وكالة مهر للأنباء- كوثر كريمي: في أي مكان تتواجد فيه النساء يمكن أن نلاحظ دقة خاصة وعناية وترتيب ولمسة أنثوية حيث لعبت النساء دوراً خاصاً منذ بداية الثورة الاسلامية الايرانية جنباً إلى جنب مع الرجال منذ النهضة والثورة مروراً بالثغور على مدى سنوات الدفاع المقدس الثمانية، وصولاً لنشاطها الاجتماعي الفاعل في يومنا هذا.
ربما تشهد بعض المناطق ولاسيما في خوزستان حضوراً ضعيفاً للمرأة في المناصب الإدارية، ولكن لايمكن أن يقلل من شأنها في اي مناسبة، وفي المسيرة الأربعنية يلاحظ الزائر العابر للحدود حضوراً مميزاً وفعالاً أنثوياً في خدمة زوار الحسين (ع).
خلف وهج التنور تختفي ايادي سمراء تلوح بالخبز العطر لكل عابر، خدمات لايمكن ان ينتظرها المسافر على هذه الحدود إلا إنها تتوفر بفضل الأنثى التي تقف خلف الأبرة والخيط لتحيك ما يحتاج من ملابس خدمةً لزوار الحسين (ع).
تأتي نساء خوزستان من مختلف القرى لتقدمن عشقهن للإمام الحسين (ع) في خدمة زواره على هذه الأرض، يطبخن أفضل ما لديهن، يتركن ابتسامة كريمة على وجوههن ترحيباً بالزوار يعملن جاهدين طيلة النهار لاستقبال العابرين نحو كربلاء.
"شيدا دانيالي" بدأت تجربتها على الحدود في خدمة زوار الإمام الحسين (ع) السنة الماضية مع مجموعة نسائية غيرت لون معبر "جذابه" الأغبر، فيما قدمت هذا العام مع باقة من النساء في موكبهم الخاص "زينبون الأهواز" يحملون شعارهم الخاص "الكوفية" ليقدموا خدماتهم للزوار منذ بدأ شهر صفر.
وفي هذا السياق قدم موكب "زينبيون الأهواز" خدمات خاصة ومنوعة كان منها توزيع حقائب صحية تضم مجموعة أدوات مما يحتاجه المسافر، حيث حاولت سيدات هذا الموكب تقديم خدماتهن دون إلحاق الضرر بالطبيعة فامتعنن عن استخدام الأدوات البلاستيكية التي يصعب تفكيكها وتشكل مع مرور الزمن أحد أهم المشكلات للتربة.
لايمكن للزائر أن يمر من معبر "جذابه" دون أن يتعرف على خبز الأهواز الذي تفوح رائحته في كل مكان، "السياح" خبز الأرز المصنوع من طحين الأرز تراث الأهواز، إلى جانب أصناف من الأطعمة طبختها يد النسوة بحب وكرم، لتضم وجبات مغذية وغنية.
تقول السيدة "دانيالي" إن الكوفية ونقوشها الجميلة هي رمز للعظمة والعزة والقوة، فيها تتجسد معاني الاستقلال والوفاء للوطن والتمسك بالأرض، الكوفية هي شرفنا وعزتنا.
واعتبرت مديرة موكب "زينبيون اهواز" إن إحياء التراث الايراني _ الاسلامي يمكن أن يكون أكبر خطوة لمواجهة الهجمة الثقافية الغربي، معتبرةً إن رموز الكوفية مقترنة بعظمة مسيرة الامام الحسين (ع).
تضيف السيدة "دانيالي" إن السنة الماضية حملت لموكبها تجربة بسيطة تمكنت خلال هذا العام من ترميمها وتحسين إداء عمل الفريق، مضيفة إن الصحراء اختلفت هذا العام بتواجد الوجوه النسائية ولاسيما مع تواجد خمسة مواكب نسائية أخرى تقدم خدماتها لزوار الحسين (ع).
وأوضحت "سليمه باوي" إحدى المشاركات في موكب "زينبيون اهواز" إن عملها تنوع خلال هذه الإيام إلا إنها كانت تقوم بطبخ الخبز بشكل رئيسي، موضحة إن الموكب لم يقدم طعام الأرز التقليدي لأنه يحتاج إلى أدوات بلاستيكية أثناء التقديم، حيث فضلت إدارة المواكب تقديم أغذية مختلفة تعتمد على الخبز والمعجنات لتخفيف الأضرار البيئية.
وأضافت "باوي" في حديثها لوكالة مهر للأنباء إن عشق الإمام الحسين (ع) ورغبتها في تقديم الخدمات للزوار دفع بها للانضمام إلى هذا الموكب، معتبرةً إن خدمة الزوار لا تقل عن زيارة كربلاء المقدسة.
أما السيدة ""خديجة سواري" فهي ترى إن خدمة الزوار عمل ممتع ويبعث الطمأنينة، موضحةً إنها تشارك كل سنة في مواكب خدمة الزوار وتطبخ الطعام دون تعب.
وترى "سواري" إن إقامة فعاليات ثقافية بين مواكب الزوار ضرورة مهمة لنشر التعاليم بين عشاق الإمام الحسين (ع).
موكب "زينبيون الأهواز" تجربة مميزة لخمسة وعشرين سيدة وسبعة رجال يساعدون هذا الموكب في أعماله، سيدات تركن منازلهن والتحقن بخدمة زوار الحسين (ع)، شعارهن التمسك بالعقيدة وأحياء التراث، لباسهن ىالكوفية وعطرهن خبز "السياح"، أتين بعشق كربلاء المقدسة لكن اكتفين هنا على الحدود بمساعدة الزوار المتعبين.
في عمق هذه الصحراء وقفت النسوة إلى جانب الرجال لتثبت كما من مئات السنوات قدرتهن وإرداتهن ورغبتهن في الحياة، كالسيدة زينب (ع) حملن رسالة العقيدة ونشرن بمحبة ما استطاعن إليه سبيلا. /انتهى/