وأفادت وكالة مهر للأنباء أن هور العظيم في مدينة الحويزة جنوب الأهواز والواقعة في محافظة خوزستان، يعتبر أكبر موطن للمواشي والحيوانات البرمائية الاخرى وقد شهد في السنوات الأخيرة أحداثا وتحولات تشكل مصدر تهديد لهذه الحيوانات.
فخلال السنوات القليلة الماضية واجه هور العظيم شح في إمدادات المياه ما جعل قسما كبيرا منه يعاني الجفاف ويمكن اعتبار نشاطات الشركات النفطية سببا من أسباب تفاقم الازمة في هور العظيم وبروز مشاكل في هذا الصعيد.
رغم أن الجانب الأعظم من الهور يقع في الأراضي العراقية وإن معظم الجفاف الذي تعرض له الهور يتعلق بهذا الجانب لكن لا يمكن القول ان الجهة الواقعة في ايران من الهور هي بخير وأفضل من جارتها في العراق.
ومر الهور في الأسبوعين الأخيرين بأزمة جديدة وهو اندلاع حرائق في الجانب العراقي من الهور وهذا الأمر أدى إلى بروز هواجس وقلق لدى السكان والحكومتين الايرانية والعراقية في ما يتعلق بدق ناقوس خطر يهدد الحيوانات والبيئة والإنسان في المناطق المطلة على الهور والتي تكتسب جانب من أرزاقها منه.
في بداية ادت الحريق إلى تلوث الجو وحدوث مشاكل تنفسية لدى سكان مدينة "الرفيع" و"الهويزة" ولم ينته الأمر بهذا الحد بل وصلت آثار هذه الحرائق إلى مدينة البستان وسوسنكرد والحميدية وماهشهر وحتى الأهواز مركز محافظة خوزستان.
وفي تصريح لوكالة مهر للأنباء قال شكر الله سلمان زاده رئيس مركز منظمة الصحة في محافظة خوزستان أن هذه الحرائق لها آثار صحية خطيرة وقد تكون تبعاتها تظهر على المدى البعيد، مضيفا " إن الأشخاص الذين لديهم أزمات في الرئة ولديهم الأرضية للاصابه بمثل هذه الأمر فقد يتعرضون لحملات ومشاكل تنفسية حادة.
وفي اللحظات الأولى بادرت قوات الإطفاء بالتحليق فوق الحرائق بطائراتها ومروحياتها وقامت بالقاء المواد التي تساعد على اخماد هذه الحرائق المشتعلة في الهوز منذ ما يزيد على أسبوعين.
هذا ادى هذا الوضع والأزمة المستمرة إلى قيام بعض المواطنين بشد الرحال ولو بشكل مؤقت والهجرة إلى مناطق أقل عرضة لآثار هذه الحرائق وتبعاتها.
الكائنات النادرة في خطر
وقال مساعد البئية الطبيعية في مركز حماية البيئة لوكالة مهر للانباء أن هذه الحراق تخلف آثار تضر في الدرجة الاولى بالسكان المقيمين بالقرب من الهور، مؤكدا أن آثار الحريق تصل ايضا إلى الحيوانات والكائنات التي تعيش في مياه هذا الهور وأراضيه.
واوضح هذا المسؤول أن الخسائر لم تحص بعد ولم تظهر نتائج رسمية في هذا الخصوص، مؤكدا أن الزواحف التي ليس لديها القدرة على التنقل بسرعة هي أكثر عرضة للخطر في هذه الأزمة.
وتابع عادل مولا في هذا السياق" إن الحرائق تخلف آثار عديدة تضر بالكائنات والحيوانات التي تعيش في مياه الهو وهي تخرب مساكن الطيور وتصيب الحيوانات كالجواميس وما شابه.
وصرح هذا المسؤول لوكالة مهر " لا ينبغي أن يكون هناك قلق كبير لأن الحرائق آخذة بالتراجع والانخماد لكن بالتالي الخطر يبقى قائما لان هناك احتمال لاندلاع الحرائق مرة اخرى.
وطلب مساعد البئية الطبيعية في مركز حماية البيئة من أهالي المناطق بالمطلة على الهور المشاركة والمساعدة في اطفاء هذه الحرائق عند باكورة اندلاعها لكي لا تتسرب إلى أماكن أخرى وتخلف خسائر جديدة./انتهى/
تعليقك