهيري و عقائدي كبير فعملت على تذويب هذا الإرتباط من خلال تقسيم الحشد الى أقسام وفصائل حتى يمكن تجزئته وبالتالي سيكون ضعيفاً فبدأنا نسمع في الإعلام الغربي أنّ هذا حشد أصله إيراني وهذا حشد مرجعي وهذا حشد عراقي وهكذا...
وما هذه إلا مقدمة لإسقاط الحشد الشعبي، ومن ثم إنهاءة تماماً لتخلوا الساحة من أي قوة مضادة للمشاريع الأمريكية والصهيونية في المنطقة، فما حصل ليلة أمس من إعتقال لعناصر اللواء 45 للحشد شعبي من قبل جهاز مكافحة الإرهاب كان بأوامر أمريكية، هدفها إشعال فتيل العداوة والفتنة بين الحشد الشعبي وقوات الأمن العراقية لإشعال حرب داخلية تستنزف القوى الوطنية وتستهلكها من أجل إضعاف العراق لمصلحة أعدائه.
س: ما هو دور أمریكا في شن الهجوم علی مكان الحشد الشعبي في العراق؟
هدفها زرع الإنقسام في المجتمع العراقي وتجزئته وإيجاد صراع داخلي وهو هدف إستراتيجي و مستدام لأعداء العراق في المنطقة، ولدراسة ردة الفعل من الناحية العسكرية لفصائل الحشد الشعبي، وكشف المتعاطفين مع الحشد الشعبي داخل الأجهزة الأمنية الأخرى من أجل عزلهم و تعيين بدلاء لا تهمهم مصلخة الأمن القومي العراقي، وهذا ما حصل فعلاً بعزل أمر الحماية الرئاسية في المنطقة الخضراء و إستقالة بعض الضباط في جهاز مكافحة الإرهاب، وتشويه صورة الحشد الشعبي كمؤسسة أمنية تابعة لمكتب رئيس الوزراء و إخراجه بصورة مؤسسة إرهابية تعصي الأوامر وأنها خارجة عن السيطرة أو فوق القانون.
وإلهاء الشارع العراقي عن مشاكله الحقيقية ومعاناته الكبيرة بسبب تفشي وباء كورونا بشكل غير طبيعي مع إرتفاع حالات الإصابة والوفيات عن المستوى السابق مع عجز الحكومة تماماً في إيجاد أي حل لوقف هذا النزيف المتصاعد وعجز الحكومة عن إيجاد حلول ناجحة لسد الفجوة الإقتصادية الكبيرة التي تضرب وتهدد الوجود الحكومي من خلال العجز عن توفير رواتب الموظفين حتى أضّطروا للتقنين.
الإقتراض الداخلي والخارجي سيكبل العراق بديون ستدفع ثمنها الأجيال القادمة وترهن العراق إقتصادياً الى أجل غير معلوم، كما السكوت على الإجتياح التركي لشمال العراق وبناء القواعد العسكرية التركية التي وصل عددها الى 28 قاعدة عسكرية ومركز تجسس تركي دون رد مناسب من الحكومة العراقي، وبوسط كل هذه الفوضى تخلق لنا الحكومة مشكلة جانبية نحن في غنى عنها.
س: كبف تقّيم مشروع الإحتلال الأمريكي للعراق؟
طبعاً لأمريكا الدور البارز في هذا المخطط من خلال توجيه الأوامر لجهاز مكافحة الإرهاب مع الشكوك الكبيرة التي تدور حول بعض قيادات هذا الجهاز وعمالته للامريكان مما يدقّ جرس الإنذار في بقاء هذا الجهاز تحت السيطرة الحكومية وتحوله الى أداة بيد الأمريكان وهذا الإستحواذ يهدّد العملية السياسية برمتها ويجعل الديمقراطية في خطر تام ويرفع مستوى التخوف من الإنقلابات العسكرية أو الانقلابات الناعمة حتى التي وجدنا بوادر السير في طريقها من قبل السيد "الكاظمي" من خلال خطوات تغيير كثيرة في أركان الحكومة وهذه الخطوات تحرّف الأهداف التي من أجلها جيء بهذه الحكومة المؤقتة، وهو إجراء إنتخابات مبكرة وإيجاد حلول آنية للخروج من الأزمة الإقتصادية والصحية التي تعصف بالبلاد ويبدو أن هناك مهمة على "الكاظمي" إنهائها قبل لقاءه المرتقب مع "ترامب" في منتصف تموز القادم في "واشنطن"، نتمنى ألا يكون الثمن هو إحراق العراق.
/انتهى/
تعليقك